
ولادات قسرية (بين الولادة والاجهاض)
الشاعر والكاتب/ تورجين رشواني
في 30 – اب -1918 وقّعت اتفاقية مودرس ، حيث توقّفت الأعمال العسكرية ضد تركيا ، واجتمعت اللجنة الفرعية لمجلس الوزراء البريطاني ، حيث اعطت هذه اللجنة كلّ الصلاحيات للسير ارنولد ويلسون كي يعرض وجهة السياسة البريطانية، والتي تتلخّص ب:
1-هل يريدون إنشاء دولة عربية تحت إشراف بريطانيا، من الحدود الشمالية الى ولاية الموصل والخليج العربي
2-هل يريدون نصب حاكم عربي على رأس هذه الدولة
3- في هذه الحالة من يفضّلون أن يكون هذا الرأس
اما في كُردستان فسرعان ما بدأ ويلسون باستفتاءعلى الزعماء وقادة العشائر الكُردية.
ففي – 30 – نوفمبر 1918 أعطى ويلسون توجيهاته لضباطه الانكليز وكان الموضوع هو الاستفتاء عمّا إذا كان الكُرد يرغبون في أن يشكّلوا جزءاً من دولة العراق، والتي تمتدّ من الرقة على الفرات وجزيرة بوطان والبصرة والموصل ودير الزور على أن يناقشوا هذه النقاط مع الشخصيات الرئيسية في الاقاليم، لكن كان ويلسون يودّ أن يلحق كُردستان الجنوبية بالعراق وإخراجها من نطاق دولة كُردستان التي كان تشكيلها مدار بحث خاصةً أنّ الاكراد كانوا يلحّون في المطالبة باستقلال كُردستان المركزية وكان هذا الراي يحمل في طياته نكثاً بالعهد وتخلي بريطانيا عن الضمانات التي أعطيت في مجلس العموم البريطاني، ومفاده أن الكُرد لن يُرغموا على الخضوع لأية حكومة عربية، لكن ويلسون أراد أن ينشئ ثلاث ولايات في العراق، وإنّ حاكمها لن يكون عربياً، وتكون السيطرة بريطانية ، بمساعدة الجيش البريطاني، وأن يكون تحت سلطة المندوب السامي أربعة مندوبين على رأس الولايات، بعد إضافة ولاية الفرات .
والبند الأخير إن منح بعض الاستقلال الذاتي للكُرد يجب أن يترك لبريطانيا ولا يضع في مؤتمر السلام، فعلاً لقد وافقت حكومة بريطانيا على مقترحات ويلسون و في -مايو- عام 1919 كان الرجل يباشر بعمله، فذهب إلى السليمانية، واجتمع مع الشيخ محمود وستين رئيساً من القبائل الكُردية ،واستنتج الرجل أنّ الكُرد غير متفقين على نوع الحكم الذي يريدونه في المنطقة الكُردية،حيث كانت آراؤهم متباينة والتي تلخّصت في :
1-فريق يرى إقامة حكومة كُردية مستقلة.
2-فريق يرى إلحاق المنطقة الكُردية بالعراق.
3-فريق يريد ربط المنطقة الكُردية بلندن مباشرة.
4-فريق يصفّق لويلسون ويقولون له : إنهم غير راضين عن حكومة يرأسها الشيخ محمود.
بعد معاهدة سيفر التي أعطت زخماً لولادة طبيعية لدولة كُردية في 10 اغسطس -1920 وخاصةً البنود 62-63-64- لكن أجهضت الولادة ومات الوليد في رحم اتفاقية لوزان المشؤومة في 24-يوليوعام1923 .
أما مشكلة الموصل بعد نزاعٍ وخلاف ، تحوّلت إلى عصبة الأمم، وأرسلت لجنة لمعرفة الحقائق على أرض الواقع، فخلصت اللجنة إلى البنود التالية :
1-إنّ خمسة أثمان سكان الموصل هم من الكُرد وهم أهم عنصر في النزاع.
2-إنّ العراق العربي لا يمتدّ إلى أبعد من هيت -تكريت-
3-في جميع المصادر الجغرافية، الموصل هي كُردية ولم تكن جزءاً من العراق كما إنّ مدينة كركوك بناها الكُرد، حيث كانت موطن الكوتيين وبعد أن تأكّدت اللجنة .
اقترحت التالي:
في حال الأخذ بالنواحي العنصرية وجوب إنشاء دولة كُردية مستقلة .
أما إذا أخذت بالناحية اللاقتصادية يجب ضمّ الموصل جنوب خط بروكسل أي إلى العراق، ولم تعترف تركيا بهذه البنود فتوصلت مع بريطانيا إلى اتفاق آخر ،فوقعوا اتفاق ثلاثي، بريطاني تركي عراقي، على اعتراف تركيا بالموصل للعراق مقابل 10بالمئة من أسهم شركة النفط التركية لمدة 25-سنة ووقع الاتفاق في يونيو 1926 وبهذا مات الوليد .