
الغموض يلفّ مصير طلاب الشهادتين في محافظة الحسكة
لا يزال الغموض يلفّ مصير طلاب الشهادتين الإعداديّة والثانويّة في محافظة الحسكة في ظل غياب مراكز التسجيل الرسميّة التابعة للحكومة السوريّة ما اضطرّ آلاف الطلاب، ويقدّر عددهم بنحو خمسة آلاف، إلى التوجه نحو محافظات أخرى لتأمين حقهم في التقدم للامتحانات، وسط ظروف ماديّة صعبة تعيشها معظم العائلات في المنطقة، وعدم قدرة الكثيرين على تغطية تكاليف السفر والإقامة في مناطق بعيدة عن أماكن سكنهم.
يعيش الطلاب حالةً من القلق والتوتر النفسي نتيجة هذا الواقع غير المستقر، ويعبّر الطالب عمر حسن من الصف الثالث الثانوي عن معاناته قائلاً: “نفسيتي تعبت من هذا الوضع، لا نعلم ما هو مصيرنا والتفكير بالمستقبل وعدم وجود حل يؤثر على دراستي وتركيزي” هذه الكلمات تعبّر عن حال العديد من الطلاب الذين وجدوا أنفسهم بين ضغوط الدراسة وضياع الحقوق الأساسيّة.
وقد اضطرّت بعض العائلات إلى تسجيل أبنائها في محافظات بعيدة، رغم التحديات الكبيرة. تقول السيدة هيفين يونس والدة طالبة ثانوية: “اضطررنا لتسجيل ابنتي في محافظة دمشق، لكن الأمر مكلف جداً من تكاليف الطريق إلى أجور السكن ناهيك عن أنّ المدارس بعيدة عن مكان الإقامة ولا توجد راحة نفسيّة ولا ماديّة” قرارها جاء بدافع الحرص على مستقبل ابنتها لكنّه حمّل العائلة أعباءً تفوق قدرتها.
في المقابل لم يتمكّن آخرون من اتخاذ هذه الخطوة بسبب المخاوف الأمنيّة وتردي الوضع المادي، يقول أحد أولياء الأمور: “لا يمكنني إرسال ابنتي إلى المحافظات الأخرى، فالوضع الأمني لا يبعث على الطمأنينة، والتكاليف باهظة وأنا لا أملك القدرة الماليّة وأخاف على ابنتي ولا أعرف ما سيحدث لمستقبلها”.
أمام هذا الواقع الصعب لا يملك الأهالي إلّا أن يرفعوا صوتهم مطالبين بإيجاد حلّ سريع يتيح لأبنائهم التسجيل داخل محافظة الحسكة، ويخفّف عنهم الأعباء النفسيّة والماديّة، ويضمن لهم حقهم في التعليم أسوة بباقي طلاب البلاد.
وفي ظل الإقبال الكبير والضغط الحاصل على مراكز التسجيل في المحافظات الأخرى أعلنت وزارة التربية عن تمديد مهلة تسجيل طلاب الشهادة الثانويّة (البكالوريا) حتى الثامن من شهر أيار المقبل بهدف إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الطلاب لاستكمال إجراءاتهم رغم التحديات.