دكتور زارا صالح لـ” إيلاف”: توقيت ضربات الجوية التركية يعكس حالة تخبط بالنسبة إلى سياسة الرئيس التركي بعد بوادر فشله في تشكيل الحكومة
بهية مارديني GMT 21:30:00 2015 الإثنين 27 يوليو
في سياق الضربات التركية والموقف الجديد، قال الدكتور زارا صالح، عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكُردي: “لا شك في أن التطورات الأخيرة في الموقف التركي وتصعيد حملته ضد الكرد وتحديدًا حزب العمال الكردستاني وقوات حماية الشعب في محيط كوباني هو عمليًا نسف موقت لعملية السلام التي بدأت منذ عامين بين عبد الله اوجلان ورجب طيب إردوغان، وعودة إلى المربع الأول وازهاق ارواح جديدة بعد انخراط الكرد في العملية السياسية في تركيا، وحصول حزب الشعوب الديمقراطية على اكثر من ثمانين مقعدًا”.
واعتبر في تصريح لـ” إيلاف” أن هذا التوقيت يعكس حالة تخبط بالنسبة إلى سياسة الرئيس التركي بعد بوادر فشله في تشكيل الحكومة، وانقلاب داعش الاخير وخطره في الداخل التركي. وقال: “لعل دغدغة المشاعر القومية التركية من خلال التصعيد ضد العمال الكردستاني يقلب حسابات ونتائج الانتخابات البرلمانية القادمة التي يتوقع اجراؤها في تركيا”، مرجحًا استغلال اردوغان موافقة الاميركيين للتهويل بضرب الكردستاني في خطوة بعيدة عن عملية السلام، وقد تكون ردًا على سيطرة وحدات الحماية الكردية على ريف حلب الشمالي، وامتدادها في المناطق الكردية، نظرًا للعقدة التركية من الخطر الكردي.
المنطقة العازلة
توقع صالح أن يكون هناك سيناريو اخر نوت تركيا القيام به سابقًا، في فرض منطقة عازلة في الشمال السوري، فقامت باستخدام حجة داعش والعمال الكردستاني لتمرير ذلك.
ورأى أن تركيا فشلت في تبني الملف السوري، “بعد أن نالت ايران حصة الاسد في دمشق والساحل، ووقعت مع الدول الكبرى الاتفاقية النووية، ورسخت وجود حسن نصر الله في سوريا، في حين لم تكن تركيا سوى محطة لجوء ومعبر لداعش والمتشددين، لهذا فإنها تسعى من خلال استراتيجيتها الجديدة العودة كلاعب رئيس لتصفية واعادة حساباتها في الداخل وكذلك امتلاك الملف السوري بشرعية وغطاء اميركي، لكن لا يستدعي ذلك ضرب الكرد في كردستان العراق ولا في سوريا، لأن مشروع السلام مع الكرد هو مصلحة مشتركة تركية-كردية، وفشله يعني عودة إلى الوراء ونجاح المشروع الايراني في المنطقة، وكذلك نظام الأسد، الذي قد يستغل ذلك الصراع لدعم ورقة العمال الكردستاني”.
وحذّر صالح تركيا بأنها سوف تخسر كثيرًا اذا لم تعد حساباتها جيدًا في ما يخص الملف الكردي وعملية الاستقرار في المنطقة، وانعكاساتها على الساحة السياسية السورية”.
نقلاً عن جريدة إيلاف