المفتي حسون يترك المنابر ويصبح أحد أعضاء لجنة التحكيم في اختيار ملكة جمال سورية
يمعن النظام يوماً بعد آخر باستغلال المؤسسة الدينية وغلغلتها في مشاكل الشعب عن طريق توظيف أناس دينيين لهذه المهمة، إلا أن التطرفات التي ظهرت طوال الخمس سنوات الأخيرة من قبل مفتي الجمهورية السورية “بدر الدين حسون” تحولت من الغضب إلى السخرية والاستهزاء.
حيث انتقل المفتي من إصدار الفتاوى الشرعية التي تبيح قتل المعارضين لنظام بشار الأسد، أو ما يسميهم “الإرهابيين” والتهديد بإرسال انتحاريين إلى أوروبا، إلى المشاركة بحفلات فنية، حيث تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للمفتي بجانب خوري ممثل عن الطائفة المسيحية، وهم يشاركون بحفل اختيار ملكة جمال سورية في طرطوس.
إلا أن الأمر الذي رآه الكثيرون مدعاة للسخرية أن حسون بات من أعضاء لجنة التحكيم في المهرجان، وتساءلوا هل أفلس النظام فنياً ليدعو مفتي الجمهورية للمشاركة في حفل تكريم ملكة جمال؟! وتعلق إيمان ساخرة على هذا الموضوع على صفحتها في موقع “فيسبوك” بالقول: “كانوا الشيوخ يحضروا حفل حافظات القرآن صار حسون يحضر حفلات ملكات الجمال والبنات كأن مو لابسين، هاد هو الاسلام المعتدل اللي بدن ياه”.
أما طارق محمد فيدوّن ساخراً “شارك حسون وخوري وعنصر مخابرات بلجنة التحكيم ليؤكدوا تلون المجتمع والديانات بسورية، وحتى يقولوا بالدليل القاطع أن ملكة الجمال لا تفرق بين دين وآخر وما بتعرف الله وين حاططتها، وهكذا بكون النظام استغل أي مناسبة وكل مناسبة ليظهر التآخي الديني بكل شيء، حسون يختم كل مراحل التعرية بقيان بس يعملوا وصلة مع سارية سواس ليأكدوا أن ديننا بيستوعب كلشي”!
وكتب أحمد تعليقاً على ظهور الحسون في لجنة التحكيم “أنا مقتنع بضرورة وجود عناصر متنوعة في لجنة التحكيم في مسابقات ملكات الجمال بشكل عام، فمن الرجال من يهتم بالناحية الثقافية ومنهم من يهتم بشكل الجسد، كذلك الأمر بالنسبة للنساء، وقد أتفهم تواجد امرأة محجبة ضمن اللجنة لكونها خبيرة ربما أو لها ذاع طويل في مجال الموضة، لكن ما هي الغاية من تواجد رجل دين أو مفتي الجمهورية بأكملها ضمن لجنة لتحكيم مسابقة ملكة الجمال أو لتنصيب الملكة، حقيقة لم أفهم ماذا يفعل رجل دين في هذه المسابقات، ففي كل العالم ومن مختلف الثقافات والأديان والمشارب لم أشاهد أو أسمع عن رجل دين يشارك في تحكيم مثل هذه المسابقات”.
وعلق صالح “هل هذا هو الدين الجديد الذي بات يدعو له حسون؟ دين يبيح هذه المسابقات؟ وهل هو تابع لدار الإفتاء؟”
وقبلها بأيام تداول ناشطون صورة “سيلفي” للمفتي تجمعه مع بطلة العالم الروسية برفع الأثقال “مريانا نامروفا” معلقين باستهزاء على الصورة “هل هذا هو التقارب الروسي الذي يتحدث عنه حسون في كل خطبة”! وقبلها بشهور أيضاً ظهر حسون من داخل المسجد الأموي وهو يقبل امرأة ويعانقها في إحياء مناسبة دينية، ما جعل الناس يغضبون منه واضفين ما يفعله بعد احترام قدسية المكان الذي هو فيه.
وفي الأسبوع الفائت أقيمت في دمشق فعالية تحت عنوان “تكريم أسر شهداء الرياضة السورية” بحضور حسون وبطريرك أنطاكية، وظهر حسون يتقرب من إحدى السيدات التي ترتدي ثياباً وصفها المتابعون “بالفاضحة” ويصافحها، معلقين على هذا الحدث باستهزاء “إننا نرى في الرياضة حياة! هل هذه الحياة التي تفهمها يا سيادة المفتي؟”
ولم يكتفِ حسون بالظهور في هكذا مناسبات بل بات يفتي كيفما يشاء دون العودة إلى أصول التشريع الإسلامي حيث ظهر السنة الفائتة بجانب المطرب جورج وسوف وهو يعقد قرآنه على بطلة الراليات القطرية “ندى زيدان”، حيث أفتى حسون لهما بالزواج وأشرف بنفسه على عقد قرآنهما.
وفي فندق “راما روز” بدمشق تم إقامة حفل زفاف جماعي لمجموعة من أفراد جيش النظام وحضر الحفل مجموعة من المطربين والفنانين السوريين المعروفين بولائهم وتشبيحهم للنظام السوري، وطغى على الحفل مشاهد المشروب والرقص، ولم يتورع حسون عن نشر صوره مع الفتيات في الحفل وهن بثياب غير لائقة، بل تم وصفهن بأنهن مناضلات يحاولن أن يثبتن أن الحياة لا تموت.
ويعلق عبد الرزاق على الموضوع “أن النظام لطالما وظف أناساً ممثلين له في المؤسسات الدينية (…) لكن لم يصل الأمر بأي منهم إلى أن يتدخل بهكذا أمور فنية، أو يظهروا بمظاهر مخلة للآداب ومسيئة للدين”. ويضيف “النظام يحاول يوماً بعد آخر تشويه الوجه الحقيقي للإسلام وإغراق المجتمع بالفساد عن طريق أكثر الفئات تأثيراً فيه وهي الفئات الدينية وما اختيار حسون من قبل المخابرات إلا اختيار موفق لهذه المهمة”.