جريدة وول ستريت جوورنال الأمريكية “التخلي عن الكرد”
جريدة وول ستريت جوورنال الأمريكية ، الإثنين 4 آب 2014
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
يوم آخر ، هزيمة أخرى في الشرق الأوسط . طردت الدولة الإسلامية في العراق و الشام يوم الأحد القوات الكردية من ثلاث بلدات في شمالي العراق و و ضعت حصارا على أكبر سد في البلاد . و يبقى السؤال الآن هل ستتخلى إدارة اوباما عن حلفائنا القدامى الكُرد بينما هم يُحاربون الجيش الجهادي .
دحرت الدولة الإسلامية في العراق و الشام في بداية هذا الصيف الجيش العراقي من الموصل و نجاحاتها ضد قوات البيشمركة هي إنعطاف لنذير سوء آخر . لقد كانت كردستان جزيرة من السلام و الرخاء النسبي في العراق و كان يُعتقد من أنها ستكون بعيدة عن مُتناول الإسلاميين. لكن الدولة الإسلامية في العراق و الشام تكتسب قوة لم تُمنع لمدة طويلة ومدينة كركوك النفطية و التي يُدافع عنها البيشمركة هي هدف مستقبلي مُغري .خلافة إسلامية لديها عائدات نفطية هو مُشهد مخيف .
حمَت الولايات المتحدة الكُرد من صدام حسين لعقد من الزمن بإنشاء منطقة لحظر الطيران بعد حرب الخليج الأولى . و بعد سقوط صدام في عام 2003 دعا الكُرد الولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية دائمة على أراضيهم .
لقد خططت واشنطن مباشرة لتجهيز البيشمركة كما حدث مؤخرا في عام 2010 لكنها نزلت لرغبة رئيس الوزراء نوري المالكي ، الشيعي و الذي سعى لإستراتيجية كارثية بتجويع الأجزاء الأخرى الغير شيعية من العراق .
منذ أن سحب الرئيس اوباما جميع القوات الأمريكية في عام 2011 ، قدمت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار في العام كمساعدات عسكرية و باعت معدات بعشرة مليارات. لكن الكُرد رأوا القليل من ذلك .
حرمت حكومة بغداد الكُرد أيضا من حصتهم من عائدات النفط لذلك سعى الكُرد لتصدير النفط بأنفسهم و ذلك ما حاولت الولايات المتحدة منعه أيضا.
عندما هاجمت الدولة الإسلامية بغداد ، أرسل القادة الكُرد وفدا لواشنطن لطلب المساعدة العسكرية .
البيشمركة معروفون بمهنيتهم و شجاعتهم ، لكنهم يحتاجون للذخيرة ، المدفعية ، بنادق أفضل ، دبابات ، مركبات للنقل و الدروع الشخصية . تجاهلتهم إدارة اوباما مُدعية بأن المساعدة الأمريكية كانت بمثابة ضوء أخضر للإستقلال الكُردي و تفكك العراق .
هذه الإدارة تشتهر بهذا النوع من المنطق الإستراتيجي المُتقن .إن العراق مُسبقا على حافة التفكك و السماح للدولة الإسلامية بإجتياح الكُرد لن يجعل من توحيده أمرا سهلا .
إن كان عراق مُوحد سوف يُنقذ فذلك يجب أن يتم بمساعدة الكُرد .
لقد نادى نائب الرئيس جو بايدن كثيرا بتقسيم العراق إلى ثلاث دول لكن الطريقة التي يُوحد بها هي في فيدرالية واسعة و التي ستمنح المناطق الكردية ، السنية و الشيعية حُكما ذاتيا هاما.
ساعدت الولايات المتحدة تايوان في الدفاع عن نفسها لعقود من الزمن من دون تأييد الإستقلال. تقديم مساعدة عسكرية سيمنح الولايات المتحدة المزيد من التأثير على الكُرد لإبقائهم في عراق كُونفدرالي هذا إن كان ذلك ما زال مُمكنا . لقد تم اختيار فؤاد معصوم و هو كردي كرئيس للعراق في الشهر الماضي.إن المساعدة العسكرية للولايات المتحدة لكردستان يمكن ربطها حتى بإلتزام المنطقة المُستمر بعراق مُوحد .
حُجة أخرى للإدارة هي بأنها تنتظر حكومة جديدة لتتشكل في بغداد من دون المالكي و لا تريد أن تُصبح قوات جوية للمالكي ، لكن ذلك لا ينطبق على كُردستان فالمقاتلات الجوية و طائرات التجسس مُوجودة على نحو مُسبق في العراق و المنطقة و يمكنها من الغد أن تُقدم دعما جويا للبيشمركة .
امر المالكي بنفسه يوم الإثنين قواته بتقديم دعم جوي للمقاتلين الكُرد .
حتى تركيا و التي تخشى من الشعور القومي الكُردي بسبب وجود الأقلية الكردية فيها ،فهي ترغب بمساعدة كُرد العراق على الحفاظ على حريتهم و إلحاق هزيمة بالدولة الإسلامية في العراق و الشام .
إن المأزق الكُردي يُثير أسئلة كبيرة بشأن إلتزام امريكا بالعراق و اصدقائنا من حول العالم .
لقد أرسل الرئيس اوباما 800 مُستشار عسكري ،قوات و مروحيات الأباتشي إلى بغداد . لكن الإدارة قد اصابتها الشلل بشأن ماستفعل بها . يتم إخبارنا بأن الولايات المتحدة تقوم بالقليل أو لا تفعل شيئا لحفاظ على مُقاولي الولايات المتحدة في العراق لإتمام مطار بلد أو الحفاظ على تدريب العراقيين على الرغم من مُناشدات يومية من الجنرالات العراقيين . تقوم ايران و روسيا بملأ الفراغ .
قد يكون السيد اوباما مُشمئزا من الدخول ثانية في النزاع العراقي لأن ذلك يعني اعترافا منه أنه في الواقع لم يُنهي الحرب.
لكن التخلي عن الكُرد بعد تحالفنا الحديث سيرسل رسالة إلى العالم بأن هذه الإدارة تفتقد الشجاعة لدعم أصدقائها .
إن ترك الكُرد وحيدين لقتال عدونا المشترك الجيش الجهادي للدولة الإسلامية ستسبب ضررا لا حدود له لمصالح و سمعة امريكا