معارضون سوريون: هناك عيوب في اتفاق وقف إطلاق النار بسورية
أعلنت الولايات المتحدة وروسيا خططاً “لوقف الأعمال القتالية” في سورية ستدخل حيز التنفيذ يوم السبت المقبل دون أن تشمل جماعات مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” وهي نقطة اعتبرها معارضون سوريون عيباً في الاتفاق.
ويعد الاتفاق الذي وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه “خطوة أولى نحو وقف لإطلاق النار يدوم طويلاً” ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة بين واشنطن وموسكو اللتين تدعمان طرفين متنافسين في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.
وقال بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك أحد فصائل الجيش السوري الحر إن الاتفاق سيوفر الغطاء لبشار الأسد وحلفائه الروس لمواصلة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حيث يتداخل وجود مقاتلي المعارضة والجماعات المتشددة.
وأضاف “روسيا والنظام سيستهدفان مناطق الثوار بحجة وجود جبهة النصرة ومن المعروف التداخل الموجود هناك وهذا سيسقط الهدنة.”
وجاء في بيان أمريكي روسي مشترك أن البلدين وغيرهما ستعملان معاً على تحديد الأراضي التي يسيطر عليها “تنظيم الدولة” و”جبهة النصرة” وغيرهما من الجماعات التي لا تشملها الهدنة.
لكن مسؤولين في المعارضة المسلحة قالوا إن من المستحيل تحديد المواقع الخاضعة لسيطرة “جبهة النصرة”.
وقال خالد خوجة عضو الهيئة العليا للتفاوض ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “بالنسبة لنا هناك إشكالية مع تنظيم النصرة لأن النصرة ليست موجودة في إدلب فقط بل موجودة في حلب وفي دمشق وفي الجنوب. المسألة الحرجة هنا إذ يمكن بحجة استهداف النصرة استهداف المدنيين أو الجيش السوري الحر.”
وأشار خوجة إلى أن “مدة الهدنة المقترحة أسبوعان (…) لكن ممكن أن تمدد إلى ما لا نهاية إذا التزمت الأطراف بها.”
واجتمعت الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل الهيئة الرئيسية للمعارضة في العاصمة السعودية الرياض يوم أمس لمناقشة الهدنة.
ولاقت الخطة الأمريكية الروسية رداً حذراً ومتحفظاً من رياض حجاب منسق الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من الغرب إذ قال إنه لا يتوقع أن تمتثل حكومات إيران وروسيا ونظام الأسد للخطة.
وقال حجاب إن الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من السعودية ستقبل الهدنة إذا أوقف النظام والأطراف الداعمة له كل أشكال الحصار علاوة على السماح بإدخال المساعدات وإطلاق سراح جميع السجناء وإنهاء القصف والهجمات على المدنيين.
وأضاف حجاب “ملتزمون من طرفنا بإنجاح الجهود الدولية المخلصة لحقن دماء السوريين ودفع جميع الأطراف إلى مائدة الحوار (…) لكننا قادرون في الوقت ذاته على مخاطبة النظام باللغة التي يفهمها” مشيراً إلى أن الرد الرسمي للهيئة العليا للمفاوضات سيصدر في وقت لاحق.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة “بان جي مون” بالإعلان الأمريكي الروسي الذي يأتي بعد فشل محاولة “ستافان دي ميستورا” مبعوث المنظمة الدولية للسلام في سورية لاستئناف محادثات السلام في جنيف.
وقال “ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم “بان”: “يحث الأمين العام الأطراف بشدة على الالتزام بشروط الاتفاق. هناك الكثير من العمل في الفترة القادمة لضمان تنفيذه.”
وأوضح “دي ميستورا” أن اتفاق وقف الأعمال القتالية قد يسمح باستئناف المفاوضات. وأضاف “يمكننا الآن أن نستأنف في القريب العاجل العملية السياسية المطلوبة لإنهاء هذا الصراع.”
وقال “يان إلياسون” نائب الأمين العام للأمم المتحدة إنه “ليس متشائماً”، وأضاف “يجب أن يكون هناك وقف للتصعيد ونحن بحاجة للتأكد من أننا نسير في اتجاه المحادثات. ويعني هذا أنه يجب الآن الحد من أي نشاط عسكري.”
من جهته يرى “فريد هوف” وهو خبير سابق في الشؤون السورية بوزارة الخارجية الأمريكية ويعمل حالياً في المجلس الأطلسي وهو مؤسسة بحثية في واشنطن أن الجدول الزمني المقترح أعطى روسيا وإيران وسورية خمسة أيام إضافية لاستكمال تطويق فصائل المعارضة المسلحة في حلب.
وأضاف “هوف”: “في الواقع يتطلب نجاح هذه المبادرة – التي تشمل إغاثة إنسانية واسعة النطاق للمدنيين السوريين – حسن نية وبنزاهة من ثلاثة أطراف لم تظهر ذلك بشكل يذكر أو لم تظهره على الإطلاق خلال فترة هذه الأزمة (…) دعونا نأمل في أن يغيروا مواقفم”.
رويترز