محمد خير بنكو ليكيتي ميديا: الطرحان ” الامريكي والروسي” ناجمان عن قناعة المجتمع الدولي بإنه بات من المستحيل أن تعود سوريا إلى ما كانت عليه
اعداد وحوار برزان شيخموس
بخصوص التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا, من خلال اعلان وقف اطلاق النار بين النظام وقوى المعارضة, والتصريحات الأخيرة لـ”سيرجي ريابكوف” نائب وزير الخارجية الروسي باحتمال تحول سوريا إلى دولة فيدرالية وعن النشاطات الأخيرة للمجلس الوطني الكردي في سوريا التقت يكيتي ميديا بالأستاذ محمد خير بنكو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا والعضو السابق في الهيئة السياسية لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية.
عن تقيم أداء المجلس الوطني الكردي بعد مؤتمره الثالث وجولة مكتب العلاقات الخارجية برئاسة ابراهيم برو في أوربا قال محمد خير بنكو” هناك فرق كبير بين ما قبل و ما بعد المؤتمر الثالث للمجلس، فقد تبنى المجلس القوة العسكرية و هذه خطوة نوعية كبيرة و به دبّت الروح في كيانه المترهل و تحرك على الصعيد الجماهيري و الإقليمي و أخيراً التّحرك الدولي الذي قام به لجنة العلاقات الخارجية برئاسة رئيس المجلس ،هذا التحرك الذي يعتبر بحق الأول من نوعه للمجلس الوطني الكرُدي.
الجولة الأخيرة بكلا شقّيها الدبلوماسي و الجماهيري، رغم تأخرها، كانت جولة ناجحة و مميزة و خاصة من جهة تعدّد اللقاءات الهامة مع العديد من الجهات الرسمية و الحكومية ووضعهم بصورة معاناة الشعب الكرُدي و رؤيته لحل الأزمة السورية و مستقبل الدولة السورية”.
في السياق ذاته بنكو أضاف قائلاً” أمّا من الناحية العملية فبقناعتي ما زال المجلس الوطني الكرُدي لا يملك مشروعاً واضحاً و متكاملاً و لم يستطع حتى الآن بناء أيّة مؤسسة فعلية سوى أسماء على الورق، فمن الناحية السياسية مازال يطالب بالشراكة مع ( تف دم) بالرغم من اتهامها بالتنسيق و التعاون مع النظام البعثي الحاكم و هذا ما يجعل مشروعه السياسي غامضاً و ضبابياً ومن الناحية العسكرية والعملية لم يستجد شيء منذ تبني البيشمركة لحد الآن.
وعن تصريحات “سيرجي ريابكوف” نائب وزير الخارجية الروسي عن احتمال تحول سوريا الى دولة فيدرالية أفاد عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي إن الروس لم يطرحوا الفدرالية بشكل مباشر بل جاء على شكل طرح الأمريكان للتقسيم, وكلاهما يذكر الطرح على شكل الخطة البديلة, مضيفاً إن الروس ليسوا محل ثقة و تدخلهم المباشر في الأزمة السورية جاءت كغيرهم لتقسيم الكعكة.
الطرحان ناجمان عن قناعة المجتمع الدولي بإنه بات من المستحيل أن تعود سوريا إلى ما كانت عليه كدولة مركزية بعدما نجح النظام في تفتيت المجتمع السوري و خلق حالة مرعبة من العداء بين مكوناته المختلفة ولكي لا تذهب سوريا ( وهذا الخيار ممكن و قوي ) إلى التقسيم تلمح روسيا إلى إمكانية بناء الدولة الاتحادية.
فيما يخص الهدنة المعلنة بين النظام وقوى المعارضة السورية أوضح العضو السابق في الهيئة السياسية لائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إن الهدنة رغم الخروقات الحاصلة ستكون مؤقتة و قد تساعد على البدء بالمفاوضات من جديد، قائلاً: ” لكنني لا أجد أيّ بارقة أمل في نجاح هذه المفاوضات لأن كلا الطرفين ما زال متمسكاً بموقفه و لم يغادر موقعه، فلم يستطع لا النظام و لا المعارضة أن تقنع القوى العظمى بالتقاء مصالحها معهم. فالنظام أثبت فشله في قيادة سوريا ،و المعارضة فشلت في طرح مشروع رؤية وطنية لحل الأزمة بسبب تشبثها بالفكر القوموي العنصري و الاسلاموي ما يشكل مخاوف لدى الدول العظمى فتكبح رغبتها في الحل وتنتقل إلى إدارة الأزمة للاستفادة من عامل الوقت لانهاك الطرفين و الوصول إلى ما تبغيه باقل ثمن” .