رسالة مفتوحة للمجلس الوطني الكردي
د.ابراهيم رمضان الشدادي
الأخوة الأفاضل كلا حسب عمره ونضاله ,مع الاحتفاظ بالالقاب والامتيازات ,لكم مني فائق الاحترام والتقديروالمحبة لا تزلفا ولا تملقا انما حبا لأنتمائي الكردي , ولكم مني كل الأخلاص ولكل حسب نضاله في الحقبة الشمولية السوداء في ظل احتكار الفروع الامنية البعثية للحياة في كردستان سوريا ,ونجل ونقدرمعاناتكم وانتم تمارسون العمل الحزبي .الاخوة الاعزاء والافاضل :,ابراهيم برو ,فؤاد عليكو ,عبدالحكيم بشار , شاءت الأقدار ان تعاصروا مرحلة تاريخية عصيبة ومفصلية في تاربخ الكورد في كردستان سوريا, وهذا شرف عظيم لكل سياسي طامح لحقوق بني قومه المشروعة ,ولعله من مفارقات القدر أن تتطلب هذه المرحلة المزيد من الشفافية والتفاني والعمل الجماعي والابتعاد عن الانانية وحب الذات , والمزيد من الواقعية الى حد التفوق على الذات وانكاره ,والمزيد من التلاحم مع كافة الشرائح الاجتماعية بغض النظر عن كافة التفسيرات والتعليلات والذرائع ,فاليوم الكردي هو المستهدف وليس شيء سواه ,والمزيد من رحابة الصدر لمختلف الانتقادات والاقتراحات حتى لو تجاوزت حدود المنطق والعقل ,لانها هي نتاج المشاعر الصادقة للجماهير الهائجة من اجل حقوقه وكرامته وليس استهدافا لشخصياتكم الموقرة ,ولا نمتلك المقاييس لنرى أيهم أكثر وطنية اوأكثر مرؤة اوغيرة على كرامة شعبه فكل متفوه هو صاحب حق ما ولا نستطيع انكار ذلك بجرة قلم .’فلنكن أكثر صراحة مع بعضنا البعض , ,فأنتم ايها الافاضل بلا شك طموحكم واخلاصكم لشعبكم أوصلكم الى ما انتم عليه اليوم ,وهنا اليوم الاختبار الحقيقي أما الاستمرار او الاعتذار ! ولعمري سوف تكون اضافة مشرفة لتاريخكم النضالي ,أنتم اليوم قادة وزعماء لهذا الشعب وهذا ما يلزمكم أخلاقا وعرفا النظر الى الشعب بمختلف رؤاه واتجاهاته بالقدر نفسه من الاحترام والتقدير ,وكاتب هذه الأسطر المتواضعة التي أراها لا تليق بمقامكم الكريم كل على حدة .,اعترف بأنني لم انتمي الى أي حزب كردي منذ مراهقتي والى اليوم ولكنني كنت من رواد الفروع الامنية للبعث وتعرضت للكثير من التعذيب والاستجواب ,ولا اسوق هذا المثال من باب البطولة ولكن باب أنني ودائما كردي محافظ على مشاعري ونظافة قلبي ويدي اتجاه شعبي الكردي ,ولا انكر بأنني صاحب عدة تجارب حزبية وثورية واقر وأعترف انني سلكت خطابا سياسيا لا تجذب مشاعر شعبي ولكنني أحترمت هذا الشيء ولم اجاهد نفسي من باب العناد والمناكفة للوصول الى التطرف الايديولوجي نزولا لرغبة شعبي الذي انتمي اليه ,ولا ارى حرجا للقول انها كانت تجربة فاشلة , لانها لم تحقق لشعبي شيئا ولكن على الصعيد الشخصي كانت تجارب كافية لاشباع غروري الذاتي كانسان ,وبعد هذا الملخص لحياتي الشخصية أعطي في هذا المقام لنفسي الحق في توجيه العديد من الملاحظات للاداء السياسي الكردي في هذه المرحلة ,المجلس الوطني الكردي لم يرتقي الى طموحات الشعب الكردي داخليا نتيجة تفشي روح المناطقية والشللية والايدولوجية ,وباعتقادي (واعتقادي ليست حجة بالطبع ) كل ما ذكرت وبالاضافة الى فقدان استقلالية القرار بلا مبرر اسبابا كافيا لهزالة المجلس وضعف تاثيره على المعطيات والضغوطات الخارجية التي اثقلت كاهل الشعب الكردي سياسيا واجتماعيا وعلى كافة الاصعدة ,والمجلس نفسه أفرز شخصيات تمثيلية للدفاع عن حقوق الكورد في المحافل الدولية وهم اخوتنا ونكن لهم كل الاحترام والتقدير والمحبة ,ولكن هذا لا يشفع لهم ,ان يتحمل الشعب التصربحات الركيكة التي صدرت من قبلهم ,واظهارهم الشغف الظهور على القنوات الاعلامية بلا مبرر ,الارتجالية المخزية التي تطغى على خطابهم باتجاه الشعب,والنبرة الانهزامية والاستجداء الطاغية لخطابهم الموجه الى الحاضنة السياسية في سوريا كدولة او كدولة المعارضة النظرية ,ومع هذا بات روح الاستعلاء والتمنن ظاهرة في تصريحاتهم الفردية ,الامر الذي لا يليق بالشعب الكردي العاطفي والشجاع والمغوار والمضحي من اجل قادته وزعمائه ,فالمرحلة التاريخية هذه تتطلب من قادتنا وسياسينا ونخبتنا بكل مسمياتها ممارسة العمل بعيدا عن الرتابة والبرتوكلية الشخصية والابتعاد عن الابعاد النمطية للخطاب العاطفي التي لا يليق بهذه المرحلة ,فقط نحتاج الانفتاح والتلاحم مع الشعب بغض النظر عن الايدولوجيات الضيقة التي دجنت المارد الكردي في قمقمه
! د.ابراهيم رمضان الشدادي من مؤسسي الحزب الاسلامي الكردي –
سوريا المنسق العام لمنظمة انسانية بلا حدود