أخبار - سوريا

حجاب: من يعجر عن إدخال علبة حليب كيف ينجز عملية انتقالية في سوريا

يكيتي ميديا – Yekiti media
قال منسق الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض حجاب، اليوم الثلاثاء، إن المعارضة اعتبرت نفسها منذ أمس خارج العملية التفاوضية، متسائلا كيف يمكن لمن يعجز عن إدخال علبة حليب للمناطق المحاصرة، من إنجاز عملية انتقال سياسي في سوريا.
وفي مؤتمر صحفي عقده بجنيف بعد يوم واحد من إعلان المعارضة السورية تأجيل مشاركتها بمفاوضات جنيف، أوضح حجاب “قرارنا بتأجيل مشاركتنا في مفاوضات جنيف يعني التعليق، ولن نكون في مبنى الأمم المتحدة وشعبنا يعاني، وبشار الأسد لن يبقى في مستقبل سوريا وسينال العقاب”.
وشدد بالقول “أتوجه بالسؤال للأمم المتحدة، والدول العظمى وعلى رأسها أمريكا، الغير قادر على إدخال علبة حليب، كيف يمكن أن ينجز عملية انتقالية، وانتقال سياسي في سوريا.
وأضاف “وعدني وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عدة مرات بدخول المساعدات لداريا(مدينة بريف دمشق) منذ ٢٧ شباط/فبراير الماضي حتى الآن، ولكن عجزت الدول عن دخول شاحنة واحدة نظرا لتعنّت النظام”.
ومضى بالقول “أبدت الهيئة(العليا للمفاوضات) تجاوبا كبيرا مع الجهود الدولية للدفع بالعملية السياسية، ولحقن الدم السوري، وإيجاد حل سلمي للمأساة السورية، بهدف رفع المعاناة عن الشعب، واستجابة للجهود الدولية المخلصة، وخاصة عندما صدر القرار ٢٢٥٤، وتتضمن عدة مواد تتحدث عن فك الحصار عن المناطق المحاصرة، وإيصال المساعدات للمحتاجين، عبر تمكين المنظمات، وإطلاق سراح المعتقلين ووقف القصف الجوي والمدفعي والأعمال العشوائية التي يقوم بها النظام وحلفائه، ووقف عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، ووقف أعمال الإعدام التي تنفذ بشكل تعسفي بحق المعتقلين السياسيين”.
وكشف أنه “خلال الفترة الماضية، وبحسب أرقام الأمم المتحدة، ٦.٥٪ فقط هم من وصلهم مساعدات، ومنذ يومين وصلت مساعدات للغوطة الشرقية بريف دمشق، أكثر من ٦٠٪ منها تحمل مواد تنظيف، فهل الشعب المحاصر بحاجة لأن يأكل مواد تنظيف، كما أن عدد المعتقلين منذ صدر القرار(٢٢٥٤) زاد ٢٠٤٤ معتقلاً، من بينهم نساء وأطفال، وتنظيم (بي ي د) حليف النظام، اعتقل ٢٥٦ شخصا”.
وأشار إلى أنه “حاولت الأمم المتحدة جاهدة من أجل فك الحصار ولم تتمكن، وتواصلنا معهم من أجل إخراج شاب من مضايا عمره ١٨ عاما، وزنه ٢٠ كغ فقط، نظرا للجوع بسبب الحصار، واسمه محمد شعبان،(..) إلا أنه لم يخرج نتيجة رفض حزب الله، وتوفي كما توفي كثير من أبناء سوريا، حتى في النازية لم يحصل ما حصل في سوريا”.
من جهة أخرى، أكد حجاب بالقول “لن نقبل بمفاوضات وشعبنا يعاني، نكون هنا في جنيف وشعبنا يموت تحت القصف، لن نكون طرفا في عملية تغيب حقوق شعبنا، وتزيد من معاناته، جئنا لانتقال سياسي مبني على أساس القرارات الدولية منها بيان جنيف١ في ٢٠١٢، والقرارات الأممية ٢١١٨ و٢٢٥٤، وكلها تقول إنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة السلطات التنفيذية، لا يكون فيها دور للمجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد”.
واستدرك “٣ جولات للمفاوضات في جنيف، الأولى طلبوا تعليقها نتيجة إجرام القوات الروسية وإيران والميلشيات في حلب وفي عدد من المناطق، والجولة الثانية لم يكن هناك دخول في عملية تفاوضية ومناقشة قضايا مفاهيمية وتحضيرية لا معنى لها، ومضيعة للوقت، وقلناها لدي ميستورا، ورغم ذلك كنا إيجابيين وقدمنا مقترحات، ومقترحا لأجندة التفاوض منها تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بكامل تفاصيلها والعدالة الانتقالية والقانونية”.
وبين أن “الطرف الآخر(النظام) احتج بأن هيئة الحكم الانتقالي لا تستند لدستور، والدستور الحالي المقر في ٢٠١٢ غير قانوني تم إقراره بالقصف، فعن أي دستور يتحدثون، وهناك حالات حصلت مشابهة في الكونغو والعراق وغيرها، فتشكيل هيئة الحكم دستوري”.
وكشف أيضا “قدمنا ١٧ مذكرة لدي ميستورا، ١٢ منها تتعلق بالقضايا الإنسانية، وفك الحصار والمعتقلين والخروقات، وتطالب بأجندة واضحة، وجدول زمني لتحقيق انتقال سياسي، وليس تمضية الوقت، والفدرالية يقررها الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع”.
وطالب الفصائل العسكرية بأن “لا تترك البندقية طالما المجرم (الأسد) موجود، وفي أول أسبوع للهدنة كان هناك مظاهرات في كل مكان، ولكن قتل ٥٥٣ مواطنا سوريا منذ بدء الهدنة، فلا وجود للهدنة على الارض، وعلى مجلس الأمن أن يجتمع ويعيد النظر في الاتفاقية، ويجب أن يكون هناك مراقبين أممين على الارض ومحاسبة من يخرق الهدنة، أما في حال عدم المحاسبة فسيستمر النظام بانتهاك الاتفاقات الدولية”.
وبين أن “الوضع في حلب سيء ويعمل النظام على محاصرة المدينة، وهذا يعني محاصرة ٦٠٠ ألف مواطن”، محذرا من نتائج وخيمة وكارثة إنسانية”.
ولفت حجاب إلى أنه “منذ بدء الهدنة منع تقديم السلاح للفصائل بحجة الهدنة، بينما النظام يحصل من روسيا وإيران على الأسلحة، مطالبا أمريكا بتقديم ٢٠٪ مما يقدمه حلفاء النظام”.
من جانب آخر، تساءل حجاب “لماذا لا يتوجه دي ميستورا لمجموعة الدعم، ومجلس الأمن؟ أطالب باجتماع وزراء خارجية دول الدعم، من أجل النظر وتقييم الإجراءات الإنسانية المتّبعة، ولتقييم عملية الهدنة التي انتهت، وأقول للمجتمع الدولي أجمع، لا يمكن أن يكون هناك حل إلا برفع المعاناة”.
واستدرك أنه “إذا تم إيصال المساعدات، وفك الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين، ووقف القصف، نكون هنا (في جنيف)، من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، لا وجود فيها للأسد وزمرته القتلة، والوفد سيغادر قسم منه، والآخر سيبقى لإتمام برنامج عمله، فيما دي ميستورا سيرسل خبيرا لمناقشة عملية انتقال سياسي، وسيلتقي مع القانونيين في الهيئة”.
واتهم منسق الهيئة روسيا بأنها “تعمل على إعادة إنتاج النظام وتثبيته، وهو دور لا يجب أن تقوم به كراعية لعملية السلام”، متسائلا عن شرعية الانتخابات(أجراها النظام قبل أيام)، و”نصف الشعب خارج البلاد، وفي كل بقعة سورية فيها حرب، ورغم ذلك قال(النظام) إنه شارك في الانتخابات ٥ ملايين، فأين هم هؤلاء؟”.
ورفض حجاب أن يكون هناك وفد يمثل المعارضة في المفاوضات غير وفد الهيئة، متهماً بقية الوفود بأنهم ليسوا معارضة بل “أزلام النظام”.
ونفى أن يكون بين الوفد المفاوض والهيئة “إرهابيين”، مؤكداً أن حركة أحرار الشام وجيش الإسلام(فصيلين معارضين) قدموا شهداء في قتال تنظيم “داعش” الإرهابي، فيما النظام يمارس “إرهاب الدولة”.
واستنكر المنسق تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة التي قال فيها “لن نتنازل عن الجولان للأبد”، ورد حجاب عليه بالقول “الجولان أرض سورية وستعود إليها، وحافظ الأسد سلّم الجولان لإسرائيل، ولولا اسرائيل لما كان بشار جالسا على كرسي الحكم، بل نتنياهو يحميه، وهو أمر معروف، ولقاءات أخيه ماهر الأسد، وقريبه زهير الأسد، واتصالاته باسرائيل معروفة، والجولان أرض سورية، وفلسطين للفلسطييين”، على حد تعبيره.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى