البرلمان العراقي يعلن شنكال مدينة منكوبة
يكيتي ميديا_Yekiti Media
قرر البرلمان العراقي اليوم اعتبار بلدة سنجار التابعة لمدينة الموصل 450 كيلومتراً شمال العاصمة العراقية بغداد، منكوبة إثر مطالبات مستمرة من عدد من النواب للتصويت على ذلك.
وصوت البرلمان العراقي اليوم، بالإجماع، على قرار اعتبار بلدة سنجار منكوبة، وذلك ضمن جلسته الـ 26 من الفصل التشريعي الثاني. وكشفت مصادر برلمانية أن” التصويت جاء بعد مطالبات مستمرة من قبل العديد من البرلمانيين، إثر تعرض البلدة لدمار وخراب كبيرين بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عليها إثر إحكام قبضته على الموصل في يونيو/حزيران 2014″.
ونفذ التنظيم سلسلة جرائم كبيرة بالمدينة، أبرزها سبي آلاف النساء الإيزيديات، وقتل الرجال وتسجيل اختفاء أطفال.
وقالت النائبة في البرلمان العراقي، أميرة زنكنة، اليوم، في تصريح صحافي، إن “البرلمان صوت على اعتبار سنجارمدينة منكوبة بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في المدينة جراء العمليات العسكرية”.
وأضافت زنكنة أن “الحرب ضد تنظيم (داعش) في المدينة أسفرت عن دمار كبير لحق بالبنية التحتية، كما أن هناك تشكيلاً للجنة مختصة بكتابة مشروع آخر لاعتبار مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين مدينة منكوبة”.
وكان البرلمان العراقي صوت بالإجماع مطلع شهر أبريل/نيسان الجاري، على قرار اعتبر فيه محافظة الأنبار (غرب البلاد) منكوبة جراء العمليات العسكرية، والدمار الهائل الذي لحق بمدنها.
وتدرس الأوساط البرلمانية حالياً مشروعاً آخر للتصويت عليه يعتبر بيجي في محافظة صلاح الدين (نحو 200 كيلومتر شمال بغداد) مدينة منكوبة كذلك، نتيجة ما لحق بها من دمار كبير وأضرار جسيمة في البنية التحتية والأحياء السكنية.
ويبدو أن مسيرة البرلمان على التصويت لاعتبار عدد من المدن بأنها منكوبة ستكون طويلة، في ظل وجود عدد من المدن الكبيرة تحت وقع القصف الجوي والبري والعمليات العسكرية المستمرة التي تدمر تلك المدن تدريجياً، بسبب سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها.
ويعتبر المختصون أن التصويت على مدينة ما بأنها منكوبة يعني تحديد موقع جغرافي تعرض لأضرار جسيمة بسبب كارثة ناجمة عن ظروف طبيعية، أو بسبب الحروب والصراعات.
ويقول المحلل العسكري السابق فيصل الدليمي إن “التصويت على اعتبار مدينة معينة بأنها منكوبة أمر معروف، خصوصاً في زمن الحروب والصراعات المسلحة، وهذا يعني أن على السلطات الحكومية اتخاذ كل ما يلزم لإخراج تلك المدينة من النكبة التي تمر بها”.
ويضيف الدليمي “هذا يعني ضرورة تشكيل لجان متخصصة بتقييم الأضرار التي لحقت بالمدينة المصوت عليها، ورصد المبالغ اللازمة لإعادة تعميرها، وإعادة النازحين منها وتوفير سبل العيش لهم”.
وتقع مدينة سنجار على بعد نحو 120 كيلومتراً غرب مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم (الدولة الإسلامية) “داعش” في الصحراء قرب الحدود السورية، والتي وقعت هي الأخرى تحت قبضة التنظيم حتى تمكنت القوات العراقية المشتركة من استعادتها في سبتمبر/أيلول
ونشر ناشطون عراقيون بعد سيطرة القوات العراقية المشتركة على مدينة سنجار صوراً أظهرت حجم الدمار الكبير الذي تعرضت له المدينة جراء العمليات العسكرية. وقالوا إن أغلب أجزاء المدينة تحولت إلى ما يشبه الأطلال وأكوام الحجارة بسبب الحرب.
وكانت المصادر العسكرية كشفت عقب سيطرة القوات العراقية المشتركة على المدينة عن تعرض نحو 80 في المائة منها إلى دمار كبير، جراء قيام تنظيم “داعش” بتفجير عدد من المواقع الأثرية والتراثية للطائفة الإيزيدية في المدينة، وعمليات القصف الجوي والبري التي قامت بها القوات العراقية، وطائرات التحالف الدولي خلال المعارك مع تنظيم “داعش”.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه عدد من المدن العراقية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية تقدماً ملحوظاً للقوات العراقية وسيطرتها على عدد من المدن والقرى، وتراجعاً لتنظيم “داعش”، لكن ذلك على حساب البنية التحتية لتلك المدن التي تتحول بعد كل معركة حاسمة إلى بقايا أطلال وأكوام من الحجارة.
العربي الجديد