محلية عفرين لــ ENKS .. سلطات الأمر الواقع تهدف عبر سياستها إلى تكريس نظامها الشمولي
يكيتي ميديا
تمر الأيام ثقيلة وذات وطأة شديدة، وعلى محيا الغيارى من أبناء شعبنا الكُردي العظيم ملامح الغضب الممزوج بالقلق، الحيرة في عيونهم بادية، أيديهم على قلوبهم، وأسئلة كثيرة بلا أجوبة لا تفارق عقولهم وتفكيرهم.
عفرين العزيزة الأبية ” عروسة كُردستان” تخرج من حصار وتدخل في آخر، ومن تهديد إلى تهديد، ومن استهداف إلى استهداف، ولا يكاد ينقضي عدوان أو اعتداء حتى يخيم شبح عدوان جديد.
تهديد وعدوان من قبل نظام أردوغان بصورة مباشرة تارة، وعدوان من قبل المجاميع والقوى العسكرية والتي لا تمت للثورة السورية بصلة، مدعومة لوجستياً وسياسياً من نظام أردوغان تارة أخرى.
ويندرج في نفس السياق ما تم مؤخراً ولا يزال يحدث بين الحين والآخر من استهداف وقصف لمدينة عفرين وجند يرس وقرى قطمة وبافليون وقسطل جندو وغيرها، وما ينجم عن ذلك وحتى الآن من استشهاد وجرح عدد من المواطنين المدنيين الآمنين، ونزوح جماعي لسكان بعض القرى.
وقد ترافق ذلك مع فعاليات وحملة إعلامية ونفسية شعواء ضد الكُرد ووجودهم، من قبل هذه القوى العسكرية، وكان ملؤها التهديد والوعيد وإثارة مشاعر الكراهية العنصرية وغريزة وروح الانتقام، مستغلة بذلك بعض التصرفات المشينة لسلطات الأمر الواقع (عرض الجثث في شوارع عفرين) والمتناقضة مع مبادئ وحقوق الانسان وروح العصر وقيم وأخلاق شعبنا.
وبالرغم من كل هذا الاستهداف والتهديد فإن سلطات الأمر الواقع وفي هذه الظروف الحساسة والمعقدة، وبدل أن تقوم بمراجعة نقدية شاملة لسياساتها وسلوكها، نجدها ماضية في سلوكها وسياساتها الخاطئة، وغيها وطغيانها وإجراءات وتصرفات نابعة من عقلية استبدادية مأزومة.
فما يزال في سجونها العديد من السجناء السياسيين وسجناء الرأي من أمثال عبد الرحمن آبو القيادي في الحزب الديمقراطي الكُردستاني ورفاقه (أحمد سينو – أحمد سيدو – ادريس علو – فلمز عثمان – جمال شيخ إسماعيل زاده – ريناس عبد الرحمن).
بل وصل الاستهتار والغرور ببعض رموز هذه السلطة إلى التهديد علانية وعلى مسمع الجماهير وعن قصد بسجن كل من لا يوافقها الرأي والسلوك والمنهج، وبشق فم كل من يمتلك الجسارة بمناقشتها وذلك ضمن ساحات القرى والبلدات الآمنة.
وتستمر بحملاتها الإعلامية المضللة للرأي العام، والهادفة إلى تشويه صورة خصومها السياسيين وخاصة المجلس الوطني الكُردي والأحزاب المنضوية في إطاره.
كما تستمر هذه السلطة في انتهاج سياسة التضييق الشامل على الحريات الفردية والعامة، ولا يزال تطبيق ما يسمى بقانون مصادرة أملاك المهاجرين ساريا وبالرغم من سيل الانتقادات الموجهة له، هذا القانون السيء الصيت والمنافي لأبسط مبادئ حقوق الانسان.
وتُقدم سلطات الأمر الواقع في هذه الأيام بحملة اعتقالات شاملة وكبيرة على حواجزها وفي قرى باسوطة وغزاوية واسكان وقرية حسن وقرية عمرا وشوربة ……. الخ وكافة قرى نواحي منطقة عفرين لسوق من تبقى من الشباب وممن تتراوح أعمارهم ما بين الـ 18 ولغاية 40 عاماً إلى معسكرات التجنيد الاجباري ليكونوا وقوداً لحرباً لا تخدم سوى أجندات الـ ب ي د.
إن سلطة الأمر الواقع تهدف من خلال سياساتها هذه إلى تكريس نظامها الشمولي، وإلغاء (بل) القضاء على أي توجه مختلف مع فلسفتها وسياساتها، ايديولوجيتها، وسلوكها وأجنداتها.
إننا في المجلس المحلي بعفرين للمجلس الوطني الكُردي في سوريا، في الوقت الذي ندين ونستنكر كافة الاعتداءات على منطقتنا ونشجب استمرار القصف الوحشي على اخوتنا في حي الشيخ مقصود ومن مختلف المكونات، ونطالب بوقفها فوراً.
فإننا ندعو سلطات الأمر الواقع، بمراجعة شاملة لسياساتها والكف عن اعتقال الشباب لسوقهم للتجنيد الاجباري، وتحقيق انفراج سياسي، وانفتاح على القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية والاستعداد لبناء شراكة حقيقية تساهم في رص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية.
ورغم تقديرنا لمدى المعاناة وللظروف البالغة الصعوبة التي يعيش في ظلها سكان منطقتنا، بكافة مكوناتهم وانتماءاتهم المختلفة، فإننا نتوجه إليهم بأخذ الحيطة والحذر والاستعداد لأية ظروف طارئة، ونهيب بهم التشبث بأرضهم وترابهم والصمود في وجه كافة التهديدات مهما بلغت، فعفرين الأبية ستبقى أبية وستبقى عصية على الطامعين.
المجلس المحلي بعفرين للمجلس الوطني الكوردي في سوريا
عفرين في 26 / 5 / 2016 م.