صدور العدد الجديد من جريدة يكيتي “227” باللغتين الكرُدية والعربية
صدر العدد الجديد من جريدة يكيتي “227” باللغتين الكرُدية والعربية
/النسخة الالكترونية للعدد227
أفتتاحية العدد:
الاستفتاء خيار مشروع من أجل تقرير المصير
ما حصل للشعب الكردي في كردستان الجنوبية (العراق) من سياسات الإلغاء والتهميش والتذويب من جانب ,ومن جانب آخر من حروب إبادة بشتى أنواع الاسلحة حتى المحرمة دولياً ((الانفال وحلبجة وخورمال)) ترقى إلى جرائم حرب ,وجرائم ضد الانسانية ,لم تحرك حينها ضمير المجتمع الدولي لوضع حد لتلك المجازر, كل تلك الحروب الظالمة فرضت على الشعب الكردي وحركته السياسية ,والبيشمركة الابطال الذين خاضوها مكرهين دفاعاً عن أعراضهم ووجودهم ,وبعيداً عما جرى في تلك المرحلة من حروب واتفاقات ((إتفاق الحكم الذاتي ))وتنصل النظام دائماً من التزاماته كلما سنحت له الفرصة ,بقي الكرد متمسكين بوحدة العراق ,رافعين شعار الأخوة العربية الكردية, لغاية سقوط الطاغية صدام, والاتفاق بين القوى والمكونات والكتل السياسية على عراق اتحادي فدرالي ينعم فيه جميع المكونات بحقوقهم القومية والسياسية ,ومن ضمنها الاقرار الدستوري بالإقليم الكردي بمحافظاته الثلاث ,والحديث لاحقاً في تفاصيل وضع كركوك والمناطق المتنازعة عليها وفق المادة /140/من الدستور العراقي الجديد .
ولكن ما حصل لاحقاً في ظل الحكومات المتعاقبة منذ سقوط صدام والتي هيمنت إيران على قراراتها وتوجهاتها كونها تمثل الأغلبية الشيعية التابعة لولاية الفقيه ,وخاصة حكومة المالكي التي أسرفت في تبعيتها لإيران وتمادت في عدائها للكرد ,حتى وصل بها الحال إلى إيقاف مخصصات حكومة الاقليم ,ومحاربة الكرد في لقمة عيشهم ,ومن جهة أخرى زادت من لهيب الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة ,وتوغلت في الفساد حتى صارت ديكتاتوراً يستحوذ على كل مفاصل الحكم والدولة من أمن وجيش واقتصاد ,كما سهلت دخول ((داعش ))والاستيلاء على معظم أراضي وموارد العراق, حتى غدا العراق على أرض الواقع مقسماً طائفياً يخوض حرباً طائفية لا شأن للكرد فيها ,رغم التضحيات التي قدمها الكرد في حربهم ضد داعش ودحره. وبمناسبة مرور مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت كردستان للمرة الثانية بين أربع دول وكانت جريمة ارتكبتها بريطانية وفرنسا وروسيا القيصرية بحق الكرد ,وفرضت تلك الحدود بالقوة على شعوب المنطقة فكان لابد من اسقاط تلك الاتفاقية واحترام إرادة شعوب المنطقة وعلى رأسها الشعب الكردي في رسم حدوده, وإعلان دولته ,وهو حق مشروع وفق العهود والمواثيق الدولية .
من هنا جاء قرار رئيس اقليم كردستان السيد مسعود برزاني ,قراراً حكيماً وشجاعاً, عندما أعلن عن عزمه بإجراء استفتاء شعبي لشعب كردستان الجنوبية بغية إقرار مصيره في دولته دولة كردستان حرة مستقلة ,لشعب أصيل يملك كل مقومات الشعب و الدولة, وبالسبل السلمية والقانونية المشروعة ,ومن خلال الحوار والتفاهم مع الحكومة المركزية في بغداد بعدما فشلت كل الجهود الرامية الى تطبيق النظام الفيدرالي المتفق عليه للعراق.
وتجنباً لما قد تحصل من حروب ,نحن في غنى عنها ,لذلك بات لزاماً علينا جميعاً كحركة سياسية وشعب كردي في الأجزاء الأربعة ,دعم ومساندة هذا القرار بكل الوسائل الممكنة ,وعلى المجتمع الدولي أن ينصف الكرد ,ويقف إلى جانب حقهم المشروع ويعوضهم عن بعض ما لحق بهم من أضرار جسيمة خلال قرن من الزمان دون وجه حق تحت حكم الانظمة الديكتاتورية ,والحكومات والدول المركزية التي ثبت فشلها في احتواء التعدد والتنوع القومي والديني والثقافي ..