دولة شنكَال عوضاً عن كُردستان تركيا
ولات العلي
كانت من المشاهد النادرة، أو ربما الوحيدة في تاريخ الكُرد الحديث، أن يقف جندي من “البيشمركَة” التابع لإقليم كُردستان العراق وبجواره جندي آخر من “الكًريلا” الجناح العسكري لحزب العمال الكُردستاني، كتفاً إلى كتف للدفاع عن أراضي كُردستان، نعم لحظات لا تنسى لدي طيف كبير من الشارع الكُردي، الذين تغنو بوحدة الصف الكُردي، وتجاوز المصالح الحزبية الضيقة بين محوري أربيل وقنديل.. لكن بالفعل كانت فقط لحظات، فالآلة الإعلامية لكلا المحورين بقيت مفعلة كما هي، وإن خفت من قبل أربيل نظراً لأنها أصبحت تواجه عدواً من نوع آخر على تخوم الإقليم، عدو شرس يدعى اختصار تمدده الكبير في سوريا والعراق “داعش”، الذي بات يهدد وجود كُردستان.. كُردستان التي كادت أن تشهر استقلالها قبل أيامٍ من الهجوم البربري الداعشي .
لكن لماذا هذا الدفاع المستميت من قبل حزب العمال الكُردستاني وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي عن إقليم كُردستان، كان مستغرباً لا بل متناقضاً مايجري على الأرض وما ينقل منه على شاشة “روناهي” وطيف المواقع الإلكترونية تحت جناحي حزب العمال فكل شيئ كان مستباحاً وما زال.. لتظهر ملامح السياسة المتبعة من قبل محور قنديل شيئاً فشيئاً، فهي التي رفضت إعلان أي شكل لاستقلال إقليم كُردستان مؤخراً، فكيف ترضي بالدفاع عن أراضيها !!
كانت خطوة ذكية من قنديل محاولة إخراج نفسها من قائمة الإرهاب الأوروإمريكية، ولاقت قبولاً من قبل إدارة أربيل التي سهلت لهم الطريق لإظهار حسن نوايا قنديل لدى الغرب، وإن وضعهم على قائمة الإرهاب بجوار داعش وباقي الكتل الإرهابية هو إجحاف بحقهم، فكيف تساعد عناصرها القوات الأمريكية في شنكَال وتكون على قائمة الإرهاب في واشنطن؟ نعم خطوة إيجابية كانت، لكنها لم تكتف بكسب عطف الدول الغربية بل طالبتهم بالسلاح وإعلان حصر التسليح بقوات البيشمركَة سيضر بتوازنات القوى على الارض. وهنا يمكن التساؤل لما الزج بالبيشمركَة وحكومة أربيل في كل مناسبة أو المقارنة بهم حتى ؟!
ربما كل ما قام به الحزب وعناصر “الكَريلا” من سياسة وتضحيات تحسب لهم كُردستانياً وإن كان إعلامياً.. لكن ما يحسب عليها هو ما صرح به مؤخراً زعيم حزب العمال الكُردستاني عبدالله أوجلان عن عملية السلام مع حكومة أنقرة وانسحاب عناصر الحزب على إثرها من جنوب شرق تركيا إلى، “روج آفا” وشنكَال، ما يعني بشكل أو بآخر أن دخول قوات حزب العمال الكُردستاني للقتال في إقليم كُردستان ومنطقة شنكَال بالتحديد لم يكن للدفاع عن أراضي وحرمة كُردستان بقدر تطلعاتها لايجاد أرض جديدة تؤويها وتبني عليها كُردستانها بعد فشلها في ايجاد موطئ قدم في كُردستان تركيا .