إبراهيم اليوسف ليكيتي ميديا: الـPYD مؤسس على ألا يكون هناك سوى حزب واحد، بأيديولوجيا مهترئة، وفلسفة ملفقة، تعتمد على الشعار الخلبي في التهييج وغسل الدماغ والديماغوجيا
اعداد وحوار: برزان شيخموس
في خضم كل ما هو جديد من احداث متلاحقة الخُطى, في خضم تراطِم لأمواجٍ سرعان ما تهدأ على حساب مصالح أمة استُغلبت وماتزال, فذاك أضحى بين ليلة وضحها عدواً ولوهلة عاد خلٍ ودوداً في غفلة المُعان بالأمر والأجاج يفيض من تحت مؤخرته, واضحى القاصي والداني يصنفه في عدٍ تنازلي حتى غدا في أخرها بالفتات, حول كل ذلك كان ليكيتي ميديا اللقاء التالي بالكاتب والشاعر الكرُدي ابراهيم يوسف.
-
المبعوث الدولي لسوريا استيفان ديمستورا صرح قبل أيام ان الشعب الكرُدي يشكل 5بالمئة من الشعب السوري, ما رأيك بتصريح السيد ديمستورا وبرأيك الى ماذا استند ديمستورا بعد ان صرح نائب رئيس الائتلاف انهم لم يقدموا نسب مئوية عن مكونات الشعب السوري للمبعوث الدولي؟
لا أعتقد أن تصرح استيفان ديمستورا جاء عفو الخاطر، عفوياً، كما أنني لا أعتقد أن ثمة جهة محترمة: محلية، أو إقليمية، أو عربية، أو دولية وراءها. لأن الأمر مجاف للحقائق. كما أن لا احد يستطيع إعطاء مثل ذلك الرقم لممثل جهة دولية يفترض أنه يدير الملف السوري، وذلك لأنه مجاف للحقيقة.
كان جديراً بالسيد ديمستورا الذي كلف بهذه المهمة أن يكون واسع الاطلاع على الشأن السوري، بدءاً من دواجن البلد، ومروراً بإبله، وانتهاء بمكوناته الإثنية، من خلال رصيد من الإحصاءات الدولية والمحلية.
لقد كنا نعلم-قبل بدء الثورة- أن وجود الكرد في سوريا ليس مقتصراً على المناطق الثلاث ذات الأكثرية الكردية والتي اشتغل النظام- ومن ثم أدواته- بعد الثورة من أجل إحداث خلل ديموغرافي ليس لصالح الكرد، وإنما هم موجودون في العديد من المحافظات الأخرى، ومنها: قلب العاصمة “دمشق” كما الساحل والداخل في آن. وهذا ما صار يعرفه الآن القاصي والداني معاً.
مؤكد أن ديمستورا يعمل ضمن حلقة ليست حيادية اتجاه الداخل السوري-عامة- وأن هذه الحلقة-تحديداً- وراء إفشال الثورة، ودمار سوريا، وإبادة شعبها. كما أنه وجه-رسالة- بالتزامن مع انقلاب المعادلة-الشرق أوسطية- مؤخراً- إلى-الكرد- من خلال و وجهة نظر مرسلين، هو ليس إلا عبارة بريد لا أكثر. وإن كنت لست مع فحوى هذه الرسالة-من خلال تحليلي لأبعادها- لأن القضية الكردية في سوريا قضية شعب وأرض. وقد أكد التاريخ بعد قرن على مخطط سايكس بيكو فشل أسلافه في محو الوجود الكردي…!.
-
مع ان المنطقة الكرُدية لم تشهد قصفاً او معارك كباقي مناطق سوريا , الا ان الهجرة الى الدول المجاورة والاوربية كانت كبيرة هرباً من سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ( التجنيد الاجباري – حصار- ضرائب – مناهج مؤدلجة -اعتقال المعارضين), هل فعلاً اضحت نسبة الـ 5بالمئة حقيقة بسبب هذه الافعال؟
ربما أراد السيد ديمستورا أن ينقل هذه الملاحظة كما وصلته- وهو احتمال- أي: إنه يعني أن ب ي د قليل الحضور بين حاضنته الرئيسة. نتيجة سلسلة الممارسات التي أشرت إليها , وهي ممارسات حقيقية تمت بحق شعبنا. وقد تناولها الغيارى على الشأن الكردي، ساسة، ومثقفين، في آن. غير أننا هنا-دلالياً- أمام دوال لغوية ناقصة لا تليق بمستوى هذا الرجل، والمستمد من مكانته، وما هو مناط به..!.
-
حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ماضٍ في افعاله وممارساته, خاصة ما شهده الشهر المنصرم من مداهمة حرمات المنازل واعتقال النشطاء وقيادات احزاب المجلس الوطني الكرُدي برأيك الى اين تسير المنطقة الكرُدية في ظل هذا القمع؟
- الانتهاكات المباشرة- التي قام ويقوم بها الاتحاد الديمقراطي جد خطيرة، وقد بز خلالها آلة النظام الاستبدادي، الدكتاتوري الدموي الذي لم يحلم أن يؤدي بنفسه-يوماً ما- ما تم على أرض الواقع، لاسيما على صعيد إفراغ المناطق الكردية من أهلها الكرد، نتيجة جملة الانتهاكات، وفي مقدمها استهداف فئة الشباب، فهو إما مشروع: ضحية او مشروع مهاجر أو مشروع أسير. أماعن عدم قبول الاتحاد الديمقراطي الآخر-فحدث ولا حرج- لأنه بدا لجميعنا حتى من نظر إليه بنوايا محايدة طيبة- على أنه مؤسس على إلغاء الآخر. مؤسس على ألا يكون هناك سوى حزب واحد، بأيديلوجيا مهترئة، وفلسفة ملفقة، تعتمد على الشعار الخلبي في التهييج وغسل الدماغ والديماغوجيا.
-
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتذر رسمياً لروسيا عن اسقاط طائرتها الحربية, كما انه اعاد تطبيع علاقاته مع إسرائيل, هل تكون هذه التنازلات والاتفاقات (لوزان جديدة) واجهاض جديد للحقوق الكرُدية؟
-في تصوري الشخصي أن ما بدر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو ترجمة لمخطط هو جزء منه بطبيعة الحال، كما أنه ليس نتاج انقلاب مباشر في سياساته، المتخبطة. وقد نفهم ذلك لو فككنا برودة رد فعل روسيا على حادث الطائرة الحربية بالإضافة إلى تكهنات بعضهم عن تشابك العلاقات بين البلدين، وقد ويبدو كل هذا غير ذي قيمة إلا إذا عرفنا أن روسيا بلد تديره المصالح، تاريخياً. كما أن إحساس تركيا بهول ما يجري من حولها، لاسيما في ظل وجود الملف الكردي الذي لن يجعلها عرضة لأية زلازل محتملة، بعد أن عرى الملف السوري سياساتها، واعتبارها جزءاً من المؤامرة على الثورة لأنها اتبعت أسلوب الهروب إلى الأمام، في إطار الالتفاف على القضية الكردية عبر تحولها إلى-أوتوستراد- للتكفيريين الذين كانوا الأداة الرئيسة في إجهاض الثورة السورية.
-
هناك آراء توضح ان القوى الكبرى وخاصة ايران وروسيا استخدمت حزب الاتحاد الديمقراطي PYD ومعظم منظومة حزب العمال الكرُدستاني PKK للضغط على تركيا وارضاخها, هل توافق هذه الآراء وما تعليقك بهذا الخصوص؟
لقد جاءت الثورة السورية كي تؤكد لنا جميعاً أنه ليس هناك ب ي د. وإنما هناك حزب العمال الكردستاني وما يسمى ب” ب ي د” هو ليس إلا واجهة لتنفيذ ما يرسم له.
خلال نقدي لدور- ب ي د- لم أذكر-مرة واحدة- اسم وجه واحد، يتم تلميعه على أنه- قائد- لأن لا صفة قيادية في أحد من هؤلاء البتة. إنهم جميعاً عبارة عن ضحايا ورطة سياسية. وقد نقرأ ذات يوم تصريحات لمن قدموا على أنهم: نسور هذا الحزب ليبينوا لنا كم أنهم كانوا يعانون في أعماقهم من الهشاشة. لا أقصد شخصيات أحد من هؤلاء. وإنما القراءة السيكولوجية لهذا الفرد، الأداتي تفضي إلى مثل هذا الحكم، بل إلى ما هو أكثر كاريكاتيرية.
-هناك بعض المثقفين تحولوا إلى مركبة ب ي د:
أفهم-هنا- أنك تعني هؤلاء الرماديين، أو حتى هؤلاء الذين وقفوا يوماً ما في مواجهة حاضنة ب ي د. ثمة اعتبارات كثيرة دعت بعضهم لاتخاذ مثل هذا الموقف من ذلك: انخداع بعضهم بالشعارات. وأنا لا أقصد من نقدوا ب ي د قبل استلامه السلطة-المؤقتة- بل هؤلاء الذين يعانون من هيمنة العاطفة أو ضعف المحاكمة العقلية لديهم. أما هؤلاء الذين كانوا في الصف الآخر في مواجهة ب ي د فإما أنهم وجدوا في وقفتهم معه-مطهراً -لذواتهم. أو نتيجة تهديدهم بما تعرفه عنهم حاضنتهم. غير أننا نجد من بين هذا القسم إلى جانب آخرين من يهرول عادة وراء مصالحه. ويمكنني أن أقول باطمئنان: لو إن من يعده هؤلاء أنموذجاً جديراً بشن حملاتهم ضده من ساسة الأطراف الأخرى التي لاتقف معه قد كان في موقع ب ي د لوقف هؤلاء مع هذا الطرف. وربما يقفون إلى جانبه غداً لو تغيرت المعادلة. أعتقد أنني أوضحت شخصية هذا الأنموذج ولدينا الكثير من الأمثلة.
-
كا كاتب وصحفي كرُدي بم تعلق على ما بدر عن ميشيل كيلو وغير بحق الشعب الكرُدي في سوريا؟
– ثمة من لا أعير مواقفهم أي انتباه، حتى وإن غدوا بين ليلة وضحاها-قادة تيارات ومؤسسات مصطنعة- كما فعل السيد كيلو الذي دخل الائتلاف-على ظهر مؤسسة بلا تاريخ شأن كثيرين سواه – وإن كان الغريب هو كيف تم قبول هؤلاء من قبل من نرى أنهم يحملون-تاريخاً نضالياً ما مقارنة بهم- وهذا يدل على تواطؤ متبادل بين أغلب هؤلاء الأطراف.
قبل أكثر من سنتين. اتصلت بي سيدة سورية-وهي زوجة باحث- عملا بإخلاص إلى جانب الثورة-كما رأيت- دعتني بلهفة إلى حضور-حفلة وندوة في منزلها- الذي كانت تستضيف فيه أسماء معروفة ثقافياً، وإعلامياً، وسياسياً، ومن هؤلاء: باحثون ومفكرون وسينمائيون وممثلون وممثلات وأدباء وناشطون إلخ….
وكانت هذه العائلة تحتضن عدداً منا بين وقت وآخر. فقلت لها:
أنا لا أثق بنضال السيد كيلو
السيدة استغربت منطقي، وربما ظنتني متحاملاً على الرجل لاسيما وأن دعواتها وزوجها كانت-دقيقة جداً- ومن حقها ذلك، لأن كثيرين منا لم يعرفوا بعضهم جيداً. وهذا أحد أسرار عدم نجاح الثورة السورية.
قلت للسيدة: أتعرفين أن من بين من زكاهم السيد كيلو من لا يعرفه وصنع له تاريخاً نضالياً وهو مستعد أن يفعل ذلك مع أي كان. وهذا ما يدل على عدم تعامله الجدي مع الثورة ورسالتها وأمانتها..!.
أعتقد أن الائتلاف الذي يضم السيد كيلو مطالب الآن إما بحل نفسه لأنه فشل في تحقيق أي إنجاز للسوريين. أو أن يغادره هؤلاء الذين عملوا ولايزالون يعملون خلاله، لإفساح المجال أمام من يتعاملون بأمان مع رسالة الثورة في انطلاقتها الأولى التي هزت العالم حقاً، وجعلت شباب عامودا وقامشلو إلخ يتضامنون مع جرح درعا وهكذا بالنسبة إلى كفرنبل وغيرها وغيرها…….!.