مصطلحات اقتصادية جديدة وليدة في الاقتصاد السوري في ظل الصراع
مصطلحات اقتصادية جديدة وليدة في الاقتصاد السوري في ظل الصراع
(القِمار الاقتصادي، والتنمية المستميتة، والبطالة الاجبارية، والدوهرة أو اليوهرة)
جوان فداء الدين حمو
– ماجستير في العلاقات الدولية
– عضو جمعية الاقتصاديين الكُرد في سوريا
كما نعلم، ينتمي الاقتصاد السوري إلى مجموعة الاقتصاديات النامية في العالم، وكان له مؤشرات اقتصادية يُعرف ويقوّم بها وسط الاقتصادات العالمية مثل مؤشر (النمو الاقتصادي، والتضخم، والاستثمار، والادخار، والبطالة، …الخ). لكن سرعان ما طفى على السطح الاقتصادي السوري مصطلحات اقتصادية جديدة لم تعرف بعد في الاقتصادات النامية، ذلك في ظل الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من ثلاثة سنوات. وكان من أهم تلك المصطلحات الاقتصادية (التي هي على هيئة مؤشرات غير رسمية) القمار أو الميسر الاقتصادي، والتنمية المستميتة، والبطالة الاجبارية، والدوهرة أو اليوهرة، …. الخ).
– أولاً: القمار أو الميسر الاقتصادي:
ويقصد به عملية الجمع غير القانوني للدخل من خلال تجارات قذرة يقوم بها نظام أو شركة أو تاجر أو شخص ضد الشعب، حيثُ يؤدي إلى خسارة الشعب لدخله لصالح تلك الفئات التي هي أصلاً جزء من الشعب. وهذه العمليات تتم من خلال آلية (بعض فئات الشعب مستعدة للتضحية بمداخيلها للحصول على الخدمة بأغلى الاثمان، لكنهم لا يحصلون عليه في النهاية). ومثال ذلك نذكر:
1- إيداع شخص ما لأمواله في المصرف للحصول على الفائدة، فتقوم الحكومة بالحجز على مبلغه المودع بحجة الإرهاب. (حالات كثيرة قامت به الحكومة السورية).
2- تقديم عائلة ما لفدية لمختطفي أحد ابنائه فيتفاجئون في النهاية أنَّ ابنها مقتول.
3- فرض شركة الاتصالات الخليوية لرسوم على خطوطها اللاحقة الدفع في فترة انقطاع شبكتها يعني خسارة المواطن لجزء من دخله مقابل خدمة كان من المفروض أن يحصل عليها (شركة MTN و شركة Syria Tel في محافظة الحسكة في الكثير من الأشهر المقطوعة الخدمة).
– ثانياً: التنمية المستميتة:
ويقصد به عملية تطوير الأنظمة أو الشركات أو بعض فئات المجتمع لنفسها لتحقيق اقصى الأرباح والمكاسب وبشتى الوسائل دون حساب قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها، أي اهدارها لحقوق الأجيال القادمة. وذلك من خلال تخليها عن حاجات التنمية الاقتصادية المستدامة وكذلك المساواة والعدل الاجتماعي.
ومثال ذلك نذكر:
1- قيام المزارع بتأمين الحصول على المياه الزائدة عن حاجة العمليات الزراعية دون الاخذ بحسبانه الحاجة المستقبلية لتلك المياه للقادمين من بعده، وذلك ظناً منه أنَّ المياه الزائدة سيدر عليه محصول افضل.
2- استخراج النفط بطرق غير سليمة وهدر جزء منه بسبب الطرق غير الفنية لاستخراجه. (كبعض آبار النفط في دير الزور).
3- استهداف مشاريع البنية التحتية كالطرقات والجسور وأبراج الكهرباء.
4- استخدام الأسلحة الكيماوية يقضي على معايير الصحة والسلامة ويؤدي إلى الموت وخلق تشوهات مستقبلية في المناطق المستخدمة فيها (كالأسلحة الكيميائية المستخدمة في منطقة الغوطة).
5- سرقة محاصيل الزراعية وبيعها إلى دول الجوار (كتهريب القمح السوري إلى تركيا غبر بوابة تل ابيض الحدودية).
6- حرق الغابات وقصفها أثناء الصراع يؤدي إلى التنمية المستميتة.
7- قتل الأشخاص (سواء من خلال الاعدامات الميدانية أو بالشنق أو الصلب أو القطع) لأسباب سياسية أو دينية يؤدي إلى القضاء على التنمية البشرية.
– ثالثاً: البطالة الاجبارية:
يقصد بالبطالة الاجبارية تلك البطالة التي فرضت على الكثير من المواطنين لأسباب لا تعود إلى إرادتهم إنَّما إلى ظروف فُرضت عليهم، مثال ذلك نذكر:
1- ترك أحد الموظفين لعمله لأنَّ أصبح مطلوباً للخدمة العسكرية.
2- فصل أحد الموظفين أو تسريحه من عمله لأسباب أمنية وسياسية.
3- التسريح الاتوماتيكي لعمال مصنع أو منشأة أو معمل ما بسبب الدمار أو تعرض تلك المنطقة للاشتباكات.
– رابعاً: الدوهرة أو اليوهرة:
يقصد بالدوهرة أو اليوهرة تحويل بعض المواطنين لأموالهم، أو مدخراتهم، أو عقاراتهم إلى عملات أجنبية (كالدولار الأمريكي، أو اليورو) من أجل الهجرة من الداخل إلى الخارج باتجاه الدول الأوربية، أو أمريكا، أو استراليا في سبيل تحقيق مستويات أعلى من العيش الكريم في تلك الدول. حيثُ نرى أنَّ الكثير من العائلات السورية قد هربت إلى الخارج السوري بعد دفعهم لمبالغ طائلة بالدولار أو اليورو.
البريد الالكتروني:
kak.suri2006@gmail.com