فقدان الادوية بين احتكار التجار وارتفاع اسعار الشحن الجوي
Yekiti Media
يشكل فقدان بعض أنواع الأدوية من الصيدليات الى ارتفاع أسعارها بشكل كبير في مدن وبلدات كردستان سوريا الامر الذي يحدث مشكلة كبيرة لا سيما لأصحاب الأمراض المزمنة, وتختلف أسباب عدم توفر تلك الأدوية إلى حصار المنطقة الكردية إضافة لعدم سماح سلطات النظام السوري في دمشق بنقل الأودية عبر الطائرات إلى مطار قامشلو.
كل هذا يضاف إليه ارتفاع أجور الشحن جواً إلى أرقام قياسية وصلت إلى 1500 ل س للكغ الواحد من الأدوية وهذا ما يمنع التجار من توريد الأدوية الثقيلة الوزن مثل “السيرومات” و علب “الشراب” المتنوعة الاستعمال ( المضادة للسعال و الرشح والتهاب).
وحول أسباب فقدان الأدوية من الصيدليات ألتقت يكيتي ميديا بأحد الصيدليين في بلدة كركي لكي مفضلاً فضل عدم ذكر اسمه والذي اوضح ان لفقدان الأدوية أسباب عديدة منها اقتصادية وسياسية ونتيجة للاحتكار أصحاب المستودعات، إذ يحتكر التجار أصحاب المستودعات الأدوية الموجودة لديهم ويتحكمون بأسعارها علماً إن الكميات الموجودة لديهم قديمة حيث لم تدخل مستودعاتهم أدوية جديدة منذ فترة تقارب الشهرين.
وعن الأسباب الاقتصادية اضاف قائلاً ” يمتنع أصحاب معامل إنتاج الأدوية في دمشق وحلب واللاذقية عن إنتاج الأدوية بسبب عدم رفع أسعار الدواء من قبل وزارة الصحة في حكومة النظام كونهم يشترون المادة الفعالة بالدولار الأمريكي في حين تفرض حواجز النظام مبالغ كبيرة على التجار حين مرور تلك المواد من حواجزهم خاصة المستقدمة من لبنان وفي المطارات”.
الصيدلي ذاته اشار الى ان سلطات مطار دمشق تفرض إتاوات كبيرة على التجار وذلك لتقديم دورهم في شحنها من دمشق إلى قامشلو ناهيك عن الأجور المرتفعة أصلا للشحن والتي تبلغ 1500 ل س للكغ الواحد، الموضوع ذاته يتكرر في مطار قامشلو حيث يفرض مسئولي المطار مبالغ وإتاوات إضافية على التجار.
نقص السيرومات في الصيدليات تشكل معاناة كبيرة لأصحاب مرض القصور الكلوي “الفشل الكلوي” اذ يحتاج المريض لجلستين غسيل كل أسبوع يلزمه خلال كل عملية غسيل “كيس سيروم ملحي 1لتر”.
أسعار “السيروم الملحي” ارتفعت من 350 ل س إلى 1500 -2000 ل س حيث تمتنع مراكز الغسيل في مشفى “ديرك” ومشفى “قامشلو” عن تقديمه للمرضى وهذا ما أكده عدد من المرضى لـــ موقع يكيتي ميديا إضافة لذك المعاملة السيئة من قبل المشرفين على مركز الغسيل بمشفى “قامشلو”.
والد فتاة مريضة بالفشل الكلوي (طلب عدم الإفصاح عن أسمه) اوضح ليكيتي ميديا قائلاً ” تحتاج أبنتي المريضة إلى ثماني أكياس من السيروم الملحي وتكلفني شهريا أكثر 10000 ل س بسبب اختلاف سعر الدواء من صيدلية لأخرى وأعاني كثيراً وبشكل يومي حتى حصولي على السيروم الملحي” .
والد الفتاة المريضة بالفشل الكلوي أضاف انهم ابلغوا من قبل مسؤول مركز الغسيل في مشفى قامشلو إن إدارة المشفى تتجه لوضع تعرفة لكل جلسة غسيل تصل إلى 10000 ل س.
يشار إلى أنّ السوق المحلية تعاني نقصاً في العديد من أنواع الأدوية، عدا عن ارتفاع أسعارها، والتي أصبحت تشكل عبئاً على معظم المستهلكين، وباتت علبة الدواء كأي سعلة أخرى تباع ضمن البقاليات، إذ تختلف أسعار الدواء من صيدلية لأخرى، وأصبح تسعير الدواء مزاجياً، فبات صعباً على المرضى تأمين أدويتهم حتى عن طريق الوصفة الطبية، حيث ما من وصفة توصف لهم إلا ويضطر صاحبها للبحث عن الأدوية اللازمة في عدة صيدليات دون جدوى، فمعظمها غير متوافرة وقليل منها ما يوجد له بديل، وفي حال وجد البديل، يشكو غالبية المواطنين من عدم فعاليتها.