قراءة في فاجعة قامشلو
وليد حاج عبدالقادر
بالرغم من هول وفظاعة الفعل الإجرامي الممنهج الذي ضرب مدينة قامشلو ، وضمن إطار التأثير والمؤثر ، أي الإستهداف المركب الذي حمل رسائل عديدة غلبت عليها طابعها الحقدي والغاء وجودي بنزعة إرهابية فكان لعنفها الوحشي ان بعثرت احقادها المتراكمة والتي من خلال تعليل حجم الجريمة / المجزرة إن لبشاعتها وآلامها أو للبيئة المستهدفة ومخاضات الطفولة بموازاة النزف وعمق الجراح ، وهنا ، وبعيدا عن البروباغندا والولاءات الحزبية وحالة الشرذمة التي أضحت من اكثر العوامل المسهلة للخرق الممنهج بكافة أشكاله لجسد شعبنا وحركته السياسية ، نعم ، وبعقلية اجتراح الواقعية من الم الصدمة وأعماق الجروح النازفة واستهداف تلكم الأرواح البريئة كنزعة إبادية للشعب الكوردي ودفع من تبقى منهم الى النزوح ، علينا توخي المصداقية في الموجبات كما المسببات وايضاح المتلمس من انعكاسات حقدهم المتنامي تجاه كوردستان وشعبها عامة وبشقها السوري خاصة وبالتالي انعكاسها البنيوي مع حالة التنافر وتنامي العداء الممنهج ايضا في الكيانات الحزبية ، لابل تجييش القواعد والمؤيدين من خلال استيلاد المبررات واحدة تلو أخرى ، وهنا ، ومهما حاولنا الإبتعاد من نطاق التجاذبات الممغنطة ، إلا أن الجهة المتحكمة بالقرار / عامة / هي المسؤولة الأولى عن نمو وتضخم حالات الإحتقان والتي / في واقعنا / انعكست مجتمعيا وبحدية تتنامى وتتمظهر بشكل فظ ، فترفض الآخر ويصبح استهدافها من الأولويات الرئيسة لصناعة مجتمع موال سهل الإنقياد مثل الخلية الحزبية ، ويكبر الصراع ويتمحور على قاعدة صراع الأضداد ولازمة النفي الجبري وإن كان الإلغائي بعمق دلالته هو الأصح !! . وفي العودة الى الجريمة / المجزرة ونطاقية المكان المستهدف / محيط جامع قاسمو / وباستذكار سريع لدلالاته في النضال القومي الكوردي في سوريا إن للصلاة على مناضل راحل او التهيئة لفعل نضالي مسالم وبالأخص منذ انتفاضة قامشلو 2004 وما تلاها من الأنشطة فبدايات الثورة السورية والمظاهرات السلمية ونزعة النظام الثأرية إن من الشخوص او الأماكن وزاد فيها وجود مراكز ومقرات لسلطة الأمر الواقع والمستهدفة بدون شك من المجاميع الإرهابية ، وليبدو واضحا وبقوة غاية المجرمين في احداث اقصى دمار ممكن في زمن وتوقيت العملية / صباحا الساعة مابين 9 _ 9.30 / وعدد أكبر من الضحايا ، وفي العودة الى مظاهر الخلل الأمني وفي السرد التاريخي لظهور فكرة ايجاد لجان او قوات لحماية الشعب الكوردي ومدنه وتجمعاته وبالقفز على قيام احزاب بمبادراتها الفردية التي وأدت ومن ثم ظهور ما سميت حينها بوحدات حماية الشعب الكردي كقوة منظمة ومدججة بالسلاح وبدت من وهلتها بأنها القوة الوحيدة / هكذا ؟! / التي يحق لها الظهور العسكري ، ومنها ، اي من هذه النقطة بالذات كانت العامل الأساس والتي على ارضيتها أفشلت كل التقاربات التي تمت بمساعي كوردستانية حميدة في توجه بات يتبلور على قاعدة أريد منها ان تبقى سلطة الأمر الواقع كقوة وحيدة ومهيمنة كورديا وبغطاء سياسي فضفاض ما ارتقى مطلقا سوى السباحة الفضائية في عموميات عجزت المواطنة على احتوائها وعبرت القوميات في تمسيخها / كورديا / وتأطرت في ديمقراطية تمارس هي نقيضها ، ذلك الغطاء السياسي المتماوج مع المهام اللاحقة التي انيطت بها فكانت الإطاحة بداهة بكوردية الوحدات / اصبحت تسمى بوحدات الحماية الشعبية / فاسحة المجال لإنضمام عناصر غير كوردية وتغلغلها في مراكز عديدة وخاصة من افراد ومجاميع عرفت عنهم انتماءاتهم الحزبوية كبعثيين شوڤينيين وأكثرهم كانوا في سلك الأجهزة الأمنية للنظام وباتوا ولا زالوا قنابل موقوتة داخل مؤسساتهم ، وطبيعي ان يترافق هذا التحول بغطاء سياسي متماوج حسب ظروف المرحلة وإن تأطرت ضمن مفهوم الأمة الديمقراطية في الغاء تام للفهم القومي كورديا وكيانية سوريا ما بعد اتفاقية لوزان وحصرها / للقضية الكوردية / بالحقوق الإجتماعية والثقافية ، وبالرغم من الخروقات التي تعرضوا لها المعلنة منها وغير المعلنة.
ولتكشف الأيام في طياتها حقائق كثيرة ومنها / بروفا / قرية حداد كفزاعة تلتها احداث / سري كاني يي / وملحمة كوباني بعمقها الكوردستاني ، وما تلاها من توجه حزب الإتحاد الديمقراطي صوب السورنة بمنظورها وبآفاق ديمقراطية طلال السلو وسرايا المغمورين ودائما في نطاقية او المنظومة التي يتبع لها النظام ذاته !! وهنا كي لايفسر كلامنا على عواهنه !! فقد بات الحرب على الإرهاب واستئصاله مسأله عالمية بامتياز وعلى قاعدة الترافق مع الحل العسكري بالغاء مسوغات وجود او نمو هذه المجاميع من خلال استهداف البيئات بآفاق وابتكارات عديدة تستند في الأساس على ردم العوامل المساعدة في ديمومة آفة الإرهاب ، وهذه تفرض على الجهات المتصدية عقلنة بيئاتها مسبقا من خلال المأسسة على مبدأ وحدة وصراع الأضداد ، أي التركيز على ان يكون الصراع مع الإرهاب مجتمعيا لا حكرا ، فما بالك باستخدام الإرهاب كمصطلح تخويني لكل مخالف ؟!! .. وفي هذا الجانب ايضا وكانعكاس لممارسات سلطة الأمر الواقع إضافة ليد الدولة العميقة والعابثة ببنية الحركة السياسية الكوردية لأكثر من نصف قرن ، وسياسة الإنقياد الممارسة على حزب الإتحاد الديمقراطي وانخراطه في نطاقات اوسع من امكاناته بالمطلق وخلق الهوة بقوة بينه وبين فصائل ذي مصداقية / أقله في الشارع السياسي / لابل ظهور بعض من قادته وبتصريحاتهم الموجهة فرضا للشعب الكوردي يستهتر بوعي الشعب فيبدو وكأنه يخاطب الناس في مينيمار ؟! . .. إن التمدد في خارج الحاضنة الشعبية من جهة وعدم التركيز على ايجاد ابسط مستلزمات التوافقات بينيا وعلى قاعدة حتى الإتكال الوجداني ، لابل والتهييج المترافق مع تجييش المؤيدين وزرع نزعة / معي أو خائن / والإعتماد على عناصر / مجربة / لتأديب وتخوين المختلفين ومن ثم الزحف بالمجاميع اماما صوب منبج والرقة / رغم شرعية محاربة الإرهاب / ومن دون توضيح أية رؤية سياسية تتبلور فيها الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي ، لابل ، خلطها في فيدرالية مموهة وتائهة عبرت فقط الحقوق القومية الكوردية وبامتياز ، وظاهرة التمدد عسكريا وعلى مساحات شاسعة طولا وعرضا وبالإستغناء عن امكانات نصف شعبها خلقت وستخلق جبهات رخوة أمنية ، وهذه ما تترصده عيون الإرهاب المتسللة نخرا في هيكلية مؤسساتهم او النائمة في مدننا وقرانا . وباختصار شديد أن حزب الإتحاد الديمقراطي وأمام المسؤولية التاريخية يتطلب منه إعادة النظر في مجمل سياساته على ارض الواقع ومد الجسور من جديد لإعادة الهيكلة السياسية كورديا وبآفاق محاولات هولير ودهوك وعلى قاعدة المساواة في حق النضال بشقيه السياسي والعسكري وان تكشف كل الضمانات السياسية التي تؤمن حقوق الشعب الكوردي في سوريا / إن وجدت / بعيدا عن الرومانسية الفكرية والعبث الديمقراطي التي تعجز هي بكامل منظومتها في ممارستها بينيا قبل البعد الجماهيري . إن التغاضي من كل اطراف الحركة السياسية الكوردية وجميع القوى الكوردستانية عن جحيم الكارثة المحدقة بأفق ومستقبل القضية الكوردية في كوردستان سوريا هي من العوامل الأكثر تشجيعا على اصرار سلطة الأمر الواقع في الإصرار على البقاء ضمن شرنقة التوحد اضطهادا للمختلف والذوبان في نطاقيات أدلجة لن تساهم سوى بصناعة ثغرات رخوة جديدة يتسلل منها الإرهابيون ليفتكوا بديناميتهم أجساد أطفالنا واهلنا …