ثلاث سنوات على رحيل الشاعر الكردي “شيركو بيكس”
يكيتي ميديا
صادف يوم أمس الخميس الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر الكردي شيركو بيكس والذي توفي في مستشفى في العاصمة السويدية ستوكهولم عن عمر يناهز 73 عاما حيث كان يتلقى فيه علاجا لمرض السرطان يوم الأحد 4/8/2013.
ولد بيكس في مدينة السليمانية في كردستان العراق عام 1940، وكان والده الشاعر المعروف فائق بيكس.
وانخرط شيركو بيكس في شبابه في منتصف الستينات بالعمل السياسي في الحركة الكردية.
في عام 1974 التحق وللمرة الثانية بالحركة الكردية للمقاومة وعمل في الإذاعة والإعلام وبعد انهيار الحركة إثر اتفاقية آذار ما بين صدام حسين وشاه إيران عام 1975 عاد إلى السليمانية وبعد أشهر قليلة أبعد الشاعر إلى غرب العراق)محافظة الرمادي – قضاء هيت – ناحية البغدادي(وقبع تحت اللإقامة الجبرية لمدة ثلاث سنوات. في أواخر السبعينات أعادته السلطات إلى السليمانية وفي نهاية عام 1984 التحق للمرة الثالثة بالمقاومة الجديدة وعمل هناك في إعلام المقاومة وكذلك في اتحاد أدباء كردستان في الجبل.
وبعد مضى أكثر من سنتين، سافر الشاعر إلى خارج العراق أولاً إلى إيران ومن ثم إلى سورية ثم إيطاليا بدعوة من لجنة حقوق الإنسان في فلورنسا. في عام 1987-1988 حصل الشاعر على جائزة توخولسكى الأدبية من السويد فسافر إلى هناك وطلب اللجوء السياسي وفي نهاية عام 1990 سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ سنة 1988 أختيرت قصيدة له مع نبذة من حياته حيث تدرس كمادة في كتاب انطولوجيا في كل من الولايات المتحدة وكندا للمرحلة الأولى من دراسة المتوسطة.
وبالعودة إلى مطلع السعبينيات فقد أصدر بيكس مع عدد من الأدباء الأكراد بيانا دعوا فيه إلى تبنى الحداثة وفتح آفاق ابداعية جديدة في الأدب الكردي.
أصدر بيكس أكثر من 35 ديوانا شعريا، من بينها “باللهيب أرتوي” و”مرايا صغيرة” و “الشفق والهجرة” و”شعاع القصائد”.
وترجمت قصائده إلى أكثر من عشر لغات عالمية، ومن بينها قصيدة شهيرة حملت عنوان “رسالة إلى الرب” كتبها عن القصف الكيماوي الذي تعرضت له مدينة حلبجة عام 1988.
وبعد انهيار الإتفاق المعروف بإتفاق 11 آذار بين القيادة الكردية والحكومة العراقية، عاد بيكس للالتحاق بالحركة الكردية في جبال إقليم كردستان العراق، وعمل في إعلامها.
كما منح في عام 2001 جائزة ميرد للشعر في السليمانية.
بعد عودته للعراق، أصبح بيكس عضوا في أول برلمان في إقليم كردستان، كما تولى منصب وزير الثقافة في الإقليم لكنه تقدم باستقالته بعد توليه المنصب بنحو عام ونصف.
تفرغ بيكس للعمل الابداعي، وأدار منذ عام 1998 مؤسسة للطباعة والنشر، عنيت بنشر الأدب والثقافة الكردية حملت اسم “سردم”.
يشار إلى إن “شيركو بيكس”هو شاعر الطبيعة وشاعر الإنسان، شعره هو عبارة عن حكايات صغيرة يؤنسن فيها الأشياء ويجعلها تروي عن أحوالها ومصائرها بلغة بسيطة وسهلة ترى في شعره لوحة أو مشهداً فيه مزيج من الشهوات والفرح والحزن. بعد تجربته البغدادية حيث تبلورت اللغة والأدوات الفنية الشعرية تخلى عن القصيدة الصراخ أو الحماسية السياسية وبدأ في أواخر السبعينات كتابة القصائد الموجزة والقصيرة والمكثفة التي نسميها في العربية السهل الممتنع، ليتحول من بعدها إلى كتابة القصائد الطويلة أو الملاحم.
وكان يكتب نوع من القصائد يسمونها قصائد مفتوحة مثل نص “الكرسي” التي عادت إلى أصلها النباتي وأصبحت شجرة. ويقوم في قصائده المفتوحة بأنسنة الأشياء ويجسدها في صورة شعرية واضحة، بحيث أنه يصبح هو لسان الأشياء التي تشكل ذاكرته. ترجم العديد من أعماله إلى العربية والفرنسية والإنكليزية والألمانية وإلخ.