إيران.. مسلسل الإعدام ومخاوف من “حلقاته المتكررة”
يكيتي ميديا
تحولت عقوبة الإعدام في إيران إلى مسلسل دموي لا ينتهي، ولا يشبع القائمون عليه من نهاياته المأساوية، ولا من هوس إزهاق الأرواح بالجملة، وعلى الملأ.. دون رقيب.
ملف شائن يضع العالم أمام مسؤولية ضخمة، خاصة مع حلول الذكرى السنوية لمجزرة “السجناء السياسيين” في إيران، ومع رواج تقارير عن 4500 سجين يواجهون اليوم شبح “مقصلة الإعدام”.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الاحتجاجات بشأن التاريخ المخضب بالإعدامات في إيران، والأرقام المرعبة عن ضحاياها، يلجأ نظام ولي الفقيه إلى مزيد من الإعدامات باعتبارها على ما يبدو الحل الوحيد بمواجهة اندلاع انفجار اجتماعي واسع.
وفيما يقبع المئات بالسجون، تدور اليوم حولهم تحركات مشبوهة تذّكر بمجزرة الأمس، فيما لا تتوقف ممارسات النظام، وآخرها إعدام 66 سجينا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وفقا لما ذكره بيان للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس.
وتتزايد المخاوف يوما بعد يوم، خاصة مع ما يحدث حاليا في سجن “جوهردشت”، حيث رصدت داخله ممارسات قمعية، وتصرفات مشبوهة تثير القلق، تتمثل بزيادة غير مسبوقة لعدد الحرّاس، بالإضافة إلى توزيعهم غير المسبوق على نقاط عدة، وحتى على أسطح العنابر.
كما جرى تضييق الخناق على السجناء عبر إغلاق الأبواب بجميع العنابر طوال ساعات اليوم، وسد كافة منافذ وشبابيك الزنازين والعنابر بحواجز فولاذية سوداء لمنع خروجهم إلى الفناء للتعرض للهواء الطلق، بحسب بيان مجلس المقاومة.
وتُذكّر تلك الإجراءات بتلك التي اتخذتها السلطات الإيرانية عام 1988، قبل مجزرة إعدام المعارضين السياسيين في البلاد، عقب انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، حيث تؤكد تقارير سقوط 30 ألف قتيلا، أغلبهم من المعتقلين في سجن جوهر دشت.
تاريخ مأساوي وواقع مريب دفعا المقاومة الإيرانية مجددا إلى رفع أصوات التحذير بشأن الأهداف المشبوهة التي يبيتها النظام بسجن جوهردشت، كما تمت دعوة هيئات عالمية عدة إلى اتخاذ مواقف عاجلة لوقف تلك الإعدامات الجماعية.
فيما تم التأكيد كذلك على ضرورة إحالة ملف انتهاك حقوق الإنسان في إيران، لاسيما مجزرة 1988، إلى مجلس الأمن الدولي، ومثول المسؤولين عن تلك الجريمة أمام العدالة.
يشار إلى أن باريس استضافت مؤخرا معرضا يوثق تلك المجزرة الكبرى بحق السجناء السياسيين الإيرانيين، يضم صورا ومقتنيات للضحايا الذين تم تعذيبهم، ثم أعدموا لاحقا، ودفنوا في مقابر جماعية.
سكاي نيوز