اتفاق على خروج المقاتلين والمدنيين من داريا
يكيتي ميديا
توصّل كل من المعارضة المسلحة والجيش السوري إلى اتفاق لإجلاء جميع السكان والمقاتلين من ضاحية داريا المحاصرة في دمشق. فيما أكدت واشنطن تأييدها لجهود الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية لمدينة حلب السورية المقسمة.
توصلت الحكومة السورية والفصائل المقاتلة في مدينة داريا قرب دمشق الخميس (25 أغسطس/ آب 2016) إلى اتفاق يقضي بخروج آلاف المسلحين والمدنيين من هذه البلدة المحاصرة منذ عام 2012، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي. وقال قائد عسكري بالمعارضة السورية إن المعارضة المسلحة والجيش السوري توصلا لاتفاق لإجلاء جميع السكان والمقاتلين من ضاحية داريا المحاصرة في دمشق.
وأضاف الرائد أبو جمال، قائد لواء شهداء الإسلام الأكبر بين جماعتي المعارضة الرئيسيتين في داريا، إن عملية الإجلاء ستبدأ الجمعة وتستمر ليومين أو ثلاثة. ويحاصر الجيش السوري قوات المعارضة في داريا منذ 2012. وأصبحت واحدة من أكثر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة تعرضا للقصف في الصراع المستمر منذ خمسة أعوام.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية سانا أن “اتفاق التسوية” ينص على “خروج 700 مسلح من المدينة إلى مدينة إدلب” (شمال غرب سوريا)، فضلا عن “خروج 4000 من الرجال والنساء مع عائلاتهم ونقلهم إلى مراكز الإيواء”، من دون تحديد موقعها. ويتضمن الاتفاق أيضا “تسليم السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل إلى الجيش”. وأكد مصدر عسكري لوكالة فرانس برس أن “الخطوة المقبلة ستكون بدخول الجيش الى المدينة”.
ولداريا رمزية خاصة لدى المعارضة السورية، فهي كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الأسد في آذار/مارس 2011، كما أنها خارجة عن سلطة النظام منذ أربع سنوات بعدما تحولت الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، وهي من أولى البلدات التي فرض عليها حصار.
من جهته، أكد مصدر في الفصائل المقاتلة في داريا “التوصل إلى اتفاق ينص علىي إفراغ المدينة، وخروج المدنيين والمقاتلين منها بدءا من الغد”. وأوضح أن “المدنيين سيتوجهون إلى مناطق تحت سيطرة النظام في محيط دمشق، وسيذهب المقاتلون إلى محافظة إدلب، في حين يفضل آخرون تسوية أوضاعهم مع النظام”. ويسيطر تحالف “جيش الفتح”، وعلى رأسه جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وحركة أحرار الشام، على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتين محاصرتين.
وأشار مصدر سوري ميداني إلى أن “المفاوضات حول داريا بدأت منذ حوالى أسبوع”، لافتا إلى أن هذه المدينة التي كانت تتعرض لقصف بعشرات البراميل المتفجرة بشكل شبه يومي تشهد هدوءا منذ أمس. وقال إن عملية خروج المسلحين والمدنيين “تحتاج إلى أربعة أيام لتنفيذها بعدها يدخل الجيش السوري، وستخرج أول دفعة غدا”. ويعيش نحو ثمانية آلاف شخص في داريا الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب غرب العاصمة.
وهي أيضا مجاورة لمطار المزّة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية. وكان يقطن في داريا قبل الحرب حوالي 80 ألف نسمة، لكن هذا العدد انخفض 90 في المائة، حيث واجه السكان طوال سنوات الحصار نقصا حادا في الموارد. ودخلت في شهر حزيران/يونيو 2016 أول قافلة مساعدات إلى داريا منذ حصارها في عام 2012.
من جانب آخر، قال البيت الأبيض الخميس إنه يؤيد جهود الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية لمدينة حلب السورية المقسمة وإنه سيرحب بمشاركة روسيا البناءة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست للصحفيين لدى سؤاله بشأن اتفاق روسيا على هدنة إنسانية مدتها 48 ساعة: “الولايات المتحدة تؤيد جهود الأمم المتحدة لمحاولة الوساطة لدى جميع الأطراف للتوصل إلى نوع من الاتفاق يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة التي تحتاج إليها بشدة”. وأضاف: “سنرحب بالتأكيد بالمشاركة الإيجابية للروس ولآخرين في هذه العملية”.
(رويترز، أ ف ب)