الرحــالـــة قــاســم ســـليماني
محمـــــد رمضــــان
قاسم سليماني الاسم الأشهر من نار على علم هذه الأيام، الشخصية الأسطورية الخارقة كما تم صناعته من قبل الإعلام الإيراني وأتباعه الشيعة في المنطقة العربية جهلا أو طمعا حيث النتيجة محسومة أيا كانت النية العربية، بالنسبة للتبعية العربية الموضوع غير عصي على الفهم أنما بحكم البديهيات.
فالجميع ينتظر الهبات والتمويل العسكري والإعلامي لعلمهم بالصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها الرجل من قبل نظام ولاية الفقيه، على الرغم من التناقض الفج مع علمهم المسبق والدراية العميقة حيث لا أسطورية تذكر في الموضوع سوى أهداف فارسية جامحة تسعى إلى القضاء على الأخضر والتبرز على اليابس في المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج كما صرح بها صراحة أحد أقطاب نظام الملالي حين قال العاصمة العربية الثالثة أصبحت تحت النفوذ في إشارة إلى صنعاء إبان سيطرة الجماعة المعروفة لأنصار الله الموالية لإيران.
ولكن تبعا للثقافة العربية يؤخذ من باب أذا كانت حاجتك في حوزة الكلب قل له يا سيدي، بيد أنهم لا يقرؤون جيدا تبعات مثل صناعة هكذا شخصية ذات السمات والصفات الخارقة والأسطورية، علما المذكور تبعا لسيرته الذاتية إنسان غير ذو تحصيل علمي لا عسكريا ولا علميا ولا ثقافيا وكذلك لا توجد في سيرته التسلسل المعهودة للشخصيات الفعالة في السياسات الدولية.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما السر خلف صناعته وترويج له و تسويقه بكل الوسائل والنسب له إنجازات وبطولات لم نجد عاتداته على إيران ولا على سكان المناطق التي انتصرت ؟
في البداية بدأ المذكور بأنه شخصية ملتزمة دينيا وذو ورع والزهد وتقى، والتزامه العميق بالقضايا المحورية في تاريخ الأمة الإسلامية في مقدمتها قضية فلسطين والسعي كالمضحي والمفدى من أجل حفاظ على الصورة المشرقة للمباديء الإسلامية.
ولعل في نفس هذا السياق تم تبرير الدعم الإيراني للجماعات السنية الأكثر تطرفا كالقاعدة وجبهة النصرة وربما داعش أيضا، ومع انفجار الأوضاع في المنطقة العربية (سوريا ، العراق ، اليمن ، إقليم كردستان العراق ) تم ذكره على أنه هو صاحب الامتياز لكل الخطط والاستراتيجيات العسكرية في كل منطقة جغرافيا تبدو عليها سمات النصر كما قيل كان مع قوات البيشمركة الكردية منذ اللحظة الأولى لمواجهة داعش.
تباعا ظهر على أنه صاحب اليد الطولى في رسم للخطط المزمع القيام بها لحلحلة الوضع السوري، وامتد نفوذه إلى اليمن كمــا لـــــو أنه صاحب نظرية الصمود والتصدي حامي الكرامة اليمينية أمام الغطرسة السعودية واستعلائها على الدولة العربية التي تتصف بأكثرها فقرا وجهلا وافتقارا لنظام سياسي متعارف عليه، إنما دولة تتصف بهشاشة المؤسسة الحكومية مقارنه بالمؤسسة القبلية التي تمنح الدولة ثوابتها الأساسية حتى على مستوى العلاقات الدولية، غرابة وجوده في الحالة اليمنية، هي التركيبة الاجتماعية والسياسية التي من الصعب الحشر في تفاعلاتها فرد مثل السليماني كشخصية دخيلة تدعي الغيرة والحرص على الكرامة اليمنية أكثر من النفسية القبلية للفرد اليمني الذي يأبى التقبل مثل هذا المشهد الذي يصادر كرامة الشخصية العربية.
والغرابة أيضا التبعية الشيعية في اليمن تعتبر أقلية صغيرة جدا مقارنه بالحالة العراقية، ولكن بالنسبة للحالة العراقية يتم إظهاره أي السليماني، يمتلك كافة الصلاحيات بما فيها صلاحيات تفوق رئيس الدولة نفسه.
فهو المهندس للخطابات المرجعيات الشيعية بالإضافة هو صاحب امتياز لمليشيات ما تسمى بالحشد الشعبي المعروفة بانتهاكاتها بحق للمدنيين إلى جانب نشرها ثقافة الذعر بين مكونات الدولة العراقية.
وليس أخيرا هو قائد الحملة المزعومة لتحرير الموصل من براثن داعش، لربما من النكات السمجة فبعد أن أثقلت أمريكا كاهل العراق بديون ذات أرقام ضوئية ،كي يعود سليماني للفوز بمشاهد البطولة كعادته ،فالغاية النهائية من كل مما سبق هي الرغبة الفارسية وحقدها الموروث منذ انهيار آخر الإمبراطوريات الفارسية علي يد سكان هذه المنطقة الثائرة اليوم نفسها، لإبراز التفوق والخصوصية الفائقة للعقلية والشخصية الفارسية في المنطقة على المدى البعيد يمهد لسيطرة العرق الفارسي على تاريخ المنطقة وإذكاء روح التعصب والتفرقة كسبيل لإنهاك الجميع بعد الزج بهم في طاحونة الحروب الأهلية على أسس عرقية ومذهبية وطائفية ،