آراء

كيف سيكون رد جميل الاسد للكورد ؟

كاوا رشيد
اردت في كتابتي هذه الكورد قبل غيره من المكونات السورية ,لأن الكورد في سوريا هم الأكثر تعرضا للاضطهاد منذ وصول عائلة الاسد الى سلطة الحكم في سوريا , طبعا هذا لايعني ان الغير في سوريا من غير الكورد كانوا بعيدين عن الأضطهاد و الظلم ,و لكن اعتقد اان الظلم الذي لحق بالكورد كان أكثر من غيره اولا لأنهم سوريين لحقهم الظلم كما غيرهم و ثانيا لأنهم غير عرب ,وان النظام قد ركب موجة القومية العربية و بصحبة حزب البعث لذا كان يرى بأن الكورد خنجرا مهددا لوحدة سورية لإرضاء القوميين العرب ما يعني ظلمهم كان مضاعفا.
الاضطهاد الذي لحق بالكورد منذ استلام عائلة الأسد الحكم في سورية لم يقتصر بشكل أو نموذج واحد من الظلم و الاضطهاد كاللغة مثلا او الثقافة ، بل كان منظمة وممنهجة شملت كافة مجالات الحياة من تسجيل الولادات الجديدة حتى الحرمان من الجنسية السورية و محاربة لغته و ثقافته و تراثها و ناهيك من حرمانهم من مشاركتهم في الحياة السياسية في البلاد و حرمانهم من أي مناصب في الجيش و الاستخبارات..
لقد كان الكورد في سوريا رغم إمكانياتهم الضعيفة لم يدخروا اي جهد من اجل المطالبة بحقوقه الديمقراطية و بناء دولة الديمقراطية و سيادة القانون ,عبر كافة أشكال النضال السلمي الديمقراطي كالتظاهر و الاضطراب و الاعتصام ,وكان الرد دائما من النظام الاعتقال والسجن تحت تهمة جاهزة مسبقا ( قطع جزء من الأراضي السورية و الحاقها بدولة أجنبية) ..
لقد لاقى الكورد في سوريا نصيبا كبيرا من سياسة فرق تسد بين مكونات المنطقة كالعرب و الأشوريين و السريان , بالإضافة إلى قتل نشطائه السياسين و رموزه الاجتماعية
للمعلومة فقط الأقليات و الطوائف الآخر في سوريا ربما كانت محرومة سياسيا و لكن تتمتع بمكانة اقتصادية أو مناصب سيادية و العكس.
مع بداية الحراك السلمي في شمال أفريقيا و الشرق الأوسط كان السوريين على كل اختلافاتهم متأكدين بأن الكورد سيكونون من الأوائل الذين يعلنون الثورة في الساحات على النظام لأنهم اذاقوا المر أكثر من غيرهم و هم الأحسن تنظيما في الشارع . وكان كذلك بالتأكيد فقد خرج الكوردي في سوريا كغيره للمطالبة بحقوقه و إسقاط الظلم ، لأن إسقاط نظام الأسد يعني حرية الكوردي قبل غيره في سوريا.
ولأن النظام كان خائفا من حراك شعب يزداد أكثر من ثلاث ملايين و موجودين في مناطقهم و أكثر تنظيما من غيره بادر و بوجه السرعة من الالتفاف على الحراك الكوردي عبر إيجاد حراك موازي يقتصر على شارع أو اثنتين في ضواحي المدن للتظاهر و الدعوة لكل شي الا التوجه إلى مراكز المدن و الهجوم على المراكز الأمنية و اصنام عائلة الاسد.
وبقي الكوردي الموازي المتفق مع الجهات الأمنية على وعوده باستثناء مرة واحدة حاولت جهة من تغيير التظاهر إلى مركز المدينة إلا أنهم قوبلوا بالرصاص الحي و الغازات المسيلة للدموع و وقوع ضحايا , و في اليوم التالي قتل صاحب المبادرة الشهيد مشعل تمو و بمباركة الكوردي و بايادي كوردية.
و بقيت مسلسل التظاهر لمدة إلى أن تم إيجاد البديل بوساطة كوردستانية على التواجد و أخذ زمام الأموروهو حزب العمال الكردستاني الذي قدم مع مقاتليه من جبل قنديل و توقيع الشراكة مع النظام السيطرة على المناطق الكردية مقابل أموال من تهريب النفط و غيرها.
لقد أصبح العمال الكردستاني وتحت مسميات شكلية كحمايات الشعوب و الإدارة الذاتية و غيرها و بعدها الدخول وبمباركة امريكية فقط للاستعمال في صبغة محاربة الإرهاب تحت شعار القوى الديمقراطية السورية إلى بعبع يريد التوسع و بناء فيدرالية و صاحب مشروع تقسيم سوريا و بناء دويلة كردية في شمال شرق سورية كي يثير التخوف التركي من أي مشروع تقسيمي في سوريا طبعا كله بتخطيط إيراني روسي , بينما الكوردي المسكين لا يعرف من يصدق و على أي موال يحلم.
أن عملية الانقلاب الفاشلة في تركيا وضع القادة الأتراك بين خيارين لا ثالث لهم القتال في كافة الجهات اي الروس و ايران و داعش و مصر و العمال الكردستاني الذي عاد للقتال بضوء أخضر من إيران و الانقلابيين , أو التغير من سياساتهم في المنطقة و لو لمرحلة انتقالية .
و انا اعتقد بأن الأتراك قد اختاروا المسار الصحيح لإعادة ترتيب أمورهم في المنطقة حتى و لو قدموا بعض التنازلات حتى الى نظام بشار الأسد.
وما ترتبت عليها الأمور الآن أن هناك تفاهم روسي تركي حول مستقبل سوريا أدى إلى تدخل الأتراك في شمال سوريا لقتال داعش و العمال الكردستاني و أبعاد الخطر عن أمن حدودها و بالتأكيد أن التفاهم الجاري سوف يصب في مصلحة بقاء نظام السوري و لو مؤقتا و يكون الكورد ممثلا بالحزب العمال الكردستاني سببا في إطالة عمر النظام و إنقاذه و لو مؤقتا كداعش و النصرة اللتان لم يقصروا في خدمة بقاء نظام الأسد.
و لكن السؤال الذي يبقى مفتوحا:
كيف سيقوم نظام بشارالاسد بمكاقأة الكورد في سوريا و كيف سيرد لهم الجميل؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى