“برا بافت” أسطورة العشق الصادق
ليلى قمر
تعاقبت عليها وكثرت ألوف مؤلّفة من الأزمن الظالمة , كانت هذه الأرض النيّرة العطرة الكحل المزدهرة تتعافى من كلّ مغتصبيها, وتنتفض بكهولة أياماتها , لتزهر ربيعاً ينبوعاً معطاءً زلالاً رقراق المشرب والطيبة لساكنيها لزوارها.
أرض الكورد التي تحمّلت قهر الغازين لها وعهر مغتصبيها جراء تقسيماتهم الظالمة .
هذه الأرض التي تنبت حياةً من الصعب لأيّ كان أن يقودها فهي قاهرة عظيمة على الزمن…
هذه الأرض المستكينة لأولادها فقط إنّها تشعّ بنورها , كيف لآلاتٍ حاقدة أن تقسّمها أكثر؟
برا بافت ظلّت كالسنديانة شاهداً أزلياً على كثير وكثير من العواصف, و بصمت حجارتها الناطقة و بعيون جارحة ألهمت الطير والمكان أسطورة العشق الصادق فهي بين عين ديوار وجزيرة بوطان ظلّت تسطّر قصة العشق الأبدي لحبيبة وحبيب ظلّا يعشقان بعضهما رغم ظلم القدر.
عيون بوطان كحيلة ترنو لحبيب لها في أرض السقلان .
عين ديوار الشامخة المفتخرة بجلال جمالها لتنحدر السهول الغنّاءة ببواديها كالجديلة المزيّنة لخاصرة أروع ما يمكن من جمال لينطق آفا مزن برحيق شفاه جميلة مخضوضرة .
من ينظر بصمت لهذه الأرض ويسكن سكونها الغاضب ألقاً ورونقاً وجمالاً معطاءً سيقسم بعظمة وبقاء الإرث الكوردي رغم كلّ هذا القدر الأحمق مازالت أرض الكورد المباركة تنطق بالحياة بالعشق بإهزوجة الليل والنهار , والقمر بسطوة الشمس تلاحف تعانق تحتضن السهل والحجر.
هي هذه الأرض التي رست عليها السفينة الحاملة لما تبقّى من حياة لتبدأ حياة جديدة بعد الطوفان هذه هي العبرة, الحياة ولجت بشمس دافئة وليل ساطع بقمر منير, دروب ودروب أجيال وأجيال.
هذه الأرض التي كانت شاهداً لامرأة عالقمشية أحرقت روحها وفلذة كبدها بإتون النيران كي لا تُدنس من قبل غاصبين عاهرين مستحيل لها أن تزول أو تندثر بين الأمم , الأرض المباركة النيرة الحالمة أرض الكورد باقية باقية باقية …