ميليشيا حزب الله تمنع أغاني “فيروز” في الجامعة اللبنانية
يكيتي ميديا Yekiti Media
اتخذ خلاف طالبي في الجامعة اللبنانية على خلفية منع بث أغان للسيدة فيروز خلال إحياء طلاب كلية الهندسة في مجمع رفيق الحريري في الحدث ذكرى أربعين رفيقهم محمد حمادة (سنة أخيرة) الذي قضى بحادث سير، أبعاداً تجاوزت أسوار الجامعة إلى ما يشبه صراعاً على النفوذ السياسي في جامعة الفقراء وتحديداً في كلية الهندسة التي يتمتع خريجوها بسمعة أكاديمية محترمة.
وعلق رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط على منع بث أغاني فيروز في تغريدة له على «تويتر» قال فيها: «لا تحرمونا صلاة القدس صلاة فيروز، لا تحتكروا فلسطين. الأرض لنا والقدس لنا». وأرفق جنبلاط التغريدة بأغنية «يا قدس يا زهرة المدائن».
وغرد الرئيس ميشال سليمان آملاً بأن تكون «الممانعة ببث أغاني السيدة فيروز في الجامعة اللبنانية ظرفية وغير نهائية».
والحادث الذي مر عليه أسبوع حصل على خلفية قرار رفاق حماده إحياء ذكراه بعد استئذان إدارة الكلية من خلال تزيين الباحة الخارجية للكلية ببالونات ودعوة والدته الثكلى إلى الحضور وبث أغانٍ لفيروز التي كان يحبها الشاب الضحية، إلا أن هذا الأمر لم يرق لطلاب «حزب الله» فعملوا على منع بث الأغاني. وتفاعل الحادث داخل حرم الجامعة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ودفع وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب إلى تأكيد أن «لا علاقة لأغاني السيدة فيروز بالحادث المؤسف، وأن الأمر سيعالج ويجب صون الحريات للجميع وفق القانون».
واعتبر أن «ليس كل ما ورد في وسائل الإعلام دقيق، وعلى الطلاب الذين لديهم اعتراض على أي نشاط مراجعة إدارة الكليات كونها الجهة المعنية بتطبيق القانون».
وندّد «اللقاء التقدمي للأساتذة الجامعيين» بمنع بعض القوى بث أغاني السيدة فيروز في حرم الجامعة اللبنانية – كلية الهندسة في مجمع رفيق الحريري الجامعي، معتبراً أن «هذا السلوك بمثابة قمع للحريات الفردية المكفولة من الدستور، ومحاولة لتكريس هيمنة الفكرة الواحدة في الجامعة وضرب التعددية فيها وهذا ما يهدد استمراريتها وارتقاءها».
وطالب اللقاء «رئيس الجامعة بوضع حد لهذه الممارسات التي إن استمرت ستؤدي إلى ضرب صورة الجامعة كمساحة وطنية مشتركة»، وأيدته في الموقف «منظمة الشباب التقدمي» التي دانت «حال خنق الحريات والتعبير عن الرأي السائد من دون أي وازع». وطالبت «جميع الفرقاء والقوى السياسية والمدنية والإعلامية برفض كل المحاولات لخنق الجامعة اللبنانية والتصدي لمثل هذه الأمور، ومواجهة كل القرارات التي من شأنها التشكيك في المستوى الأكاديمي والعلمي في الجامعة اللبنانية».
وفي المقابل اعتبر مجلس طلاب الفرع في كلية الهندسة الفرع الثالث أن «ما جرى أن مجلس الطلاب التزم قرار عمادة الكلية الذي يمنع إقامة أي نشاط في الباحة الخارجية»، مشيراً إلى «أن مجلس الفرع لم يمنع الحفل وإنما نصحنا أصدقاء المأسوف عليه حمادة أن يلتزموا قرار العمادة».
ولاحقاً اعتبرت «التعبئة التربوية في حزب الله» أن «الطالب المأسوف على شبابه استُغلت ذكراه وهو زميل لطلابنا وعزيز علينا، وهو ابن هذه البيئة التي يَتُم النيل منها وما جرى هو محض تطبيق لاتفاق بين مجلس طلاب الفرع وإدارة الكلية والجهات الطالبية لتنظيم النشاطات وأماكنها، وما حصل يعني مجلس طلاب الفرع وإدارة الكلية، وهما الجهة التي تحدّد التوجّه لتنظيم النشاطات، ونلتزم هذا التوجه، وإذا ما شاءت الكلية أو مجلس طلاب الفرع التعديل في هذا التوجّه، فهذا من شأنهما ونلتزم به».
ووصف الحزب ما حصل بأنه «تضخيم إعلامي سعى نحو التفرقة والخلاف والإساءة للطالب العزيز ولعائلتـه المفجوعة ولبيئته المتعاطفة».
الحياة