إغلاق الطريق الدولي يقطع شريان الحياة عن بلدة تل تمر
يكيتي ميديا- Yekiti Media تل تمر
الطريق الدولي (حلب- الحدود العراقية) كان شريان حياةٍ يربط بين محافظة الحسكة ومدينة حلب العاصمة التجارية لسوريا, وكان ذا منفعةٍ ويؤمّن الدخل لشريحة كبيرة من بلدة تل تمر حيث يمرّ من وسطها وكان له دور كبير على البلدة إذ كانت بمثابة استراحة ونقطة تبضّع للسائقين والمسافرين .
على جانبي البلدة كانت تتموضع عشرات الأكشاك والمحال التجارية والتي كانت تقتات على الحركة المرورية لتلك القوافل التجارية إلى جانب محال الصناعة ومحطّات الوقود, وتزوّد معظم محال المنطقة ببضائعها من مدينة حلب بأسعارٍ مناسبةٍ وبتكلفةٍ أقلّ بكثيرٍ ممّا هو عليه الحال الآن.
اليوم أضحى الواقع مختلفاً بشكل كامل فشريان الحياة قُطِع عن البلدة ومحافظة الحسكة بشكلٍ عامٍ بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة من هجوم تنظيم الدولة الاسلامية داعش على المنطقة وبلدة تل تمر, إذ الطريق مغلق على مدخل تل تمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام لأسبابٍ أمنية ممّا خلّف اضراراً كبيرةً على تجّار البلدة الذين استطلعت مراسلة يكيتي ميديا في البلدة آراءهم.
كاميران شيخو مالك محلٍ لبيع ألعاب الأطفال والعطورات و الإكسسوارات أوضح أنّه يملك محله هذا منذ ما يقارب 14 عاماً, حيث كان مصدر بضاعته وبشكل رئيسي من مدينة حلب , قائلاً حتى ما بعد انطلاق الثورة السورية لسنة ونصف كنت أتزوّد بالبضاعة من حلب , إلّا أنّه ولتدهور الوضع الأمني شيئا فشيئا في تلك المدينة الكبيرة الاقتصادية…وتحوّل طريق حلب من الطريق التجاري الدولي إلى طريق الخطر والموت , اضطررت إلى التزوّد بالبضاعة من مدينة قامشلو.
شيخو أضاف : إنّ قطع الطريق الدولي حمّلهم أعباءً كثيرةً حيث أنّ البضاعة أصبحت تأتي من طرق بعيدة وملتوية وتمرّ عبر العديد من المدن والمحافظات لتصل الى قامشلو كمصدر للتوزيع والتي تخلّف تكاليف مضاعفة على الشحن, ناهيك عن مرور تلك البضاعة بالعديد من الحواجز الأمنية والتي تتبع لجهات متعددة تفرض كلّ منها إتاوات وضرائب مختلفة.
أحد مالكي أكشاك الطريق العام والذي أُجبر على إزالة كشكه بعد قطع الطريق أوضح لمراسلتنا أنّ طريق حلب الدولي كان شريان الحياة لبلدتهم وكان مصدر رزق رئيسي لهم, اذ كانوا يبيعون للقوافل التجارية والمسافرين كلّ مستلزماتهم, إذ كانت البلدة نقطة استراحة لهم للتزوّد ببعض حاجياتهم والوقود أيضاً.
مالك الكشك أشار إلى أنّ الحركة على الطريق كانت مستمرّة لا تتوقّف ليلاً ونهاراً وكانت تدرّ عليهم مردوداً جيّداً, لكنّ مع قطع الطريق أضحى ذلك المردود في خبر كان.
في السياق ذاته أوضح مالك الكشك أنّ قطع الطريق حال دون وصول أبناء القرى الواقعة غربي بلدة تل تمرللوصول إليها والتبضّع منها ممّا أثّر سلباً على الحركة التجارية في البلدة فمعظمهم أضحى يقصد مدينة سري كانييه (رأس العين ) أو يتحمّل مسافاتٍ طويلةً ليصل إلى تل تمر.
جدير بالذكر إنّ بلدة تل تمر تقع على ضفة نهر الخابور على بعد 40كم من مدينة الحسكة على الطريق الواصل بين مركز المحافظة بمدينة سري كانييه , يقسمها الطريق الدولي الواصل بين الحدود العراقية بحلب.