كوباني المُحاصرة .. وآخر انبعاثات القهر .!؟

خليل مصطفى
بعد أن بدأ رجال دولة الخلافة الإسلامية الحرب ضد الأكراد، وقد أعدَّوا الحِصار لـ اقتحام كوباني ( إحدى الرموز المكانية للكورد السوريين ) .!؟ فـ هل آن الأوان لـ أبناء شعوب الأمَّة السورية ( ضمنها الشعب الكوردي .!؟ )، أن تستوقفهم مآسي علاقاتهم الإنسانية ( اجتماعياً وثقافياً وسياسياً ) ليُدركوا أسبابها .!؟ ولـ يرسموا الوصفات لـ علاجها .!؟ وتحفيزا للعلاج حبذا لو أنهم ( وفي لحظة يقظتهم ) قارنوا مُجمل علاقاتهم، بواقع حال العلاقات الإنسانية ( ذاتها ) في المجتمعات الأخرى، وبعد المقارنة ترى أيُّ ترتيب ( تصنيفي ) سيناسبهم .!؟ إن السوريون الآن ( ورغم مآسيهم ) يتنافسون في سعيهم لـ إشباع غرائزهم، بملذات الحياة الدنيوية ( الملبس والمأكل وملامسة الأنثى )، وفي ذات الوقت يشاهدون ( بأمِّ أعينهم ) تنافس مخلوقات أخرى في سعيها لـ إشباع غرائزها ( الحيوانية ) .!؟
دوماً ( مُخيَّراً لا مُسيَّراً ) أكون عند عرض انطباعاتي ( تحليلاً ونقداً موضوعياً )، حول مشاهد البؤس ( مآسي الأحوال ) على ساحاتنا الاجتماعية . وإنني عمداً أسلط الضوء على أدوار صُنَّاعها العباقرة ( المُناضلون المُنفلِتون )، الذين سعوا ( ولا زالوا ) لـ نشر الفساد في علاقات الألفة المجتمعية والثقافية والسياسية والإدارية ( وحيث يقبعون يُقال لهم : لا تفسدوا .؟ يردّون : إنما نحن مصلِحُون .! ) .!؟ فإن أولييك بسعيهم ( بفسادهم ) قد تجاوزا ميكيافيلي في إبداع الوسائل الخسيسة ( تخطيطاً وتنفيذاً ) لـ يحتلوا درجات الوجاهة .. وبالتالي لـ يتشبثوا بـ سدَّة المناصب، من أجل الـ سطو على امتيازاتها، وجعل مواردها ( منافعها المادية والمعنوية ) غنائم لهم وتحت تصرفهم، لِيُحركونها وفق أهوائهم .. وهيجان رغبات أتباعهم ( الإمعات ) .!؟ فـ ألسنة أولييك المعنيين ( كما يعتقد أيُّ مثقفٍ واعٍ ) تتحدث بما ليس في قلوبهم، والدَّلائل : تكمن في صفة النِّفاق الظاهرة عليهم ( يتحدثون بالكذب . ويخالفون الوعود . وإذا اؤتمنوا يخونون . ويغدرون . ويسرقون . ) .!؟ إذاّ : الفسق والزندقة هما .. ديدنهم ( يُسرُّون الكفر .!؟ ويُظهرُون إيمانهم بالقيم والمبادئ الإنسانية )، فهم يرضون بأن يستخفَّ بهم أصحاب الرتب ( أي : يتقبلون المهانة والمذلة ) .!؟ لاعتيادهم تلقي كلمات الاستخفاف من كافة مصادرها ( الأمنية،العسكرية، السياسية، الإدارية، المالية، الاجتماعية ) .!؟
وعلى السوريين ( أن يعوا ليستوعبوا ) : بأن عهد إدارة الوطن من قبل حزب واحد قد ولى .!؟ وعهد تفرد القومية الواحدة المسيطرة على البلد ومقدراته قد تبخر .!؟ وأن الوضع السابق لأكراد سوريا قد ذهب .!؟ وعلى ما سبق : آن للمنتمين إلى الأمة السورية ( المعنيين في هذه الانطباعات ) أولاً : أن يطووا صفحات سيرتهم الماضية والحالية ( الذليلة والبائسة )، التي عبرها خلَّفوا لمجتمعاتهم إرثاً هائلاً من العلاقات الفاسدة ( المنافية لـ الألفة والتحابب ) .!؟ ثانياً : أن يقتدوا بنهج رجال عهد استقلال سوريا ( عبد الرحمن الشهبندر، رشيد طليع، عمر زكي الأفيوني، إبراهيم هنانو وشقيقه عزت هنانو، صالح العلي، يوسف العظمة، سعد الله الجابري،فتح الله الصقال , فارس الخوري، صبري العسلي، عبد الرحمن الكيالي، عمر أبو ريشة، نجيب الريس، نصوح بابيل، منير العجلوني، فوزي سلو، حسني الزعيم ,محسن البرازي، نوري الايبش، عادل ارسلان، شكري القوتلي، بشير الخطيب، توفيق نظام الدين، أديب الشيشكلي، .. والقائمة طويلة .! ) .! فبذلك ( الطي .. والاقتداء .. ) يستطيع المعنيون ( المنتمون للأمة السورية ) تقديم أجمل السبل ( الأفكار المفيدة والضرورية )، المؤدية لـ تحقيق حياة اجتماعية ( ثقافية وسياسية وإدارية ) كريمة لـ جميع أبناء الأمة السورية .! وبالتالي فإنهم ( بأفكارهم الجميلة ) سيتركون أثراً طيباً في نفوس الأجيال السورية القادمة، تماماً كما ترك عظماء عهد الاستقلال الأول في ذاكرة الإنسان ( السوري المعاصر ) آثارهم الطيبة .! وعليه : فإن رؤية كل مثقفٍ واعٍ .. لـ الكم الهائل من المآسي المعاصرة، جعلت فطرته الإنسانية ( نواياه السليمة ) تختلج لـ تنبعث انطباعاته المقهورة . وقد أصاب الإبراهيميان ( صديقيَّ إبراهيم اليوسف وإبراهيم محمود )، فالأوَّل ( .. وبعد 10 أعوام ) كتب : .. حين يسألني أحدهم اختر ثلاثة أصدقاء لك هم الأكثر صدقاً ونبلاً ووفاءً، يكون اسم الفنان التشكيلي والكاتب خليل مصطفى أحد هؤلاء، بل في مقدمة هؤلاء، فقد تعارفنا في عام 1976 ولا يزال مثال الأخ، والأب، الحاني، نختلف ونتفق، كما أفراد الأسرة الواحدة .. كتب بصمت، وكان أحد أبرز من كتبوا في انتفاضة الثاني عشر من آذار .. إنه خليلي .! وقال الثاني عن كتاباتي ( .. أيضاً بعد المدة ذاتها ) : إنها القهر المنبعث .!
أخيراً ــ إلى أكراد وسوريا خاصة .. ( تأكيداً لكتابة صديقي الأول وقول صديقي الثاني )، سيستمر انبعاث القهر ( من مثقفٍ واعٍ ) ,و كوباني المُحاصرة .. عزيزة ( جداً .!)عند الكرد . لذا : فالمرحلة تتطلب :
1 ــ تهذيب لـ خطابكم السياسي ( اختصاره .. وتوحيده ) .!؟
2 ــ دمج لـ أحزابكم السياسية ( المجموعات الصغيرة ) .!؟
3 ــ توحيد لـ تجمعاتكم الثقافية ( الهزيلة )، لتصبح كيان جدّي ( مستقل عن أحزابكم السياسية ) .!؟
4 ــ دعوة لـ تشكيل كتلة جديدة تمثل الشعب الكوردي ( تجمع من يستحق تمثيل كافة أطيافكم ) .!؟
5- دعوة لـ عقد مؤتمر قومي للأكراد عامة ( يدعى إليه من يستحق لقب النبيل العاقل الحكيم ).!؟
ـــــــــــــ ( نهاية الانطباعات ) ـــــــــــــ
28 / 9 / 2014 قامشلو