حان الوقت لأن تدعم الولايات المتحدة بيشمركة روج
تمر حسين ابراهيم
يتجه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى تأكيد الدور القيادي للولايات المتحدة في المنطقة ومن دون شك سيكون هناك مزيد من الاهتمام والصرامة فيما يتعلق بالملف السوري وهو الأكثر تعقيدا بحسب المراقبين الذي ينتظر دبلوماسيي الإدارة الجديدة بعد أن عاشت الولايات المتحدة سنينا من التراجع في سياساتها الخارجية في ظل إدارة اوباما التي تميزت بالحذر وعدم المغامرة. يزداد الصراع على النفوذ في سوريا بين الدول الإقليمية واللاعبين الفاعلين الدوليين حيث تظهر روسيا وإيران كقوتين فاعلتين في سوريا على خط مع سياسات الأسد وتركيا بدعمها لفصائل مسلحة ذات صبغة إسلامية، فيما تملك الولايات المتحدة تحالفا تكتيكيا مع القوات الكوردية المتمثلة بوحدات حماية الشعب. لا يُعرف الكثير عن الأبعاد السياسية والإستراتيجية لهذا التحالف لرغبة أمريكية مستمرة في إبقاء الغضب والتذمر التركي ضمن السيطرة وحدود لا تصل إلى الانفجار السياسي بين الطرفين، لكن إذا ذهب التحالف بين روسيا وتركيا بعيدا في المسألة السورية وهددت مصالح الولايات المتحدة الإستراتجية سيكون هناك خيار التوجه نحو المناطق الكوردية لتكون المكان الأنسب لتواجد القواعد العسكرية الأمريكية وعندئذ ستكون الرسالة الأمريكية صارمة.
من وراء حدود المناطق الكوردية السورية وتحديدا في إقليم كوردستان العراق يتواجد بضعة آلاف من المقاتلين من شباب كورد سوريا يطلق عليهم “بيشمركة روج” حيث تم تدريبهم على يد قوات البيشمركة، شاركت في عدة معارك ضد تنظيم داعش خصوصا معركة تحرير سد الموصل وينتظر هؤلاء المقاتلون قرارا سياسيا بالتدخل في مناطق روج آفا.
وسط حالة من الخلافات التي تسود المناطق الكوردية لم تحقق رغبة آلاف من هؤلاء المقاتلين واصبحت هناك خشية من حدوث اقتتال كوردي داخلي لأن خطوة كهذه تحظى بالتأييد من طرف المجلس الوطني الكوردي وتلاقي الرفض من قبل الإدارة الذاتية التي تمسك بزمام الأمور والأقوى حاليا على فرض الشروط ومنها توقيت دخول هذه القوات ومهامها .
صحيح لا يعرف العدد الحقيقي لقوات “بيشمركة روج” لكنها تشكل ورقة مستقبلية مُهمة بيد كل من أمريكا والكورد، فمن خلال دعم هذه القوات سيصبح لدى الولايات المتحدة نفوذ أوسع ضمن أطياف الشعب الكوردي في سوريا وحركته السياسية التي تتهم بوضوح وحدات حماية الشعب الكوردية بإتباعها لحزب الإتحاد الديمقراطي وتمثل أداة ضغط سياسي لممارسة سياسة الحزب الواحد على بقية الأطراف بقوة السلاح الذي تملكه.
لا يُفهم لماذا تركت أمريكا الكورد مُختلفين ومُنقسمين سياسيا حتى الآن ولم تلعب دورا في درء الخلاف الكوردي الداخلي في سوريا ولم تقدم لهم الدعم الدبلوماسي والتكتيكي لإدارة مناطقهم وممارسة السياسة ضمن توجه واحد وفريق تفاوضي مشترك قادر على تحقيق المطالب الكوردية ومواجهة كل من المعارضة و النظام.
يُحظى موضوع دعم قوات بيشمركة روج باهتمام المسؤولين في إقليم كوردستان، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن مستشار مجلس امن اقليم كوردستان مسرور بارزاني وخلال زيارته الى امريكا قبل نحو شهر دعا ادارة اوباما الى دعم قوات البيشمركة السورية لأنها يمكن أن تكون جسرا بين الاطراف السياسية وتسهم في استقرار المنطقة.
إن دعم الولايات المتحدة لقوات روج سيولد حالة جديدة من التفاؤل بين الشباب الكوردي الذي تسوده رغبة عارمة بالدفاع عن المناطق الكوردية ومشاركة القتال إلى جانب أخوتهم من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكوردية وسيبادر الآلاف للتطوع ضمن صفوف هذه القوات.
يستحق الشعب الكوردي في سوريا ان تقف الولايات المتحدة إلى جانبه وهو الذي يحمل نفس القيم الأمريكية في التحرر ومحاربة التشدد ومشاركة المرأة في بناء المجتمع. إن الالتزام الأمريكي بالدعم السياسي والعسكري سيُجبر الأطراف السياسية الكوردية على وضع خلافاتها جانبا لتكون بحق الحليف الأمثل الذي طالما بحثت عنه الولايات المتحدة لحفظ مصالحها في سوريا.
k24