أخبار - دوليةشريط آخر الأخبار

علماء أميركا يحشدون لمسيرة في واشنطن.. نصف مليون شخص انضم لهم خلال 24 ساعة

يكيتي ميديا- Yekiti Media
يحشد العلماء في الولايات المتحدة لتنظيم مسيرة من أجل العلم. بدأت هذه المسيرة بمناقشة على الإنترنت عن كيفية مواجهة الموقف المُعادي للعلم لإدراة ترامب، حازت على دعم العلماء القلقين وغير العلماء على حد سواء.
واقترحت مسيرة للعلماء إلى واشنطن على غرار مسيرة النساء، وخلال 24 ساعة، حصل حساب المجموعة على تويتر على 124 ألف متابع. وانضم ما يزيد على نصف مليون شخص إلى صفحة المجموعة على فيسبوك، التي صارت أشبه بخلية نحل تضج بالتعليقات والاقتراحات والتنسيق.
حدد موعد المسيرة في مارس/آذار، تزامنًا مع أنشطة أخرى تحدث في بلدان أخرى، بحسب ما ذكرت الغارديان البريطانية.
تبدأ مهمة الفريق بالتالي: “هناك أشياء معينة نقبلها على أنها حقائق.. الأرض أصبحت أشد حرًا بسبب النشاط الإنساني. تنوع الحياة نتج عن التطور”. كل من ترامب، ونائبه، مايك بنس، قد عبرا عن شكوكهما حول دول النشاط الإنساني في الاحتباس الحراري، ونظرية التطور. لكنَّ ما يشجع العلماء على الخروج من معاملهم إلى الشوارع أنَّ هذه المشاعر صارت تتحول بسرعة إلى إجراءات على يد الإدارة الجديدة.
تضييقات وأوامر
بحسب الوثائق التي بحوزة عدد من وكالات الأنباء، فإنَّ فريق العمل بوكالة حماية البيئة، ووزارة الداخلية، والزراعة، والصحة والخدمات الإنسانية قد تلقوا أوامر بعدم طرح نشرات أخبار، وبعمل مدخلات جديدة في المدونة لتحديث محتوى الصفحة الرسمية.
وينبغي لهم أيضًا الحصول على موافقة المسؤولين الكبار قبل الكلام مع وسائل الإعلام، والكونغرس في بعض الأحيان. كل هذا حدا بمجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ بالكتابة إلى الرئيس ترامب ليذكروه بأنَّ التدخل في تواصل الموظفين الفيدراليين مع الكونغرس، عمل مخالف للقانون.
وحُظرت هيئة الحدائق العامة مؤقتًا من التغرير، بعد أن قامت بنشر تغريدة تقارن فيها بين حفلي تنصيب ترامب وأوباما. وفي بادرة مقاومة، يبدو أن الحساب الرسمي لحديقة بادلاند القومية، على تويتر قد أعلن التمرد، فنشر مجموعة من التغريدات، تم مسحها بعد ذلك، تقول حقائق راسخة حول التغير المناخي.
ونشرت حسابات لحدائق أخرى تغريدات متعلقة بالتغير المناخي، فيما يبدو أنه تحدٍّ لترامب.
هذه الإجراءات جاءت من مديري وزارة الطاقة الذين تواصل معهم الفريق الانتقالي لترامب من أجل تحديد الأشخاص الذين شاركوا في المحادثات العالمية حول المناخ خلال السنوات الخمسة الماضية.
تواصلت مع العلماء الأميركيين الأربعة لفهم رد فعلهم على هذه التطورات، ولمعرفة سبب إعدادهم لمسيرة العلم هذه.
أمضت إليزابيت هادلي، أستاذة الأحياء، والعلوم الجيولوجية والبيئية بجامعة ستانفورد، أكثر من ثلاثين عاماً في دراسة تأثيرات التغيرات المناخية على التنوع الحيوي للحيوانات.
شرحت هادلي أنَّ “العلماء قد حاربوا القوى السياسية والأيديولوجية المعارضة لمفاهيم مثل التطور والتغير المناخي لسنوات. “لقد شرحنا، بصبر، القوانين الفيزيائية والبيولوجية التي تحكم العالم، وجمعنا البيانات، وعرضناها على صفحات المجلات العلمية، والندوات العامة، وقاعات الكونغرس. إنَّ ما يحدث الآن ضد العلم والعلماء في الولايات المتحدة يتجاوز الأيديولوجيا والحزب السياسي. إنَّ خطابنا العلمي يتعرض الآن للهجوم”.
وشهد جيمس هانسن، مدير سابق لمعهد جودارد التابع لناسا لدراسات الفضاء، أمام الكونغرس الأميركي ضد أخطار التغير المناخي في الثمانينات. ورحب بخطط المسيرة قائلاً إنها “تغيير طال انتظاره، بأن يصبح العلماء أكثر نشاطاً. العلماء يفهمون الخطر الملح الذي قد يترك الأجيال الأصغر مع نظام بيئي خارج نطاق السيطرة”.
البروفيسور أنتوني د. بارنوسكي، من جامعة ستانفورد خبير في التغيرات السابقة لكوكب الأرض، ومعنى هذه التغيرات للتنبؤ بما سيحدث على الأرض للعقود القليلة القادمة. قال بارنوسكي: “يتعامل العلماء مع الحقائق، لا السياسات، لذا فأغلب العلماء متحفظون في الكلام علناً. وسائل التواصل الاجتماعي وقاعات المؤسسات العلمية أصبحت الآن تضج بالعلماء المنزعجين من هذه الإدارة التي تحاول تكميم أفواه الحقائق التي لا تتماشى مع أجندة سياسية بعينها. إنَّ استعداد أولئك العلماء للزحف إلى واشنطن يخبرك بالكثير عن مدى خطورة هذا الأمر”.
مخاوف بارنسكي متعلقة ببعض الخصائص الأساسية للعلم. فقد قال: “البيانات هي البيانات بشكل أساسي. وللجمهور الحق في المعرفة، لكي يكون بإمكانهم المشاركة في الديمقراطية. إنَّ تصفية الاكتشافات التي يكتشفها العلماء الحكوميون، الذين هم من بين ألمع وأفضل العقول الذين يدفع لهم من أموال دافعي الضرائب، أمر مخالف لكل ما تمثله أميركا”.
وجهات النظر هذه ردّدها عالم الأرصاد الجوية، والصحفي إريك هولتوس، الذي تبنى العلماء بشغف مشروعه لحماية البيانات الفيدرالية من الرئيس القادم ترامب. شرح هولتوس هذا الاهتمام الشديد بالمسير فقال: “الأمر أكبر من مجرد تقييد الاتصال”.
واضاف: “العلماء ينظرون لهذا الأمر باعتباره هجوماً كاملاً على الحقيقة نفسها، وعلى مبدأ أنَّ الحكومة ينبغي أن تتبنى المعلومة العلمية وتدمجها في سياساتها وبهذا تعمل لصالح المجتمع ككل”.
ويؤكد القائمون على المسيرة من أجل العلم أنها مسيرة إدماجية، إذ لا يقتصر التنظيم والمشاركة على العلماء الممارسين فحسب. وتلقت منصة على الإنترنت تساعد على التنسيق، آلاف المساهمات. وبات واضحاً أنَّ هذا الأمر حظي بحماس العلماء وغير العلماء على حد سواء.
وتقول هادلي: “لو لم يكن بإمكاننا مناقشة الحقائق علناً، أمام الناس، في الأوساط الأكاديمية، والشركات والحكومة، فكيف يمكن أن نقيم أي حوار جاد بهذه الدرجة من الأهمية لخدمة احتياجات الناس؟ كيف يمكن للديمقراطية، بناء على المناقشات العامة والثقة في حقائقنا المجتمعية، أن تستمر؟ ولهذا سنشارك في المسيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى