آبيه أردوغان ( رئيس الجمهورية التركية ) .. راجع تاريخ الإسلام وقارن .!؟
خليل مصطفى
سيادة الرئيس التركي ( الآبيـه المُسلم أردوغان )، كُنْتَ منذ ثلاثة أعوام ( ولا تزال لتاريخه ) تُلصِقُ صِفات الإرهاب برئيس سوريا المُسلم بشار الأسد، لأنه لم يهتم بنصائِحكَ ( الإسلامية ) حول ضرورة فتحه باب الحوار السّلمي مع شعبه السُّوري، لينال الأخير حقوقه المشروعة ( أليس كذلك ) .!؟ وحين سمح الأسد لقوَّاته العسكرية بقمع المظاهرات الشعبية ضدَّه، حينها جَعلتَهُ المسئول عن جرائم سقوط عشرات القتلى من أبناء شعبه برصاص بنادق جنوده السوريين .!؟ ولذلك أصبحتَ تُطالب بنزع الشرعية عنه كـ رئيس جمهورية في سوريا ( تمام آبيه أردوغان ) .!؟ ولكنك : الآن ( كـ رئيس جمهورية في تركيا ) نسيتَ أقوالك عن الرئيس الأسد، فبدأت تأمر قوَّاتك العسكرية بقمع المظاهرات الكوردية في تركيا وخارجها، فقتلوا حتى تاريخه ( 24 كوردياً ) في مدن جمهوريتك فقط . وعليه : آبيه .. ألم تقرأ قول الله تعالى : ( أتأمُرُونَ الناس بِالبِرِّ وتَنسَونَ أنفُسكُم وأنتُم تتلون الكتاب أفلا تَعقِلونَ. سورة البقرة آية 44 . وتنبيه الله القادر : أفتُؤمِنُون بِبَعضِ الكِتابِ وتكفُرُونَ بِبَعضٍ فما جزاءُ مَن يَفعَلُ ذلك إلا خِزْيٌ في الحياةِ الدُّنيا ويومَ القيامةِ يُرَدُّونَ إلى أشَدِّ العذابِ وما اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعمَلُونَ. سورة البقرة آية 85 ) .!؟ يبدو أنك ( آبيه أردوغان ) تود أن تنسى ( أيضاً ) : بأن حكومتك كانت ( وبعلمك ) قد أُجْرَتْ مفاوضات السَّـلام ( مباشرة وغير المباشرة ) مع أوجلان قائد أكراد تركيا، لإنهاء صراعهم الدامي مع حكومتك التركية، والمفاوضات مستمرة لـ تاريخه مع جناحه السياسي ( أليس هذا صحيح ) .!؟ وبتوجيهات حكومتك ( وبعلمك أيضاً ) كان أزلامكم ( سراً وعلناً ) يُسهِّلون دخول مُجاهِدي داعش إلى سوريا، ويمدونهم بكل أنواع الدعم المالي والعسكري واللوجستي ( أليس هذا صحيح أيضاً ) .!؟ كيف بِكَ ( يا آبيه أردوغان ) تضعُ أوجلانَ وأتباعَهُ الأكراد ( طُلابُ حق ) مع أُمراءَ داعش وأتباعِهم ( صُنَّاعُ بدعٍ باطلة ) في كفة واحدة، وتصفهم بـ الإرهابيين .!؟ آبيه .. ألم تقرأ إنذار الله الجبَّار : ( ولا تَلبِسُوا الحَقَّ بِالباطِل وتكتُمُوا الحَقَّ وأنتُم تعلمُون. سورة البقرة آية 42 ) .!؟ يوم أوَّل أمس ( الخميس 9 / 10 / 2014 ) سقط شاب كوردي مُسلم ( ابن قامشلو : أحمد بشير حج عارف، عمره 14 سنة ) قتيلاً بطلقة بندقية، صَوَّبها إليه أحد أفراد ( قوَّات جندرمتك ) من الطَّرف التركي للحدود، بحجَّة : أنه شارك في مُظاهرة سلمية لأكراد قامشلو ( على الطرف السوري للحدود )، استنكاراً لتصرفات حكومتك ـ السّلبية ـ تجاه كوباني المُحاصرة ( من قِبلِ داعش ).!؟ آبيه .. يحزُّ بنفس الإنسان الطيب ويعزُّ عليها أن تستفسر : بأية عقلية تُدارُ شئون الشعوب ـ المظلومة ـ في الشرق الأوسط .!؟ ثم : أهي عقلية حجرية أم إنسانية .!؟ وعليه ( آبيه أردوغان ) فثمة سؤال : هل يُمكن تحقيق العدل في دولتِكَ التركية والدول المُجاورة لها .!؟ وثمة جواب : لن يتحقق العدل بوجود حاكم صالح ( ملك، أمير، رئيس )، ولن يتحقق بوجود رعية صالحة ( مملوكين، مرؤوسين )، ولا بوجود دستور وقوانين صالحة .!؟ إذاً آبيه .. فإن العدل في الدولة يتحقق عِبْرَ نظام حُكم مُقدَّس ( له ضوابط لـ تنفيذ دستورها وقوانينها )، فالنظام وحده قادر على إيقاف الجميع ( الحُكام والمَحْكومين ) على حدٍّ سواء أمام هيبة الدولة . بمعنى : وجود نصوص ( ضوابط ) قادرة ( بقداستها ) على مُحاسبة جميع حُكام الدولة ( من رئيس هرمها .. لـ أصغر مسئول في أطرافها ) إن أخطئوا .. أو تجاوزوا .. أو أساؤوا .. في واجبهم، تجاه مصالح الشَّعب .!؟ وبمعنى أصح : وجود نصوص تردع كُلَّ حاكم يُحطم نظام الدَّولة ( يُضيِّع حقوق العباد، أو يستهتر بمسئولياته ) . ولها أن تعزله فوراً .!؟
آبيه .. جرى حوار ( في منزل صديق ) مفاده : البحث عن أفكار مؤدِّية لـ دولة عادلة ( إسلامية أو علمانية ) .!؟ خلاله دفع إليَّ صديقي كتاب ( الحقيقة الغائبة، لـ الدكتور فرج فودة، إصدار 1988 )، لأقرأ انطباعات مؤلفه .!؟ عدت لـ بيتي وبدأت أتصفحه، استوقفتني تحليلات الكاتب ( فرج فودة )، وأبهرتني انطباعاته الواردة ( في الصفحتين 11 و 12 ) . فـ خُيِّل إليَّ أنه ( واحد منَّا ) يعيش وقائع الشرق الأوسط المعاصر ( عام 2014 )، لاحظتُ فيهما توصيفاً يُناسب مُجاهِدي دولة الخلافة الإسلامية ( كواكب داعش ) في العراق والشام، الذين غادروا ينابيع الإيمان في بلدانهم العديدة ( حيث حلقات الذِّكر الإلهي الحكيم )، وقد امتلأت قلوبهم بأصول العقيدة الإسلامية وأنبَلِها، جاءونا بعشق المُجاهدين ـ المؤمنين ـ المُتحمِّسُينَ، لينضحوا بعقيدتهم ( نشرها ) بين عباد الله ( بأسلوبهم المميز ) في بلادنا ( حيث يسكن الكفرة والمُلحدون ) .!؟ وسبب حضورهم ( فقط ) هو : نيل رضا الله ( في الأرض الفانية )، والفوز بفردوسه الأعلى ( في جنَّته الدائمة ) .!؟ إذاً لـ ( آبيه أردوغان ) .. ولكل قارئ هذا المُختصر للصفحتين ـ المعنيتين ـ : إن السلوكية الجِّهادية لـ خليفة وأمراء ( تنظيم داعش ) دولة الخلافة الإسلامية ـ كما يزعمون ـ : ليسَتْ إلا تنفيذاً لأوامر العقيدة والإيمان ( شرعة دين الله ) .!؟ ويُضيف : أنهم يُفسِّرون كلام الله ( عن قناعة مُسبقة ) كما في نفوسهم ( مُتناسين قول الله : فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله . آل عمران آية 7 )، ثم يُزيد : أنهم يؤولون أحاديث رسول الله ( بما في أهواءهم ) .!؟ ليُبرروا اقتحاماتهم ( المدعومة بقوَّة خفيِّة ) لـ بلاد المُسلمين ( قرى وبلدات ومدن الكورد ) بسرعة أسطورية، لا يثنيهم عن سبيلهم الخوض في دمائهم ( عباد الله أكراد سنجار .. وكوباني )، ولا حتى سيرهم خُيلاء على جثثهم وأشلائهم .!؟ لـ يحققوا هدفهم ( المُعلن ) : صناعة مجتمع الكفاية .. بحيث : يُحققون لـ كل خَائفٍ الأمان، ولـ كل جائع الطعام، ولـ كل مُشرَّد السكن، ولـ كل إنسانٍ الكرامة، ولـ كل مُفكِّرٍ الحُرِّية، ولـ كل مُضطهدٍ حقُّ المواطنة الكاملة ( في دولتهم الإسلامية ـ داعش ـ ) .!؟ آبيه .. فمُجاهِدو الدولة الإسلامية المعاصرة ( يقصد خليفة وأمراء تنظيم داعش )، يتناسون ( والأصح : لا يعرفون ) الحقائق التي يُورِدُها الدكتور فرج فودة ( في : ص 21 و 22 )، حيث يقول : { .. أن الدِّيمقراطية بمعناها الحديث، وهو حُكم الشعب بالشعب، لا تتناقض مع جوهر الإسلام .. واجتهادات المؤمنين بالدِّيمقراطية والتي تمَخَّضتْ عن أساليب الحُكم النيابي، والانتخابات المباشرة أو غير المباشرة، لا يمكن أن تصطدم بجوهر العدل في الدِّين الإسلامي، وروح الحُرِّية التي تشمله ويشملها .. وانبرى زُعماء التيارات الثورية .. ( يقصد مجاهِدي داعش ) في نقدِ هذه الآراء وتفنيدها .. وهو ( يقصد نقد زعماء داعش ) في مُجْمَله يرفض مقولة حُكم الشعب، بدعوى الحُكم لله، وهو أمْرٌ ( أي نقدهم ) لو أمْعَنْتَ النَّظر فيه، لما وَجَدْتَّ تناقضاً، لكنهُم يُحاولون تأصيل منهجهم بافتراضات منها : أن الأغلبية قد تقرُّ تشريعاً يُعارض شرعة الله، وأن التسليم بحق المجالس النيابية في التشريع سلب لحَقٍّ إلهي ثابت ومُقدَّس . وأنها ( أي الديمقراطية الحديثة ) قد تُعطل النص الشرعي بـ الرأي الشخصي .!؟ وعليه : فإنهم ( مجاهِدي داعش ) يضعون الشعب ( عباد الله ) بين شقَّي الرَّحى، إن دارت يميناً طحنت برفض العصر، وإن دارت شمالاً طحنت برفض العقل، وإن سكنت أبقتهم ( مع عباد الله ) حيث هم . فيهربون من الأصل إلى الفرع، ويُخفونَ منطقاً أواجِهَهُم به ( يُخْفون المنـطق الذي يقوله الدكتـور فودة )، وهو أن الشريعة ( الإسلامية ) وحدها لا تستقيم وجوداً أو تطبيقاً إلا في مجتمعٍ إسلاميّ، أو بمعنى أدق في دولة دينية إسلامية . وأن هذه الدولة تحتاج إلى برنامج سياسي ( أي : نظام حُكم ) يعرض تفصيلاً وتأصيلاً العموميات والجزئيات . وأنهم ( أي مجاهِدي داعش ) أعجز من أن يصيغوا مثل هذا البرنامج أو يتقدموا به . وأنهم يهربون من الرَّحى برميها فوق رؤوسنا ( نحن الشعب عباد الله )، داعين إيانا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، التي تقودنا بالحتم إلى دولة دينية إسلامية، نتخبَّط ( تحت الرَّحى ) ذات اليمين وذات الشمال، دون منارة من مُفكِّر، أو اجتهاد مُسـتنير . وليحدث لنا ( للشعب ) ما يحدث، وليحدث للإسلام ما يحدث، وما علينا ( شعب الله ) إلا أن نمُدَّ أجسادنا لكي يسيروا ( أمراء داعش ) عليها خُيلاء، وإن أعجزهم الاجتهاد المُلائم للعصر ( بكل مُتغيراته ) رفضوا العصر، وإن أعجزهم الحُكم ( حكمهم للبلاد والعباد ) هدَّمُوا .. } .!؟ أخيراً : آبيه أردوغان .. حتماً وبالتأكيد، فإن مُجاهِدي دولة الخلافة الإسلامية ( داعش ) قد استدعوا الدِّين، واستطاعوا توظيفه في غير مكانه الصحيح، وهم بذلك ( دون شك ) أدخلوا الناس في الحيـص .. والبيـص ( الحيص : الاختلاف بين العُلماء أنفسهم . والبيص : الاختلاف بين العُلماء ـ من جهة ـ وبين الشعب ـ من جهة أخرى ـ ) .!؟ فسلوكيات مُجاهِدي تنظيم داعش الشَّفهية ( تفسيراتهم وتأويلاتهم النظرية )، والعملية ( جهادهم الفعلي على الأرض ) إنما أتتْ ( ولا تزال تأتي ) على عكس سلوكيات مُجاهِدي الماضي الإسلامي ( أمثال : أبا عُبيدة، قُتيبة، عياض بن جمل .. وعماد الدين الزنكي، صلاح الدين الأيوبي .. وعُبيد الله النهري، محمد كور، سعيد بيران، الملا مصطفى البارزاني )، وعلى كل قارئ ( لهذه الانطباعات ) أن يعود لقراءة وقائع وحقائق التار
يخ الماضي للإسلام، ثم يُقارن .!؟
ـــــــــــــ ( نهاية هذه الانطباعات ) ـــــــــــــ
11 / 10 / 2014 قامشلو