آراء

القائمة النهائية للمعتقلين…

محمود لياني
سماع هذه الجملة بات من البديهيات في وطني أو رؤيتها على وسائل الإعلام المتعددة المقرؤة منها أو المرئية ، و كل مواطن مشروع دخول لهذه القائمة الواسعة بحجم خارطة الوطن من الحدود إلى الحدود أو كان ضمنها فخرج للتو ويعلم جيداً إنه عائد إليها عن قريب !
في جميع الأوطان تكون المعتقلات مخصصة للذين يرتكبون مخالفات أو جنح جنائية إلا في وطن أسموه سويسرا الشرق الأوسط و ألصقوا كلمة (الديمقراطية) بجميع مؤسساته حتى الطبية والرياضية منها والعسكرية ، تلك المؤسسات التي تفتقد أدنى مستويات معايير الديمقراطية .
على مدى السنوات المنصرمة ولتاريخ هذه اللحظة من سلطة ( الديمقراطية ) يدخر النشطاء الإعلاميون جهودا واسعة لتوثيق حالات الاعتقال السياسي لمناضلي شعبهم إلا أن عملهم هذا كمن ينقش رسماً على الرمال ، فحركة المد والجزر لحملات الإعتقال نشطة على مدار السنين مما يصعب رصد تلك الحالات .
فلم يبق أحد لم تطله يد الاعتقال بغض النظر عن الفئة العمرية أو ترتيبه التنظيمي إن كان ضمن إحدى الأحزاب السياسية أو منظمات مجتمع المدني من شباب ومؤسسات إعلامية وجمعيات الاغاثية و خيرية حتى !!
بل تشهد حالات الاعتقال في عهد الأمة ( الديمقراطية ) نقلة نوعية فريدة وازدهارا متطور كادت تنافس حكم ” كيم يونج ايل في كوريا الشمالية و روبرت موجابي في زيمبابوي و أسايس أفورقي في إريتريا ” وتدخل موسوعة غينيس من أوسع أبوابها لتميزها بالنوعية ، فحتى أدوات الإعلاميين من كاميرات ومايكات وستاندات طالها يد الاعتقال !
وقائمة أدوات الجماد تطول .
ليس هذا فحسب بل لافتات بعض المقرات الحزبية أيضاً كان لها نصيب من الاعتقال ناهيك عن الأعلام و صور رموز لشعب بأسره ، لتشهد الساحة مؤخراً ابتكارا جديدا ( ونعتذر سلفاً على مشاعر القراء إلا إنه وجب الذكر ) وهو اعتقال جثامين شهداء ضحوا بدمائهم دفاعاً عن كرامة الوطن وحرمان ذويهم من إقامة مراسيم تليق بعظمتهم .
طبعاً لتتربع الأمة ( الديمقراطية ) الشمال سورية عرش قائمة اكثر السلطات اعتقالاً يجب العمل بشكل مؤسساتي من حيث آلية الاعتقال والاختصاصات ، لذا قامت بفرز أيكولوجي حفاظاً على البروتوكول الأمني يتضمن من أربع بنود اساسية ” اعتقال علني – خطف من قبل ملثمين – نفي خارج الحدود – اعتقال جماعي للشباب وسوقهم للخدمة الأجبارية ” وكل مهمة موكلة لجهة خاصة بها .
كل ما أردفناه آنفاً يتعلق بالمواطنين داخل السجن الصغير ، لكن ماهو أعظم السجن الكبير ( الوطن ) بات المصطلح الشائع بين سكان هذه البقعة الأرضية الموبوءة بالطغيان ، التسمية من حيث فقدان مستمر لمقومات الحياة الأساسية إلى جانب صعود جنوني للمواد المتوفرة مع انقطاع شبه تام للكهرباء ومواد التدفئة في بعض المناطق ليتمنى البعض الإنتقال إلى السجن الصغير !

أجزم بأن لا أحد يستطيع تحديد أي قائمة بأسماء المعتقلين لإنها مفتوحة على مصراعيها إلا إذا كان أسوار السجن من الحدود إلى الحدود .
جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي يكيتي ميديا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى