الصغيرة زينب تبيع المحارم على الطرقات العامة والجسور في مدينة اورفا
يكيتي ميديا_Yekiti_Media
جاءت بائعة محارم أنيقة تسمى زينب من سوريا إلى تركيا، لتبيع المحارم بعد الظهر وفي أيام العطل وفي نهاية الأسبوع، لتكسب المال حتى تعيل والدتها وشقيقاتاها ، بسبب فقدانها لوالدها في الحرب السورية، وفي بقية أيام الإسبوع تذهب زينب إلى المدرسة للتعلم . هذه الطفلة البريئة وهي في الصف الخامس تقول : إن أحوال عائلتها كانت جيدة في سوريا، ولكن الأمور تبدلت عليها بعد مقتل والدها في القصف، وأصبحت مجبرة على العمل لكي تعيل والدتها وشقيقاتاها ، مشددة على أنها لن تتوقف عن الدراسة لأنها لا تريد إكمال حياتها بتسول المال على الطرقات بدلاً من شحذ الهمم وشق طريقها بالقوة نحو النجاح .
ترجع جذورها إلى مدينة حلب السورية ووالدها كان يمتلك مكتبا لبيع السيارات والشقق والعقارات وكانوا يسكنون في حي سيف الدولة العريق وتقول :كان بيتها يتألف من خمس غرف و موزع والجنينة الخلفية ،أما الآن تسكن مع أمها وأخواتها البنات في شقة لاتتجاوز مساحتها ربع مساحة بيتها في حلب . تعرض منزلها للقصف بالبراميل المتفجرة من طائرات الأسد ،فاضطروا للدخول إلى تركيا من مدينة اعزاز واستقروا في مدينة اورفا .
زينب لها شقيقتان فاطمة أكبر منها ونجاح اصغر منها وامها في الأربعين من عمرها . رفضت أن نلتقط صورتها الشحصية في مكان عملها لأنها تعتبر نفسها غير كل المتسوليين على الطرقات رغم كثرة المحاولات معها أقنعتها بأن ألتقط صورتها وترجتني أن لا أسلمها إلى البلدية او جهات مكافحة المتسولين. في الضفة الأخرى من الطريق رفيقتها بنفس العمر تشاطرها في نفس العمل وإنما بين عجلات السيارات لتوزيع المحارم العطرة على السائقين والمارة في طريق عام بأورفا ، لم يتسنى لي المجال حتى أدردش معها وأفهم قصة حياتها بسبب انشغالها في عملها ،فقط شكلها يوحي بانها فتاة صغيرة لاتتعدى طول قامتها طول سنوات الحرب والدمار في بلادها السورية وتتدحرج بين خطوط السيارات ذهابا وإيابا وعيونها الخضر على سائق السيارة من طرف وإشارات المرور الخضراء والحمراء من طرف آخر .
و قد انتشرت هذه الحالة الشائعة في الأزقة الضيقة وشوارع العامة بوسط اورفا منذ فترة – فإلى متى ستستمر معاناة السوريين في الداخل والخارج، وماهي الحلول المقترحة من قبل المنظمات العالمية والهيئات الدولية في هذا المجال .