آراء

العمل من أجل استقلال كوردستان مهمة جميع أطرافنا

غفور مخموري

دأب شعب كوردستان على امتداد التأريخ على النضال وتقديم التضحيات، فضلاً على محاولات الأعداء للقضاء على شعب كوردستان أرضاً وشعباً، لكنه تمكن المحافظة على وجوده ويواجه هجمات وحملات الأعداء والمحتلين، وينهض بعد كل كبوة بحماس واندفاع جديدين.
لقد أدى الكورد في الماضي كأُمة حية في الشرق المتوسط دوراً فاعلاً في بناء حضارة ومدنية المنطقة، أقول بكل ثقة لو أُتيح له المجال لكان بمقدوره أن يؤدي الآن دوراً أكثر فاعلية في بناء مجتمع عصري وديموقراطي في الشرق المتوسط، وكان يتمكن أن يقدم أنموذجاً حيّاً في الحكم والتعايش إلى كل العالم، لاشك يتحقق هذا حين يكون شعب كوردستان مستقلاً وصاحب دولته.
إن استقلال كوردستان الذي أصبح اليوم حديث الساعة في الإعلام العالمي والإقليمي والداخلي، وأضحى محل الإهتمام وأخذه بنظر الإعتبار وتحليلات الأوساط السياسية والأكاديمية في العالم، الأمر الذي ادى الى المزيد من الأصدقاء والنظر إلينا نظرة أمل وتفاؤل، فعلينا- نحن- شعب كوردستان والقيادة السياسية أن نأخذ هذا الدعم بنظر الإعتبار، وأن لاندع أن تفوت منا هذه الفرصة التأريخية المتاحة لنا وأن نعمل جميعاً بشكل مشترك لأجل استقلال كوردستان ونجعل هذه الفرصة قضية قومية و وطنية، ولتحقيق هذا الهدف من الضروري أن نعيد باسرع وقت ممكن تنظيم الوسط السياسي الكوردستاني وانتشاله من هذا التشتت والتفرق، والعمل جدياً لتشكيل (المجلس السياسي الكوردستاني) بحيث يضم كافة الأطراف السياسية الكوردستانية.
إن تشكيل (المجلس السياسي الكوردستاني) يصبح عاملاً قوياً لوحدة الصف والصوت الموحد لشعب كوردستان وتجميع وتوحيد الإمكانات السياسية لشعب كوردستان، ويغدو بداية لإرخاء التوترات والتشنجات السياسية وإنهاء الصراع بين الجهات السياسية، ويصبح منبراً سياسياً إعتيادياً قوياً على الصعيدين الداخلي و الخارجي.
بعد تشكيل (المجلس السياسي الكوردستاني) على القيادة السياسية الكوردستانية أن تشكل (بورد استقلال كوردستان)، لكي  يتمكن هذا البورد أن يصوغ ورقة عمل معمم متضمناً طريقة العمل للقيام بالاستفتاء وحث الخطى نحو استقلال كوردستان، لاشك من أجل تحقيق ذلك يمكن  الانتفاع من تجارب شعوب وبلدان العالم، من حيث كيفية وطريقة عملهم لإعلان استقلالهم.
ينبغي أن يكون (بورد استقلال كوردستان) عبارة عن عناصر خبيرة في القانون  الدولي وأشخاص كورد وأجانب معروفين وفاعلين ومشهورين على المستوى الدولي؛ لكي يتمكنوا على المستوى العالمي و أوساط أصحاب القرار ان يكتسبوا اللوبي لإستقلال كوردستان، أن يكونوا شخصيات من ذوي التجارب و الصلاحيات لكي يمكن الانصياع لهم، ومن هذه الناحية لنا أصدقاء طيبون.
إن قضية (استقلال كوردستان) قضية قومية و وطنية، وليست قضية حزبية، لذلك من الضروري إستشارة كافة الجهات السياسية والمكونات القومية والدينية الكوردستانية والاستئناس بآرائهم والاستماع إليهم وأخذ توجهاتهم وتصوراتهم بنظر الإعتبار، الأمر الذي ان تتحول هذه القضية إلى قضية شعبية ويعتبر كل طرف  هذه القضية قضيته ويعمل من أجله بحماس و نشاط.
إن الفرصة المتاحة الآن لشعب كوردستان، لهي فرصة تأريخية، ينبغي الإنتفاع منها، ولا ندع أن تفوت منا، ولا نجعلها ضحية المصالح الحزبية، ومن أجل ذلك لابد أن نجد جميع اطرافنا مصالحنا من خلال المصالح العامة، وننزع الزيّ الحزبي الضيق ونرتدي الزي الكوردايتي، فإذا إنتفعنا جميعنا من هذه الفرصة التأريخية الآنية وعملنا معاً لاستقلال كوردستان، فعندئذ نسجل فخراً تأريخياً لشعب كوردستان، وإذا لم نفعل ذلك فإن التأريخ لايرحم أحداً، لذلك من الضروري أن نعمل بروحية قومية و وطنية  لإيصال شعب كوردستان إلى شاطئ آمن، لاشك أن هذا الشاطئ الآمن هو وحده الإستقلال و تأسيس دولة كوردستان.

السكرتير العام للإتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني YNDK

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي Yekiti Media

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى