الفوضى في العراق و سورية تُنعش الطموحات القومية لدى الكُرد
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
كتب كل من ايريكا سولومن ، دانيل دومبي ، مقالا في جريدة الفاينانشال تايمز البريطانية في عدد الخميس تحدثوا فيها عن الدور الذي لعبته مدينة كُوباني في إزدياد الشعور القومي لدى الكُرد بعد معارك تخوضها القوات الكُردية ضد تنظيم داعش. كما ركز المقال على تزايد دور الكُرد في سورية و العراق في الإستراتيجية الأمريكية لمواجهة التطرف في الشرق الأوسط و كيف سيجعل ذلك من الكُرد لاعبين مُهمين في المنطقة . و هنا أبرز ما ورد في المقال :
لم يكن لكُوباني أهمية جغرافية و تاريخية ، لكن المدينة السورية المُحاصرة تلعب دورا محوريا في إحياء الطموحات الكُردية في المُطالبة بمزيد من الحكم الذاتي و النفوذ في منطقة مُضطربة.
أثار الدفاع عن هذه المدينة من خلال الصور التي تنقلها الكاميرات للعالم من الحدود التركية القريبة ، إهتمام الكُرد المُقسمين على أربعة دول شرق أوسطية . لأسابيع ناضل المُقاتلون الكُرد بأسلحة قديمة لوقف تقدم تنظيم داعش .
أصبحت كُوباني قضية قومية للكُرد الذين لا يملكون دولة . و لأن التحالف بقيادة الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم داعش قد بدأ بتنسيق الضربات الجوية مع المُدافعين عن المدينة فإن الكُرد رأوا في ذلك فرصة لأن يكونوا حليفا أساسيا للغرب و لهم نفوذ إقليمي .
و يرى آلدار خليل من حزب الإتحاد الديمقراطي و هو الحزب الذي قاد الدفاع عن كُوباني .”بأن الكُرد لن يقبلوا بعد الآن بسياسات الماضي ”
لعقود من الزمن سُحقت الأحلام الكُردية في إتحاد ما يقارب 30 مليون شخص مُقسمين بين تركيا ، العراق ، سورية و ايران ليس فقط على يد القوى الإقليمية المُتلهفة لتسلم المنطقة و لكن بسبب تنافس مُؤلم لدى الكُرد .
إن الدولة ما زالت أمرا بعيدا ، هذا إن كان ذلك أمرا ممكن تحقيقه ، لكن الكُرد يرون الآن فرصة بالإستفادة من الفوضى التي أوجدها تنظيم داعش لتشكيل تكتل إكثر توحدا و الذي سيمنحهم وزنا أكبر .
بالنسبة للعديد من الكُرد رؤية صالح مسلم ، رئيس حزب الإتحاد الديمقراطي يجلس بجانب مُنافسه مسعود بارزاني ، رئيس إقليم كُردستان العراق فإن ذلك يمنحهم الأمل من أن القادة الكُرد بإمكانهم وضع صراعات السلطة جانبا و إيجاد تحالف .
يقول مسؤولون كُرد بأن الولايات المتحدة ، تركيا ، القادة الكُرد في العراق و حزب الإتحاد الديمقراطي عقدوا محادثات سرية لأسابيع للتخطيط بشأن الدفاع عن كُوباني و محاولة توحيد الجهود الكُردية .
” إنه أمر مُهم خصوصا بالنسبة للولايات المتحدة أن يكون لدى الكُرد استراتيجية واحدة و كان ذلك شرطا لدعم أكبر “قال المسؤول الكُردي الذي طلب عدم ذكر اسمه .
” إن تركيا ليست سعيدة بشأن ذلك ، فقد رغبوا بأن يُصنف حزب الإتحاد الديمقراطي مثل حزب العمال الكُردستاني و تنظيم داعش كمجموعة إرهابية ”
لكن بسبب الحاجة لحلفاء في مواجهة تنظيم داعش في سورية فإن ذلك قد رفع من شأن حزب الإتحاد الديمقراطي . يقوم التحالف بالتنسيق مع الحزب في تنفيذ ضرباته الجوية في كُوباني و القى في هذا الأسبوع أسلحة من الجو مقدمة كُردستان العراق لمساعدة حزب الإتحاد الديمقراطي و مثَل ذلك حدثا هاما في العلاقات الأمريكية – الكُردية .
” إنه تغيُر كبير ، هذا خروج عن السياسة الأمريكية المُتمثلة دائما بالقيام بما ترغب به تركيا على الكُرد ” يقول هنري باركي، الموظف السابق في وزارة الخارجية الأمريكية و الذي يعمل حاليا في جامعة ليهاي في بنسلفانيا .
” هناك إحياء للشعور القومي الكُردي . إن الكُرد يتواجدون من جديد على الساحة الدولية ”
إن المنطقة الكُردية في سورية قد تسير الآن في نفس الطريق الذي سارت عليه كُردستان العراق ، فهنالك إدارة مناطقية ضمن دولة و ما يدعو للدهشة هو أن الغرب و كُردستان العراق – الحليف الرئيسي لتركيا – يبدو بأنهم سيقبلوا بأن يُهيمن حزب الإتحاد الديمقراطي على هكذا كيان خلال هذا الوقت .
تماما كما عزز كُرد العراق من دورهم كلاعبين إقليميين بعد الدعم الأمريكي في غزو العراق عام 2003 ، فإن كُرد سورية يأملون بأن يفعلوا نفس الشيء بقتال تنظيم داعش .