
دعوا شمسهم تشرق ولا تقتلوا حلم الكورد
اياد الموسمي
استطلاع صحفي نشرته مجلة “العربي” الكويتية في التسعينات، استعرض العادات والتقاليد واللهجات الكردية ، هو قادني إلى التعرف على القومية الكوردية، حينها كنت في المرحلة الأساسية ومن يومها وقعت في الغرام الكوردي وأصبحت متابع ومهتم لقضية الكورد.
لقد وصلت إلى قناعة تامة بأنه لا يوجد شعب عبر التاريخ تعرض للظلم والاجحاف والتجاهل مثلما تعرض هذا الشعب على أياد جميع الدول والخلافات والامبراطوريات التي سادت في منطقة الشرق الأوسط حتى هذا العصر .
واستغرب أن تستمر مظلوميتهم كقومية في عصر يفترض أنه عصر حرية الشعوب التي تختار حكامها ،عصر الأمم المتحدة، عصر التعدد، وحقوق الإنسان .
إنه من غير المعقول أن يلاقي شعب لا يتجاوز عدد مواطنيه 500 الف نسمة على دولة وكيان مستقل بينما أمة تتجاوز الملايين يعيشون حالات من التيه والاغتراب والتجاهل .
ليس من العدل أن يظل الكورد مشردين مشتتين في أصقاع الأرض وطنهم ممزق بين مجموعة من الدول وأنظمة لا تعترف بأي حق من حقوق هذا الشعب الشقيق.
من اللامنطقي أن تظل الأمة الكوردية التي يمتد جذورها إلى أكثر من خمسة الاف عام قبل الميلاد مسلوبة الارادة تحت حكم أنظمة طارئة لا يتجاوز عمر بعضها خمسين عام .
إن شعب تعرض لما تعرض له الشعب الكوردي كل هذه القرون من ظلم وتجاهل نجح في الحفاظ على هويته، نجح في الحفاظ على تنوعه، وتراثه الثقافي واللغوي والاجتماعي، بل يطوره باستمرار، فهو شعب يستحق أن يكن في مصاف الشعوب التي تقود الإنسانية إلى ما من شأنه أن يحقق التطور والسلام للبشرية جمعاً .
إن الحديث عن مظلومية هذه الأمة يحتاج إلى موسوعات ،لكننا اليوم لسنا بصدد استعراض التاريخ ،لكن نستشرف المستقبل خاصة، ونحن نقف على مقربة من بزوغ شمس الأمل الكوردي.
إن الاستفتاء على استقلال “كوردستان ” الذي سيصوت له جميع الكورد هو النواة الأولى ولبنة الأساس التي يمكن أن تقام عليها دولة كوردستان الكبيرة وعلى جميع الأراضي التي تنطق باللسان الكوردي.
يقترب الحلم الكوردي المقدس وسيتفق معه العالم الشريف، وهذا لا يعني أنه لن تكون هناك عوائق بل هناك الكثير من العوائق الخارجية التي تضعها دول وانظمة وجماعات ماتزال تعتقد بأن استقلال كردستان خطراً عليها وهذا القلق من وجهة نظري مبني على خرافة، وأطماع وحب استبداد والاستيلاء على حقوق وحريات وثروات الغير دون وجه حق .
ولو أن هناك شيء من الوعي لساعدت هذه الدول والأنظمة الشعب الكوردي على النيل من حقه في إقامة كيانه الخاص وبناء علاقات إيجابية مع الدولة الكوردية كجارة يتبادلون معها المصالح ويصنعون السلام والرقي والتقدم لشعوب المنطقة .
ورغم وجود هذه العراقيل إلا أني اخشى على حلم استقلال كردستان العراق الذي بات يلوح أفقه من المحاولات الخارجية لإجهاض الحلم بقدر ما اتوجس من حماقات بعض القوى الكوردية أو التيارات الوطنية في الداخل التي قد تضع خنجراً في ظهر الحلم ولو دون أدنى قصد أو سوى تقدير المرحلة .
إنني هنا أتمنى أن يفكر الجميع بعقل واحد وينطق بلسان واحد حتى يتحقق الاستقلال التام لكوردستان بعدها سيكون الميدان واسع للعمل الديمقراطي والتنافس والسباق، وحتى المناكفات السياسية _المهم أن تكون داخل البيت الكوردي بعد أن يستكمل قواعده وأركانه ويصبح الجميع في أمان .
جميع المقالات المنشورة تعبر عــن رأي كتابــها ولا تعبر بالضــرورة عــن رأي Yekiti Media