إردوغان: الكرد لا يعرفون الحكم!
مشــاري الذايـدي
أصرّ كرد العراق بقيادة الزعيم مسعود بارزاني على المضي حتى النهاية في الاستفتاء على استقلال الإقليم الكردي العراقي، بوصفه دولة تامّة الحرية والمسؤولية والاستقلال.
هذه الخطوة الكبرى أحدثت، كما هو متوقع، زلزالاً رجّ المشهد السياسي رجّاً، ولم يجد الكرد نصيراً لهم من الدول؛ فواشنطن ولندن وباريس والرياض والقاهرة، كلها نصحت أربيل بـ«الحكمة» وعدم تشتيت الجهود لمحاربة «داعش العراق»، ومن خلفه «سوريا»، والحرص على وحدة العراق، وتكتيل الجهود من أجل معركة الإرهاب، والحرص على التوافق العراقي.
أما الترك، ومعهم قادة الجمهورية الخمينية الإيرانية، فأشهروا سيوف التهديد اللامعة ضد الكرد.
الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قال أمس الثلاثاء، إن أكراد العراق لا يعرفون كيف يقيمون دولة، رداً على استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق. ووصف، حسب التلفزيون التركي، رئيس الإقليم «كاكا» مسعود، بـ«الخائن»، وقال؛ أي إردوغان، بإحساس مرهف: «حتى اللحظة الأخيرة لم نتوقع أن يرتكب بارزاني الخطأ»!
غير أن ما يثير التعجب من كلام الرئيس التركي، بالإضافة لنبزه الكرد بعدم معرفة طريقة الحكم، أنه قال: «في حال لم يتراجع بارزاني، فسيلازمهم تاريخياً عار جر المنطقة إلى حرب إثنية وطائفية».
زعيم الترك هدّد الكرد بتوقف تركيا عن السماح بضخ النفط من كردستان العراق. في تهديد صريح بالحصار.
الكرد مضوا لنهاية الشوط، وأجروا الاستفتاء، وليس هذا موضوعنا هنا، والمفوضية العليا للانتخابات بإقليم كردستان أعلنت أن نسبة المشاركة في الاستفتاء تخطت 72 في المائة.
الموضوع هو تساؤلات تتعلق بتوصيف الرئيس التركي للاستفتاء الكردي العراقي… وأيضا بعيداً عن تقدير الهاجس التركي من الخطر القومي الكردي داخل تركيا… تساؤلات من نوع: هل الكرد شعب مسلم، وسُنّي أيضاً، إذا ما تحدثنا باللغة الطائفية؟ وإذا كان الأمر كذلك – وهو كذلك – فهل ما تفعله تركيا، أو ما ستفعله، ضدهم، هو حصار ظالم، أم مقاطعة سيادية مشروعة؟
الأمر الآخر؛ إذا ما كان الكرد لا يعرفون طرق الحكم، فهل تعرفها جماعة «الإخوان» بمصر مثلاً، أو «جبهة النصرة» بالشام، لاحقاً، و«فتح الشام» حالياً؟
التواؤم في المنطق، من مؤشرات الرشد والحكمة في الحكم.