القدس العربي… صور الخميني في شوارع كركوك… و«الحشد» ينشر الرعب
Yekiti Media
تشهد محافظة كركوك الغنيّة بالنفط، أعمال عنف وانفلات أمني، تعددت أساليب تنفيذه، بين اعتقال عشوائي واختطاف وعمليات سلب ونهب واعتداءات في الشوارع على المواطنين.
هذه العمليات انتشرت مؤخراً عقب سيطرة القوّات العراقية وميليشيات «الحشد الشعبي» على المحافظة التي تضم أعراقا وأديانا مختلفة.
وقال ضابط في الشرطة المحلية في مدينة كركوك لـ«القدس العربي»، فضل عدم ذكر اسمه إن «تجاوزات ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران داخل أحياء المدينة آخذه بالازدياد».
وأضاف: «لا يمر يوم دون تسجل حوادث منظمة مخلة بأمن المدنيين خاصة المواطنين من القومية الكردية والعرب السُنة».
وتابع : «هذه التجاوزات العنصرية لم تعد تحصر بفصائل الحشد بل باتت القوّات النظامية العراقية هي من ترتكبها أيضا تحت غطاء القانون».
وحسب المصدر «عمليات الاعتقال للشبان الأكراد دون مذكرات قبض مستمرة، علاوة على ذلك اختطاف لأئمة المساجد وغالبيتهم من المكون السُني بعد الاعتداء على دور العبادة، إذ تكاد تشكل النسبة الأعلى بين هذه الحوادث المروعة بهدف ابتزاز ذوي المعتقلين والمخطوفين لدفع مبالغ مالية طائلة مقابل إطلاق سراحهم، أو دفعهم لترك المدينة بالترهيب لتوطين عائلات محسوبة على مكون معين بدلا عنهم».
ويستغل الحشد الشعبي الفوضى الأمنية والنزاعات السياسية بين حكومة بغداد والإقليم في كركوك، لتنفيذ أجندة خارجية، وتغيير تركيبة المدينة بشكل طائفي، وفق المصدر، الذي بين أن ذلك يتم «من خلال رفع الأعلام الشيعية وكذلك نشر صور المراجع العراقية والإيرانية التي تعني لهم رموزا مقدسة أمثال علي خامنئي، إضافة إلى صور مرشد الثورة الإيرانية الخميني وقيس الخزعلي وآخرين».
وقال: «أين ما توجهت وسط أشهر شوارع كركوك تجدها، مما يثير حساسية الكثير من استغلال الرموز الدينية من قبل الأحزاب الشيعية النافذة في جعل مدينتهم تتبع لطهران بعد تشيعها بالكامل ومرتعا للميليشيات المسلحة».
شهود عيان كانوا قد ذكروا لـ«القدس العربي» أن «قوّة من ميليشيات الحشد الشيعي ترافقها قوّة عسكرية من استخبارات الجيش العراقي، داهموا عددا من المقاهي والدور السكنية بحي آزادي في مدينة كركوك، وقاموا على أثرها بشن اعتقالات تعسفية شملت جميع الشبان بطريقة همجية».
وبيّين الشهود، أن «كل شخص تثبت أوراقه الشخصية أنه من القومية الكردية تباشر تلك الجهات باعتقاله بذنب أو غير ذنب».
أبو عيسى هو من سكان مركز التأميم في كركوك ويعمل معلما، عبر في حديث لـ «القدس العربي» عن امتعاضه الشديد وخشيته لما يحدث.
وقال إن «ممارسات فصائل الحشد من عمليات خطف وسرقة أوجدت حالة من الهلع والرعب بين السكان، ودفعت المواطنين إلى أن يلزموا بيوتهم لحماية أنفسهم والامتناع عن الخروج إلاّ عند الضرورة أو لقضاء حاجة ما».
وأضاف أن «سلطة القانون الرادعة لكبح جماح وتمدد هذه العصابات المسلحة ومعاقبة مرتكبيها على ما اقترفته من جرائم وحشية في كركوك غائبة ولاسيما الشرطة والقضاء».
وتابع «الأحداث في المدينة لا تبشر بخير، فهي تسير نحو الاسوأ». ورأى أن «كركوك مرشحة لاندلاع صراع دامي سيحولها إلى خراب».