ألمانيا … الانتخابات المبكرة تلوح في الافق مع تفاقم الازمة السياسية بعد فشل تشكيل الحكومة
قبيل انتهاء محادثات ائتلاف الحكومة الألمانية الجديدة، انسحب الحزب الليبرالي منها بشكل مفاجئ وليعلن فشلها. المحادثات استمرت أسابيع وكان ملف اللاجئين أبرز نقاط الخلاف بين أطرافها.
أعلن الحزب الليبرالي انسحابه من محادثات تشكيل حكومة “جامايكا” بعد أربع أسابيع من بدئها مع كل من حزبي التحالف المسيحي وحزب الخضر. وقد اعلن رئيس الحزب كريستيان ليندنر في مؤتمر صحفي أن سبب انسحاب حزبه هو انعدام الثقة بين الأحزاب. وأضاف ليندنر أن أربعة أحزاب لم تتمكن خلال هذه المحادثات الطويلة من التوصل إلى أرضية مشتركة وبناء أساس من الثقة أو إيجاد فكرة مشتركة لتحديث البلاد، وهو ما يشكل شرطا مسبقا لتشكيل حكومة مستقرة.
وفي حين رفض ليندنر توجيه أي اتهام لأي حزب من الأحزاب الأخرى المشاركة في المحادثات في التسبب بفشلها، إلا أنه شدد على أن جسر الهوة بين مواقف أطراف محادثات ائتلاف “جامايكا” لم يكن ممكنا. وختم ليندنر كلامه قائلا: “من الأفضل ألا تحكم من أن تحكم بشكل خاطئ”.
وكانت مهلة حددتها الأحزاب الألمانية المشاركة في المحادثات لنفسها للتوافق بشأن الخطوط العريضة لبرنامج الحكومة قد انتهت دون اتفاق. بيد أن المحادثات لم تتوقف بل استمرت حتى فجر اليوم الاثنين حين خرج زعيم الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي ليندنر بشكل مفاجئ ليعلن للصحفيين انسحاب حزبه منها وبالتالي فشلها.
بيد أن المستشارة أنغيلا ميركل بذلت جهودا حثيثة لمنع انهيارها، لأن الفشل قد يعني الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة وإدخال ألمانيا وأوروبا في مرحلة من الاضطراب السياسي. وكانت انتخابات أيلول (سبتمبر) الماضي قد أضعفت الزعيمة المخضرمة وتركتها بدون غالبية مطلقة في البرلمان، مع تحول جزء من ناخبيها إلى حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف بعدما أغضبتهم سياستها المرحبة تجاه اللاجئين.