ازدواجية الإعلام العربي تجاه التدخّل الإيراني في كُــردستان والدول العربية
Yekiti Media
تعرّضت منطقة الشـرق الأوسط والخليج العربي إلى أحــداثٍ مهمّةٍ خلال الشهور الستة الماضية وكان التعامل الإعلامي العربي المناهض لدور إيران في المنطقة مع تلك الأحــداث ذي اتجاهين مختلفين بحيث يقف مــع طرف ضــد الطرف الآخــر ويقوم بالوقت ذاته بتجاهل الطرف المستهدف في حادثة أخــرى عندما تخصّ الشأن الكُــردي.
الأحــداث المهمة في المنطقة
الأزمــة الخليجية مع دولة قطر..
اتّخذت الدول الخليجية مجموعة إجراءات ضــدّ دولة قطر بتهم تتعلّق بالإرهاب ودعمه وزعزعة أمــن دول الخليج، ففي هــذه المسألة كان للإعلام العربي دور كبير في إبــراز علاقات دولة قطر مع إيران وتصاعد تلك العلاقة التصالحية بينهما.
عمليات تحرير الموصل..
واصل الإعلام العربي هجومه على دور إيران والميليشيات المتحالفة معه في عمليات تحرير مدينة الموصل شمال العــراق وفضح ممارسات وانتهاكات تلك الميليشيات بحقِّ أهالي المدينة وهم أغلبية من العرب السنة؟.
سيطرة جيش النظام السوري على مناطق واسعة من الأراضي بدعمٍ مباشرٍ من إيران وميليشيات شيعية مختلفة وكان للإعلام العربي دور كبير في إبراز تحركات تلك الميليشيات لا سيما زيارات قائد فيلق القدس قاسم سليماني وتركيزها على دور إيران في الحرب السورية ودعهما المباشر لنظام الأسـد.
الحرب اليمنية…
يجاهد الإعلام العربي المناهض لإيران وميليشيا حزب الله اللبنانية كشف دورهما في دعم ميليشيات عبد الملك الحوثي ودعم الجماعة بالسلاح عبر التهريب والتدريب وإطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية.
ومــع انقلاب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على ميليشيات الحوثي تحوّلت تسمية علي عبد الله صالح من “المخلوع” إلى الرئيس السابق في مجموعة فضائيات عربية.
الأزمة اللبنانية…
يحاول الإعلام العربي المناهض لإيران كشف الدور الإيراني في الأزمـة اللبنانية ودعمها المباشر لميليشيا حزب الله سياسياً وعسكرياً في مواجهة تحالف 14 آذار بقيادة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري.
استفتاء كُـردستان والهجوم على كركوك والمناطق الكردستانية المتنازع عليه.. .
تجاهل الإعلام العربي المناهض لإيران دور إيران وقاسم سليماني والميليشيات المتحالفة معه في حربها ضـد كُـردستان، وتطلعات الشعب الكُـردي، وإبــراز دور القوات العراقية في العمليات العسكرية دون التطرق بإسهابٍ لدور إيران، وميليشيا حزب الله، وميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران بالسلاح والتدريب وتلقي الأوامـر، إضافة لتجاهل الإعلام العربي لدور إيران في حربها السياسية ضــد إرادة شعب كُـردستان بعد إجرائه لاستفتاء الاستقلال.
في سياق متصل لدور الإعلام العربي السلبي تجاه القضية الكُـردية، والذي يقوم بوصف قوات سوريا الديمقراطية التي تشكّل وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي عمودها الفقري بالميليشيات بينما يقوم بوصف تنظيم داعش الإرهابي بتنظيم الدولة الإسلامية في العــراق والشام.
الصحفي الكُــردي شيار خليل تحدّث ليكيتي ميديا عــن ازدواجية الإعلام ودوره الكبير في مجمل القضايا قائلاً: “الإعلام بات بالمجمل المكنة الحقيقية لنجاح الحرب السياسية والعسكرية، فبات للإعلام دور كبير ورئيسي في الحروب الساخنة والباردة التي تجرى في المنطقة وذلك استنادا للمصالح الاقتصادية والسياسية في المشتركة”.
وأضــاف: “أمّا عن ازدواجية المؤسسات الإعلامية ضدّ الكُـرد أو القضية الكُـردية فهو مرتبط بالموقف السياسي للحكام العرب من القضية الكُـردية وعدائهم التاريخ لهذه القضية”.
وتابع: “أغلب المؤسسات الإعلامية العربية الكبيرة تابعة للسلطات المحلية العربية وتطبق أجندات تلك الدول السياسية بطرق إعلامية اتجاه كل القضايا والحروب السنية الشيعية أو العربية الكُـردية، ولعلّ استفتاء كُـردستان العراق ولغة الإعلام العربي اتجاهه كان أكبر دليل على التخاذل العربي إعلاميا وسياسيا مع جمهورية إيران المناهضة أصلاً لتلك الدولة والساعية لاحتلالها وفق مشاريعها الدينية والأيديولوجية المعروفة، في المجمل لا يوجد إعلام مستقل في العالم، والإعلام العربي تحديدا مواقفه وأجنداته باتت واضحة وفق المصالح السياسية والاقتصادية التي تناسبها”.
بدوره أكّــد الصحفي السوري صخر إدريس عن عدم وجود إعلام حيادي قائلا: ” إجمالاً لا يوجد إعلام حيادي بل هناك إعلام مهني، شهدنا الكثير من الحالات المتناقضة ومــن مؤسسات إعلامية غربية عريقة كانت ولازالت تحاول حسـب سياستها التحريرية إمّا التركيز على خبرٍ ما، أو التنصّل مـن نشـر خبـرٍ أخـر”.
وأضــاف: “يطلق على الإعلام “السلطة الرابعة” وبالتالي سيستخدمه الجميع وخاصة الساسة والدول في تنفيذ برامجهم وأجنداتهم، من خلال قيادة أو توجيه الرأي العام لما يخـدم مصالحهم أو مصالح دولهم، وللحقيقة أن الإعلام ضائع مابين سلطة الدولة وسطوة الممولين أو المحتكرين”.
ووصف القيادي في منظمة عامودا لحزب يكيتي الكُــردي مــروان عيدي دور اﻹعلام وتحديداً في الشرق الأوسط بأنه أصبح وسيلة أو إحدى أدوات الحرب التي تنتهجها الأنظمة السياسية السائدة سواء في العالم العربي وحتى في إيران وتركيا فتجيرها تلك الأنظمة حسب مصالحها السياسية وضمان ﻷمنها القومي أحياناً.
وأضاف: ” لذلك تمّ إفراغ اﻹعلام من مضمونه كوسيلة تقنية أو مؤسسة سواء رسمية أو غير رسمية هدفها نقل الحقيقة للرأي العام، وبدا ذلك جليا خلال الأحداث المتلاحقة في المنطقة خلال اﻷشهر الماضية حيث تعاملت بمنطق شوفيني ضدّ الكُــرد إبان هجوم الميليشيات الشيعية بقيادة سليماني على كركوك والمناطق الأخــرى مـن كُـردستان ولم يشر اﻹعلام العربي إلى الدور التخريبي لإيران في ذلك طالما اﻷمر يتعلق بالأمــن القومي لإحــدى الدول العربية أي انتهجت شوفينية الأنظمة العربية ونظرتها للحقوق القومية المشروعة للأقليات القومية التي تعيش في المنطقة، في حين تعاملت بأسلوب آخر بالنسبة للملفات الأخــرى وخاصةً الدور التخريبي لإيــران في كل من لبنان سوريا واليمن اﻷمر الذي يدعو إلى الجزم بأننا لا نملك إعلامـاً مستقلاَ ومحايداً يمارس دوره وفق اﻷسس التي وجدت ﻷجلها”.
يشار إلى إن القنوات الفضائية العربية باتت منقسمة بعــد تولي عبد الفتاح السيسي للرئاسة المصرية والإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي وبعد الأزمة القطرية الخليجية وأصبح التوجه الإعلامي تلك الفضائيات بحسب سياسات الدول الداعمة لها.