مُسنة كُـردية مــن كوباني بعمر 110 سنوات تهاجر إلى ألمانيا بحثاً عــن حفيدتها
Yekiti Media
يقوم الناس بالمستحيل من أجل بلوغ مرادهم وأهدافهم. لكن أن تقوم عجوز كُـردية في سن 110 بالهرب من كوباني إلى اليونان في رحلة خطيرة مسألة فاقت كل التوقعات.
يسرد هذا التقرير مغامرة المعمرة الكُـردية ليلى…
تؤكد العجوز الجالسة على سجادة في شقة في أثينا وتشهد وثائق بحوزتها أنها من مواليد مدينة كوباني بكُـردستان سوريا عام 1907 “أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً”، بعدما قامت برحلة خطيرة لعبور بحر إيجه أملاً بلقاء حفيدتها اللاجئة في ألمانيا على متن زورق مطاطي.
ووصلت المعمرة ليلى صالح إلى جزيرة ليسبوس اليونانية بسلام مطلع شهر تشرين الثاني 2017، ورافقها في هذه الرحلة الخطرة ابنها الأصغر أحمد وحفيدها خليل وزوجته وابناهما وزوجة أحدهما.
وقال خليل: “بقينا على الحدود بين كوباني وتركيا يومين، وهذا كان صعباً. بعد ذلك استغرقت رحلتنا يومين أو ثلاثة أيام لنصل بحافلة إلى إزمير (غرب تركيا مقابل اليونان)، حيث بقينا في فندق بانتظار الضوء الأخضر من المهربين لعبور بحر إيجه”. أما العجوز ليلى، التي تبدو آثار السنين على وجهها، فكانت تنظر إلى أحفادها بالقرب منها لكنها لا تتحدث سوى إلى زوجة ابنها التي تقوم بترجمة أسئلة الصحفيين إلى الكُـردية.
الحنين إلى الحفيدة نسرين…
همست ليلى: “لا أستطيع أن أمشي (…) إذا توفرت سيارة فإنني أريد أن أذهب لأرى نسرين قبل أن أموت”. وكانت نسرين، التي تقول ليلى إنها ربتها، قد غادرت كوباني مع شقيقتها بيريفان عام 2015 هرباً من الحرب وحصلت على حق اللجوء في ألمانيا. وقالت الجدة: “أن تصل متأخراً أفضل من ألا تصل أبداً. إنها مشيئة الله”. ورداً على سؤال عن صحة عمرها (110 أعوام)، كما ورد في الوثائق، لا يعرف أفراد عائلتها سنة ولادتها بالتحديد. لكن في الوثائق كُتب بشكل واضح “1907”.
أما المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، فهي واثقة من ذلك. فقد كتبت في تغريدة على موقع “تويتر” في الأول من ديسمبر/ كانون الأول: “ليلى صالح، لاجئة من كوباني تبلغ من العمر 110 أعوام (…) الشيء الوحيد الذي ترغب فيه هو أن تلتقي حفيدتها نسرين”. وعلى كل الأحوال، تبدو ليلى متقدمة جداً في السن. أما سر عمرها المديد، فيؤكد خليل أنه “السمن العربي”. ويتذكر قصص جدته عندما كانت تعد السمن.
رحلة محفوفة بالمخاطر…
تنهض ليلى بمساعدة زوجة ابنها وتمشي بضع خطوات لوحدها. ذاكرتها ضعيفة ولا تعي بشكل واضح مكان وجودها. تقول سوسن، زوجة خليل، إن أقسى لحظة خلال الرحلة كانت حملها ووضعها في الزورق، لما عانوه من متاعب. ولحسن الحظ، رصد خفر السواحل الزورق ونقلوا العائلة إلى مخيم مكتظ في ليسبوس معروف بمنشآته السيئة. أمضت ليلى ليلتها الأولى في اليونان في العراء مع عائلتها، قبل أن تقوم المفوضية السامية للاجئين بنقلها في اليوم التالي إلى حاوية مع زوجة ابنها. بعد أسبوع، نقلت العائلة بأكملها إلى ميتيلين، كبرى مدن ليسبوس، ثم في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني تمكنت العائلة من التوجه إلى أثينا مثل معظم اللاجئين الذين يواجهون أوضاعاً صعبة. ويضطر اللاجئون الآخرون للبقاء في الجزيرة التي يصلون إليها بانتظار نتائج طلباتهم للحصول على اللجوء في اليونان.
سلمى محمد… معمرة كردية تبلغ 120 عاماً للمزيد (أضغط هنـا)
وقالت سوسن، التي قتل شقيقها مثل أحد أحفاد ليلى أيضاً في الحرب: “حتى إذا تحسن الوضع في كوباني، لم يتبق لنا شيء، بيتنا دمر وليس هناك عمل”.
ويضيف أحمد أن البعض يظن أننا جلبناها من أجل تسهيل إجراءات الهجرة. لكن هذا ليس صحيحاً، فهم يعيشون مع بعضهم البعض منذ فترة طويلة ولا يمكنه تركها. كما إن إخوته وأخواته الذين يكبرونه سناً ما يزالون في كوباني. قانونياً لا يحق لهذه العائلة الاستفادة من لم الشمل العائلي مع نسرين في ألمانيا. ونظراً للعدد الكبير للطلبات، حُدد أول موعد لهم للمقابلة من أجل الحصول على اللجوء في اليونان في يناير/ كانون الثاني 2019، وهو موعد تراه ليلى طويلاً للغاية، بينما يتساءل خليل عما إذا كان عليه فعلاً البقاء أم الرحيل.
فـي مقدمتهم “ميسي” نجوم نادي برشلونة يستقبلون ابنة كوباني “نوجين” (أضغط هنا)
DW