هدوء حذر في عدن بعد اشتباكات والتحالف يرى «خللاً» ويدعو لحوار
خيّم هدوء حذر على عدن، العاصمة اليمنية الموقتة، بعد مواجهات متقطعة أمس بين الحرس الرئاسي ومسلحي «المجلس الانتقالي الجنوبي» استُخدمت خلالها الدبابات والمدفعية الثقيلة، وأدت إلى سقوط عدد لم يُحدد من القتلى والجرحى. وفيما أكد مجلس الوزراء اليمني ضرورة «معالجة أسباب التوتر» و»إجراء تحقيق شامل وشفاف في مجريات الأحداث»، دعا التحالف العربي لدعم الشرعية إلى «الحوار» لحل النزاع المستمر لليوم الثاني، وتحدث عن «بعض الخلل ومطالب شعبية». كما دعت الأمم المتحدة الأطراف كافة إلى احترام القانون الدولي وتحييد المدنيين عن أي أعمال قتالية، خصوصاً في عدن، و»حلّ الخلافات من طريق الحوار بطريقة بناءة».
وحض التحالف العربي المتحاربين على التحاور، وقال الناطق باسمه العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض: «هناك دعوة من التحالف… لأبناء عدن إلى الجلوس مع الحكومة الشرعية، وكذلك (الحكومة) إلى النظر في مطالبات المكوّن السياسي والاجتماعي»، في إشارة الى «المجلس الانتقالي». وتحدث عن «بعض الخلل (في عدن) وهناك مطالبة شعبية. طلبنا من المكوّن السياسي الاجتماع وضبط والنفس، وكذلك تغليب الحكمة والتباحث مع الحكومة الشرعية».
من جانبه، واصل مجلس الوزراء اليمني اجتماعات استثنائية، برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، لـ»مناقشة المستجدات»، وأكد «ضرورة معالجة أسباب التوتر… ومنع تكرارها مستقبلاً في عدن والمناطق المحررة». وشدد على ضرورة توثيق «الأحداث وإجراء تحقيق شامل وشفاف في مجرياتها، والأسباب المباشرة وغير المباشرة التي أدت إلى تفاقم الاوضاع وتهور ما يسمى بالمجلس الانتقالي برفع السلاح في وجه الدولة»، وحمّله مسؤولية «سقوط القتلى والجرحى… بلغ عددهم 16 قتيلاً، و141 جريحاً». وأشاد بـ «الجهود الحثيثة والمتواصلة التي يبذلها رئيس الجمهورية مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات، لمنع الاقتتال وتجاوز الأزمة والخطوات التصعيدية التي سلكها المجلس الانقلابي وإعلان حال الطوارئ، والتهديد بإسقاط الحكومة والدعوة إلى إجراء مسيرات مناهضة للشرعية والدولة».
ويعيش سكان عدن حالاً من الرعب والتوجس في ظل توقعات باستمرار الوضع في التدهور، في وقت انتشرت وحدات مسلحة من الطرفين في معظم الشوارع التي خلت من المارة والسيارات، بينما أبقت المؤسسات التجارية والتعليمية على أبوابها مغلقة في غالبية المناطق. رغم ذلك، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية أمس استئناف رحلاتها الجوية من مطار عدن بعد توقفها أمس نتيجة المواجهات المسلحة.
وكانت المواجهات تجددت صباح أمس في أحياء المحافظة ومديرياتها، بعد ليلة هادئة أعقبت وقفاً للنار أمر به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ووقعت الاشتباكات الأعنف في مديرية خور مكسر، وتحديداً في محيط جبل حديد وحول معسكر الصولبان حيث واصل مسلحو «المجلس الانتقالي» العمل للسيطرة عليهما من الحرس الرئاسي والمنطقة العسكرية الرابعة.
وأوضح شهود أن مديرية خور مكسر اهتزت ظهر أمس بفعل انفجارات عنيفة ناجمة عن استخدام المدفعية في قصف مواقع جبل حديد، في حين قالت مصادر أمنية إن قوات الحماية الرئاسية في معسكر بدر تستخدم الدبابات في قصف مواقع مسلحي «المجلس الانتقالي» بزعامة عيدروس الزبيدي في جبل حديد.
وقالت مصادر محلية في عدن إن العقيد فضل علي ناشر حبيش، ابن عمة مدير أمن عدن المؤيد لـ «المجلس الانتقالي» شلال شائع، قُتل في المواجهات في جولة كالتكس بمديرية المنصورة، فيما تحدثت مصادر محلية عن مقتل أبو ماجد الشعيبي، قائد مليشيات الزبيدي في اشتباكات مع قوات من ألوية الحرس الرئاسي أمس.
في هذا السياق، تشهد مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين المجاورة لعدن، حال توتر بين فصائل الحزام الأمني المؤيدة للزبيدي، بعد انشقاق قائد الحزام الأمني في زنجبار محمد العوبان مع مئات الجنود. وأكدت مصادر محلية أن انشقاق العوبان جاء بعد قرار اتخذه قائد الحزام الأمني في أبين عبداللطيف السيد بتحريك قوة نحو عدن أول من أمس لمساندة قوات «المجلس الانتقالي الجنوبي»، ما قوبل برفض ضباط من قوات الحزام الأمني، وبينهم العوبان.
يأتي هذا في وقت قالت مصادر محلية في محافظة أبين جنوبي اليمن، إن قوات عسكرية على مدخل زنجبار، منعت مرور قوات تابعة للنخبة الشبوانية قادمة من شبوه باتجاه عدن لمساندة «المجلس الانتقالي»، موضحة أن الوضع بقي متوتراً في المنطقة حتى ساعة متقدمة من فجر الأحد.
في سياق آخر، أعلنت مصادر محلية مقتل ثلاثة من عناصر تنظيم «القاعدة» مساء الأحد في غارة لطائرة أميركية من دون طيار، على سيارة قرب محطة البحري في مديرية الجوبة بمحافظة مأرب شمال شرق صنعاء.
الحياة