مسعود بارزاني: تنظيم داعش لن يثنينا عن مواصلة مسيرة الاستقلال والاستفتاء
يكيتي ميديا /Yekiti Media
أوضح رئيس إقليم شمال العراق “مسعود بارزاني”، أن الاقليم لن يتراجع عن مسيرة الاستقلال وإجراء الاستفتاء، قائلاً: “إن مسيرة الاستقلال في منطقة كردستان ستبقى مستمرّة حتى لو جاء ألف تنظيم كداعش”.
جاء ذلك في كلمة له خلال استقباله ضباطٍ من قوات البيشمركة القادمين من مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، في القصر الرئاسي بمنطقة صلاح الدين التابعة لمدينة أربيل. مجرياً تقييماً شاملاً للتطورات الأخيرة ومسألة سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش الإرهابي، والأخطاء التي وقع بها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وقضية الحرب على داعش، ومستقبل المنطقة الكردية.
وأضاف بارزاني في كلمته، أن إقليم شمال العراق حارب تنظيم داعش على طول جبهة تمتد من عين العرب (كوباني) حتى جلولاء، على طول ألف و50 كم، وأن شمال العراق تعرّض في البداية إلى انتكاسة، “إلا أن الحرب هي يومٌ لك ويومٌ عليك، وهي كر وفر، والمهم في الأمر هو بقاء الإرادة والعزيمة، وعزيمة وإرادة شعب كردستان لا تنكسر”.
ووصف بارزاني في كلمته تنظيم داعش بأنه ليس تنظيماً جديداً بل هو تنظيمٌ يعتبر امتداداً لتنظيم القاعدة، انشق عنه نتيجة مجموعة من الخلافات الداخلية التي أعقبت مقتل أسامة بن لادن، لكن أهداف وأفكار كلا التنظيمين واحدة. وتابع قائلاً: “لقد امتلك داعش جمهورا من المؤيدين في مناطق محددة من العراق قبل عام، تجمع إلى الغرب من الموصل، حيث أرادوا إنشاء 3 أو 4 كتائب هناك. أبلغت وقتها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتلك التطورات عن طريق كل من سفير الولايات المتحدة في بغداد، الدكتور روج نوري شافيز، وعمار الحكيم. ثم أجريت بنفسي مكالمة هاتفية مع المالكي، أخبرته فيها أن التنظيم المذكور يمتلك أجندات خطيرة جداً بالنسبة للمنطقة، طالباً منه التعاون من أجل اجهاض تلك المخططات، قبل أن تقوى شوكة ذلك التنظيم في المنطقة، إلا أن المالكي لم يصغ لما قلت، وقال لي أنت ابقى ساهراً على الأمن في كردستان، ولا تقلق بالنسبة لبقية المناطق فكل شيء تحت السيطرة”.
وأردف البارزاني قائلاً: “لم يكن لمسلحي داعش حتى أن يحلموا أنهم سيتمكنون من السيطرة على الموصل عند اقترابهم من سجن بادوش (15 كم غرب مدينة الموصل) من أجل تحرير بعض أعضاء التنظيم المحتجزين في السجن، وما أن ألقوا عددا من قذائف الهاون على المنطقة إلا ولاذ الفريقان أول ركن “علي غيدان” و”عبود قنبر” بالفرار من الموصل، ثم تبعهما الجنود، رغم أن المالكي كان يعتقد أنهما على أهبة الاستعداد من أجل احتلال الأرض كلها إذا طلب منهما ذلك”.
واستطرد بارزاني، أن شعب الموصل كان مستاءٌا جداً من الوضع، ما أدى إلى أن تبدو الأحداث كما لو انها ثورة شملت المناطق السنية من الموصل إلى تكريت، وتلاشى في تلك الأثناء الجيش خلال ساعتين من الزمن، ذلك الجيش الذي صرفت عليه جهودٌ كبيرة من قبل الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو طيلة 10 سنوات، لا أستطيع أن أصف ذلك الجيش بأنه جيش العراق، لأنه كان جيش المالكي.
ولفت بارزاني إلى أن الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على إقليم شمال العراق، يهدف إلى عرقلة مرحلة الاستقلال والاستفتاء وتقويضها، والسيطرة على المناطق الكردية التي ما تزال خارج إدارة إقليم شمال العراق، أي المناطق التي تشملها المادة 140 من الدستور العراقي، ما دفع السنة في العراق إلى تأييد تنظيم داعش بشكل أعمى، إلا أن مخططاتهم ذهبت أدراج الرياح، حيث لم يكونوا يتوقعون أن تقوم الولايات المتحدة الأميركية وبلدان الاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدة لنا بهذه السرعة، ولم يكونوا يتوقعون أن تقوم قوات البيشمركة بالدفاع عن الإقليم إلى هذه الدرجة، لذا فهم الآن نادمون