الزوجات الافريقيات الأربع اللائي حفرن قبور أزواجهن الرؤساء
يقولون «وراء كل عظيم امرأة» لكنهم لو نظروا للتاريخ لقالوا أيضا «وراء كل رئيس مطرود امرأة». ذلك على الأقل ما ينطبق على أربع سيدات افريقيات يتفق الجميع على أنهن كن الحافرات لقبور أزواجهن.
لا يذهب بكم التفكير بعيداً فالمقصودات هن باختصار ليلى الطرابلسي التي كانت طموحاتها المحلقة وفساد محيطها المباشر، السبب في مغادرة الجنرال زين العابدين بن علي كرسي الرئاسة بعد أن خاطب شعبه قائلا «قد فهمتكم».
أما السيدة الثانية فهي اغراس موغابي التي دللت زوجها العجوز بغرور ورمته خارج قصر كانت تطمح أن تكون سيدته الفعلية لا زوجه ساكنه، والثالثة هي كوستانسيا حرم رئيس غينيا الاستوائية وثرية مالابو التي كانت، عكسا لاغراس موغابي محبة الظهور، متكتمة تفعل أفاعيلها في الخفاء.
والأخرى هي سيمون اغباغبو التي هي بفسادها وبذخها، من أطاح بالرئيس لوران وأجلسه على كرسي الاتهام في محكمة العدل الدولية. نعم، هكذا قذفت اغراس موغابي بالرئيس العجوز في مزبلة التاريخ، بتبذيرها للمال ومطاردتها للموضة.
فقد قورنت اغراس موغابي بإملدا ماركوس قرينة ديكتاتور الفلبين المشهورة بتجميعها لأغلى الأحذية النسائية.
وتعشق اغراس موغابي معارض ودكاكين الموضة حيثما كانت. ومع أنها أم لثلاثة أطفال، فإن اغراس لم تخف يوما طموحها لخلافة زوجها العجوز ذي الثلاث وتسعين سنة وأكبر رؤساء العالم سناً.
خاطبت موغابي مرة قائلة «أترك لي منصبك ولا تخف، وإذا كنت تريد أن تعطيني منصبك فامنحني إياه بكل حرية». تفوهت بذلك مستهل تشرين الثاني/نوفمبر 2017 وانتهى بها الأمر للطرد مع زوجها من الرئاسة ووضعهما تحت الإقامة الجبرية.
وهناك في غينيا الاستوائية، تتخفى كوسنتانسيا تيودور اوبيانغ ثرية مالابو عن الأعين لكنها هي من يدير كل شيء في البلاد من وراء ظهر الرئيس دون أن يشعر بها أحد وهي في قصر الرئاسة، حيث تمكن موظفان لها من بارغواي كانا يديران ثروتها وأعمالها من السطو عام 2009 على مبلغ 6.1 مليون أورو نقدا من ثروتها الضخمة.
وتم هذا كله، بينما يواجه ستمئة ألف مواطن غيني استوائي ظروف الفقر القاسية.
وقدرت مجلة «فوربيس» عام 2009 ثروة كوستانسيا تيودور بـ 405 مليون أورو. وقد نجت هي وزوجها مؤخرا من محاولة انقلابية، ويتوقع الكثيرون أمام الفساد المستشري ألا تصمد كوستانسيا وزوجها تيودور طويلا.
وثالثة الأربع هي سيمون اغباغبو الساحرة التي دفعت زوجها نحو فوهة البركان ودفعت مع ذلك، جمهورية كوتدي فوار كلها للخراب.
وفي آخر القائمة تأتي ليلى الطرابلسي التي يصفها التوانسة بـ»الجشعة». فقد ألقت ليلى ومجموعتها المخربة، بن علي الرئيس المسير والباني، في درك الانحراف والسقوط ثم الهروب والاغتراب.
وقد وصف السفير الأمريكي السابق في تونس في برقيات نشرها موقع «وكيليكس» مجموعة ليلى الطرابلسي بالغريبة، لكونها سيطرت على كل شيء في تونس من البنوك، للاتصالات، لشركات التأمين، للعقار.
وبلغت ثروة أسرة بن علي حسب أبسط التقديرات، خمسة مليارات من الأورو مودعة كلها في بنوك خارجية؛ وقد ارتبط بن علي بليلى الطرابلسي عام 1987 وهي بنت الثلاثين ومطلقة، ونصحه أحد مستشاريه بالابتعاد عنها لكنه لم يقبل ذلك. وربما يكون الرئيس بن علي وهو في مهجره السعودي الحالي يقرع أحيانا سن الندامة آسفا على عدم سماع نصيحة مستشاره.
هكذا أظهرت التطورات في أربع دول افريقية شؤم زوجات هؤلاء الرؤساء الأربعة، وهناك بلا شك، في القصور الرئاسية الافريقية الأخرى ليلاوات واغريسات وسيمونات أخر.