العواطف لن تنقذ روجآفاي كردستان
ميديا الصالح
مع اشتداد رياح كل مصيبة تعصف بالشعب الكوردي تشتد معها رياح التخوين بين الاطراف السياسية وتزداد هوة الانقسام بين مؤيدي تلك الاطراف وبالتالي زيادة الشرخ في المجتمع , لا أحد يهتم بالاسباب والنتائج ولا أحد يبحث عن الحلول فقط تتجدد الخلافات وتأخذ العواطف زمام عقول الشعب متناسين او ناسين ان دولاً عظمى تتحكم بمصائر شعوب الشرق الاوسط
ما كانت تركيا لتقطع الحدود نحو عفرين لولا الضوء الاخضر الاميريكي , وفي حالة عفرين الروسي الذي سارع الى الانسحاب من عفرين مع بدء القصف على المدينة يوم 20 كانون الثاني , فالدول الاقليمية ذات القوة والتي تتدخل في الشأن السوري هي ايضا اوراق لها بعض من القيمة تتحكم بها الاميريكيين والروس و اللتين تعتبران القوتين العظميين في العالم
قُصِفَت عفرين ويقع فيها يوميا قتلى وجرحى ويصرّح مسؤولي الاتراك انهم سيعملون على بناء منطقة امنة في الشمال السوري والقضاء على الارهابيين ويقصد بهم حزب الاتحاد الديموقراطي الذين هم جزء من منظومة حزب العمال الكردستاني ب ك ك بحسب رجب طيب اردوغان الرئيس التركي ومع تلك الخسارة يطالب من يحكمهم العواطف من الكورد المجلس الوطني الكوردي بالانسحاب من الائتلاف الوطني السوري المعارضة المعترف بها دوليا على انهم ممثلي الشعب السوري والذي يتخذ من تركيا مقرا له لان الاتراك يتحكمون بقراراتهم وتوجهاتهم وهنا يطرح السؤال التالي نفسه. اذا انسحب المجلس من الائتلاف وعاد ممثلوه الى القامشلي هل تنسحب تركيا من عفرين؟ لو طالب الائتلاف الوطني السوري من الحكومة التركية التوقف عن حربها ضد عفرين والذي لم يستطع لحد الان وبعد مرور سبع سنوات على عمر الثورة ان يفعل شيئا للسوريين , هل ستتوقف تركيا عن حربها ضد عفرين ؟ لماذا لم ندرك حتى الان وبعد كل الألاعيب التي تُلعَب على السوريين ان هناك من يقرر ويتحدث ويدافع “بحسب مصالحه” عنهم , لماذا لم يستفد الشعب الكوردي من كل هذه التجارب التي تحدث ببلاش امام عينيه عشرات المرات كل يوم وينتهي من تلك الشعبوية التي فاقت ما كانت عليها قبل الثورة
ولحزب الاتحاد الديمقراطي نصيبه من التصفيق باعتباره يمتلك السلاح والمال وهو من سيدافع عن عفرين ويجعلها مقبرة للجنود الاتراك وباعتبار ان الدولتين القويتين روسيا وامريكا هما حليفتيه على الارض وقد غطّتا المعارك التي قادها بأرواح الشباب الكورد في الرقة ودير الزور جوا وعبر الدعم اللوجستي والعسكري والمادي لكن هل كان ذلك الحلف تكتيكيا ام استراتيجيا ؟ وهل ننسى تصريحات المسؤولين الاميركيين ان هذا الدعم فقط لمحاربة داعش وها هو داعش يقترب من نهايته فما مصير هذه العلاقة الحرام التي راح ضحيتها الالاف من الشباب الكورد بعد ان أعلن رايان ديلون المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يوم الثلاثاء16 كانون الثاني أن منطقة عفرين التي تخطط تركيا لتنفيذ عملية عسكرية فيها، تقع خارج نطاق مسؤولياته.
لم تهتم روسيا لمصير عفرين وقد استلمت مطار ابو الظهور العسكري الواقع في ريف ادلب من الاتراك وأهدتها للنظام السوري ولم تحاول PYD الاتفاق مع حلفائها لحماية المناطق الكوردية او بالأحرى كانت تعلم نياتهم لكنها ضحت واستخدمت الدماء الكوردية لتحرير مدن عربية دون أي مقابل, ومازال الشعب الكوردي يبتعد عن العقلانية ويتحكم به العواطف.