آراء

وقفة عند الرقم 727 شهيداً للبيشمركة

عبدالغني علي يحيى
تدور الحرب بين البيشمركة وداعش على جبهة تقدر ب(1050)كم من غير أن تتخللها هدنة، وبلغت خسائر البيشمركة بالأرواح 727 مقاتلاً خلال (6) أشهر. أي بمعدل (120) قتيلاً في الشهر الواحد و(4) في اليوم الواحد. ولولم يكن هنالك تحرير للارض والقرى لكان الرقم ذلك قد يقيم كنكسة. عليه فأن الخسائر مهما كانت جسمية لكنها تهون حين تعقبها الانتصارات. واذا قارنا العدد(727) باعداد الذين يقتلون من المدافعين عن الحق في البلدان المبتلية بالحروب ولمدة (6) اشهر لوجدنا ذلك العدد ضئيلاً جداً.
في الثورة الجزائرية، قتل مليون جزائري، إلا أن الثورة تكللت بالنجاح وهزم الفرنسيون، وفي الحرب العالمية الثانية قتل من الروس اكثر من (14) مليون شخص وانتهت بهزيمة الالمان.لقد توخت القيادة الكردية دوماً التقليل من الخسائر ، واقدمت على انسحابات تكتيكية مؤقتة حفاظاً على ارواح البيشمركة، حتى ان البيشمركة في المقابلات التلفزيونية يلومونها لتريثها في إعطائهم الضوء الأخضر للهجوم، وبهذه الحكمة الكردية لم تسجل حالات مثل سبايكر في المشهد العسكري الكردي. وإذا أصر بعضهم على قراءة الرقم نكسة عن قصد أوغير قصد، فأن المجتمع الدولي الذي وعد الكرد بالسلاح المتطور يتحمل وزر ذلك الرقم، كونه لم يف بوعده. وفوق هذا، فأن تنبؤ بعضهم استغراق الحرب لأعوام، فأن المشاهد: التقدم والانسحاب والدفاع والهجوم والانتصارات والهزالم لا شك تتحكم بها، فالتقدم لطرفي الحرب لا يسير بخط مستقيم، وهذه الحالة ملازمة لكل الحروب. ولكن مثلما توجت حروب أقطار الهند الصينية والحربين العالميتين بالظفر لمن حرروا أوطانهم، فأن الحرب مع داعش ستتوج بانتصار البيشمركة حتماً. وكبرت القيادة الكردية وعظم شأنها في الاعين لما اثبتت مصداقتيها بأعلانها للرقم. الامر الذي قلما يحدث اثناء الحروب التي يطغى عليها كذب القادة واخفائهم للحقائق عن الشعب.
مهما كانت خسائر الكرد في الحرب الدائرة فأن، مكاسبهم هي الاكبر. فضلاً عن انه لشرف عظيم لهم خوضهم لحرب مقدسة نيابة عن الانسانية، وكلما زادت الخسائر كلما كبر الكرد في أعين الامم.
Al_botani2008@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى