من الصحافة العالمية

لماذا أقدم البارزاني على الاستفتاء؟!

أحمــد الزاويتي

بعدما خرجت من كُردستان لمهمة عمل، انهال علي السؤال: “لماذا ‌‌‌أقدم البارزاني على الاستفتاء؟!” من أصدقاء غير كُرد. بعضهم سألني من منطلق التعاطف مع الكُرد، متألما ما حلّ بإقليم كردستان بعد ذلك.. بعضٌ آخر سألني من باب الشماتة بالكُرد وبقرار الاستفتاء وما نتج عن ذلك! مستكثرين على الكُرد الاستفتاء، والدولة.. هؤلاء السائلون كانوا قبل أن يسمعوا ردي يستمرون قائلين: “إن الدول الإقليمية لا تسمح لكم بذلك، وأن الغرب لا يقبل، وأن ليس لكم البحر كما إسرائيل”.. زاد أحدهم بالقول: “أكلتم هوى”! ومنهم كان المتعاطف مع إيران ويتهم إقليم كردستان سابقا بالعمالة لتركيا، ومنهم كان المتعاطف مع تركيا ويتهم الإقليم بالعمالة لإيران، قبل الاستفتاء! كلاهما كانا يتهمان الإقليم بالعمالة لأمريكا وإسرائيل والعمالة لكل ما هو عدو للأمة العربية والإسلامية..

قبل الدخول في تفاصيل “لماذا أقدم البارزاني على الاستفتاء؟”، من البديهي أن يكون الشعب الكُردي حُرا في قَراره، سواء بالبقاء مع العراق، أو الاستقلال عنه، أو الانضمام إلى تركيا، أو إيران بدلا من العراق، أو أي خيارٍ آخر حتى ولو كان مستحيل التحقيق كالدولة الكردية.. هذا كبديهية.. الاستفتاء هو أحد مظاهر الحرية لأي شعب، بغض النظر فيما إذا كان ذلك الخيار قابل أو غير قابل للتحقيق، فالاستفتاء باختصار هو حرية إبداء الرأي.. أنا مع الاستفتاء حتى على التوحيد لتشكيل كردستان الكبرى (شمالها وجنوبها وغربها وشرقها) وليكن ذلك من أحلام العصافير، كما قال قائل.. بل أنا حتى مع الاستفتاء على عكسه على تقسيم المُقَسِم من كردستان، مثلا إقليم كردستان إلى إدارتين أو إقليمين أو دولتين صغيرتين (أربيل، والسليمانية) فهما سوف لا يكونا أصغر من بعض دول الخليج الناجحة.. المهم أن يكون الخيار للشعب، وليس غير الاستفتاء من آلية لإبداء رأي الشعب.. ليكن الخيار له..

أعود للموضوع لماذا أقدم البارزاني على الاستفتاء؟! فأوصل الكُرد إلى ما هم فيه؟! كان هذا السؤال هو أكثر الأسئلة المزعجة التي توجه لي من زملاء غير كُرد، خاصة من الذي كان يسأل لا من منطلق سماع الجواب بل من منطلق الاتهام بأننا قد أخطئنا! والذهاب إلى أكثر من ذلك موصفا صاحب القرار بمواصفات سلبية شتى..

السؤال: من من هؤلاء ليس بريئا!!

فلنفترض لو تمخض الاستفتاء عن دولة! ونجح، وكان هناك دعما أمريكيا وإقليميا ودوليا له؟ هل كانوا سيباركون للكُرد هذه الخطوة؟!

لا.. كان السؤال حينه سيتحول إلى:

ألم نقل أنتم عملاء لأمريكا وإسرائيل؟

ألم نقل إنكم إسرائيل ثانية؟

لأعود إلى السؤال المزعج من جديد..

لماذا أقدم البارزاني على الاستفتاء؟!

أتذكر، ولا يزال الكلام مسجلا لدي، ومخزون في أرشيفي، ومنشور في صفحتي في فيسبوك هنا. كنت غطيته للجزيرة في وقته، وعلقت عليه مباشرة، بالتحديد في نوروز من عام 2012 قال البارزاني إن الحكومة في بغداد تبتعد يوما بعد آخر عن الأسس التي تم الاتفاق عليها لتشكيل العراق ما بعد 2003 وأساسه التوافق! وتركزت السلطة في يد جهة، وتخطط لإبعاد المنافسين الآخرين، وأن الدولة على شفا هاوية إذا سارت بهذا النحو، وأن المشاكل مع الإقليم تزداد يوما بعد آخر، وأشار البارزاني حينه قائلا: “إذا استمرت بغداد في هذا الاتجاه فسنضطر للجوء إلى رأي الشعب” وقال في كلمته حينها بأنه يعتذر لشعب كردستان كونهم كمسؤولين عنهم لم يتمكنوا من حل المشاكل مع بغداد..!!

اتجهت بغداد بعد كلمة البارزاني تلك للأسوأ، فقطعت الموازنة بالكامل عن كردستان عام 2014، وجعلت موظفي كردستان بلا راتب، وحاولت بشتى السبل عرقلة بيع نفط كردستان في الخارج، وتحركت على دول المحيطة بالإقليم لجعلها تقف بالضد من كردستان العراق، ناهيك عن التحرك ضد الإقليم على المستويات العالمية، وكثرت التهديدات من قيادات الحشد الشعبي إن معركتهم القادمة بعد داعش هو ضد إقليم كردستان الموصوف في بديهيات تفكيرهم عميلا للعدو الأكبر -أمريكا- الذي لولاه لما كان هناك شيئا اسمه الحشد الشعبي! ولا احتلت داعش بغداد وأربيل!!

أي دراسة منصفة لموقف الحكومة العراقية من 2012 وحتى يوم الاستفتاء في 25-9-2017، تُوضح جليا أن بغداد لم تكن تعتبر إقليم كردستان جزءا من العراق، والاستفتاء لم يكن إلا إجراءً لتحقيق الواقع رسميا، الواقع الذي فرضته سياسات بغداد.. كلمة البارزاني المشار إليها أعلاه كانت إشارة واضحة منه، بأنه يقصد “الاستفتاء” ومن تاريخ 2012، لم يكن القرار مفاجئا، كما يتصور البعض.. قام البرلمان ما قبل تعطيله -عام 2015- بالاستعداد لإجراء الاستفتاء، وشُكلت اللجان من أجل صياغة قانون خاص له، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما أصدر قانونا لتشكيل مفوضية عليا مستقلة للاستفتاء والانتخابات خاصة بكردستان وبمعزل عن مفوضية بغداد! وذلك ليكون القرار قرارا كردستانيا خالصا، كل هذا قبل 2015..

الموقف الدولي من الاستفتاء بعد ذلك بدأ البارزاني جولة حول العالم، كان برفقته ممثلين عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وممثلي القوى الفاعلة في كردستان.. من خلال متابعتي كصحفي لهذه الجولات والاتصال بمن كان يرافق البارزاني فيها، وعن طريق تصريحات البارزاني بعد كل جولة، أو تصريحات المرافقين له، ظهر وكأن الطرف الكردي اقتنع بتفهم دولي لمطلب الاستفتاء، أو على الأقل لم يواجهوا رفضا ومعارضة! بل كان كل من التقى بهم البارزاني يوجهه والوفد الكُردي في هذا الموضوع للتنسيق مع بغداد حول الموضوع.. وكان البارزاني يصرح دائما: إن أي إجراء يتخذه الجانب الكُردي بهذا الشأن سيكون بالسبل الديمقراطية ووفق ما يسمح به الدستور العراقي، وبالتنسيق مع بغداد، وليس عن طريق فرض الأمر الواقع..

ماذا بشأن حليفة البارزاني تركيا؟!

لا ‌أصدق عندما تقول تركيا إن حليفها البارزاني لم يستشرها في موضوع الاستفتاء! ولهذا اتخذت موقفا عدائيا منه، بل المؤشرات كانت تشير إلى أن تركيا تراقب مشهد الاستفتاء، منذ سنوات قبل إجرائه، لتتعامل معه وفق مصلحتها.. تقلبات تركيا الأخيرة من نقيض لسياسات روسيا وإسقاطٍ لطائرتها، إلى حليفة لها واعتذار عن إسقاط الطائرة ودفعها تعويضات للطيارين الروس الذين كانوا يجعلون من مدن سوريا الثورة المدعومة تركيا إلى خاوية على عروشها..

تقلباتها من دعم جماعات ما يسمى بالثورة السورية إلى دعم عَدُوَيها الرئيسين “روسيا وإيران” والانقلاب على التظاهر بمظهر الداعم للسنة إلى الاصطفاف في حلف شيعي: “طهران – بغداد – دمشق..” الحلف الذي أرجع السنة في العراق وسوريا أرضا وشعبا مئات السنين إلى الوراء.. هي تلك السياسة التي أثبتت خلال عشرين سنة أنها حيثما كانت المصلحة كانت هناك.. فلا تستبعدوا من تركيا هذه ان تقول إن البارزاني لم يستشرها في الاستفتاء، والبارزاني في أضعف مراحله، مبعدا نفسه عن المشهد السياسي، ممتنعا عن التصريحات، ليوضح هل فعلا فاتح تركيا بموضوع الاستفتاء أو لا؟! … المعلومات التي لدي تشير إلى أن كلا البارزانيين مسعود ونيجيرفان فتحا موضوع الاستفتاء على تركيا وبالتحديد رجب طيب أوردوغان، ولم يبدِ أوردوغان ولا وزير خارجيته رفضا ولا منعا من جانبها لإقدام إقليم كردستان على هذه الخطوة، بل كانت تنظر إلى أبعد من ذلك عندما لم تتوقف فقط بأن تكون كركوك مع إقليم كردستان بل نينوى أيضا ومعها صلاح الدين بل حتى الأنبار، كانت تخطط لتضم سنة العراق أيضا الى هذه الخطوة مع الإقليم، وبعدها ينضم الكل لتركيا لإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية..

انقل لكم بالنص هذا المقطع من تقرير نشر في موقع فراتنيوس بعنوان “قيام الدولة الكردية المستقلة وعاصمتها أربيل” وهو موضوع منشور قبل أن يكون حيدر العبادي رئيسا للوزراء وقبل أن يتخذ الإقليم اي اجراءات عملية للاستفاء: “وفي خطوة لافتة، أبلغت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان، بارزاني أنها ستؤيد قيام دولة كردية مستقلة شمال العراق إذا كان الخيار الوحيد أمام الأكراد في مواجهة سياسات المالكي استناداً إلى إفادة المصدر الكردي. ورأى المصدر أن وراء تأييد حكومة حزب “العدالة والتنمية” في أنقرة لدولة كردية مستقلة برئاسة بارزاني، سببان جوهريان: الأول يتعلق بالاستراتيجية التركية الإقليمية، فقيام دولة كردية سيسهم في إضعاف النفوذ الإيراني داخل العراق وإقليم كردستان بشكل خاص.

أما السبب الثاني: فيعود إلى تطورات الوضع السوري وبالتالي تعتقد حكومة أردوغان أن قيام دولة كردية برئاسة بارزاني قد يمثل أمراً حيوياً لاحتواء المشكلة الكردية الإقليمية التي ستتصاعد بعد انهيار نظام الأسد، كما أن إقليم كردستان المحاذي لمنطقة غرب كردستان في مناطق القامشلي والحسكة السورية، سيفرضان نفسيهما كموقع جيوسياسي وجيو ستراتيجي مهم في سياق الأمن القومي التركي، وبالتالي يمكن لأنقرة أن تجد في الدولة الكردية المستقلة شمال العراق منطقة استقطاب لمشكلة الأكراد داخل تركيا، ما يترتب عليه إنهاء العمل المسلح لحزب “العمال الكردستاني” برئاسة عبد الله أوجلان والذي كلف الدولة التركية الكثير من الأعباء الاقتصادية والعسكرية والأمنية. وكشف المصدر الكردي أن حكومة أردوغان مستعدة لأمرين استراتيجيين لمساندة الدولة الكردية، أحدهما إقناع السنة بدعم هذه الدولة برئاسة بارزاني والأمر الآخر يتمثل بقيام نوع من الاتحاد الكونفدرالي بين دولة بارزاني وبين تركيا”. الموضوع منشور على هذا الرابط.

لهذا حتى قبل أقل من شهر كل المحللين العراقيين في بغداد كانوا يميلون إلى أن تركيا تدعم الاستفتاء وتدعم الإقليم للانفصال عن العراق، وقد ظهر جليا اهتمام الحكومة التركية وعلى رأسها أوردوغان بإقليم كردستان وتوقيع اتفاق لمدة خمسين سنة مع الإقليم لبيع نفط وغاز إقليم كردستان، وهذا الاهتمام جعل إقليم كردستان ضمن عشر دول الأوائل بالنسبة لتركيا في التبادل التجاري معها، هذا ما صرح به القنصل التركي في الإقليم، وهو الذي دفع أوردوغان نفسه ليأتي إلى أربيل فاتحا مطارها!! وهي التي كانت تستقبل مسعود البارزاني استقبال الرؤساء وبأعلام كردستان من المطار وحتى القصر الرئاسي.. ولهذا كان حزب العمال الكردستاني يعلن جهارا نهارا بأنه سيقف بالضد من الدولة الكردية التي يشكلها البارزاني، لأنه مشروع تركي!! تقلب تركيا على هذا الموقف من الإقليم، جاء بعدما تأكدت أن مشروع الدولة الكردية لا ينجح وأصبح له اعداء كُثر، وليس مدعوما كما كانت تتصور من أمريكا وإسرائيل فأسرعت للاصطفاف مع إيران وبغداد للحصول على جزء من الكعكة من فشل الاستفتاء، والمقابل لتركها دعم الإقليم!

إيران وما أدراك ما إيران؟!!

إنها التي تعرف كيف تلعب وكيف تخلط الأوراق وكيف تحرك حلفائها الضعفاء ليلعبوا لعب الكبار.. إنها صاحبة الاستراتيجية التي تقول: “لا تقتل الأفعى بيديك، بل بيدَي غيرِك”، هي التي جعلت من حسن نصر الله من شخصية مجهولة حتى التسعينيات الى اقوى شخصية على مستوى بلاد الشام، وكيف تجعل من الحوثي من شخصية لا يعير أحد له اهتماما الى اقوى شخصية في اليمن متحديا السعودية، وجعلت من مجموعة رجال لم يكن لهم حتى 2003 حس وخبر في الموضوع العراقي الى قياديين ورؤساء في العراق.. كيف تعاملت إيران هذه مع الاستفتاء؟!

كان رد إيران للجانب الكردي عندما فاتحه الإقليم بنيتها الاستفتاء وعلى أن الإقليم ستكون دولة جارة جيدة لها ولبغداد ومتعاونة معهما، فكان ردها: “ما يهمنا بالنسبة للإقليم ليس هو أن يكون الإقليم إقليما أو دولة بقدر أن يكون حريصا على سلامة حدوده معنا، ووقف عمليات الجماعات الكردية الايرانية المسلحة من حدود كردستان باتجاه إيران..” لم يبق أمام الكرد بعد أن ضمن رد (الأوروبيين، والامريكيين، وتركيا وإيران) إلا التحرك باتجاه بغداد، فذهب أكبر وفد كردي شمل جميع القوى الكردية إلى بغداد وقام باجتماعات موسعة مع الحكومة العراقية ومع الأحزاب شيعة وسنة، وفاتح الجانب الكردي بغداد بصراحة أما أن نكون ككُردستان عراقيين حقيقيين وتَحلّون المشاكل وفق الدستور، لنبدأ بالبناء معا، أو نكون جيرانا جيدين لكم ومتعاونين، وكان الرد الذي لم يكن متوقعا للجانب الكردي هو: “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”.

هذا ما استقبله الجانب الكردي على أنه قبول بفكرة الاستفتاء خاصة بعدما أعقب ذلك تصريحات واضحة لا تقبل التأويل من مسؤولين عراقيين كبار؛ قيس الخزعلي محمود المشهداني إبراهيم الجعفري، وكان نوري المالكي أيضا سبقهم بذلك أنه؛ من حق كردستان العراق ان تكون دولة!! بل وصف الخزعلي كورد العراق بأنهم أساسا ليسوا عراقيين، حتى حيدر العبادي نفسه قال بأن بين يديه مشروع الكونفدرالية مع كردستان!! وماذا تعني الكونفدرالية إذا لم تكن اتحادا بين دولتين..!! أما وقد دخل الإقليم في مرحلة الدعاية للاستفتاء، وأصبح الاستفتاء حالة شعبية رفع مسعود البارزاني إلى قمة المشهد حيث تحتشد له الجماهير عن بكرة أبيها أينما توجه شرقا وغربا شمالا وجنوبا، بل حتى السليمانية المعروفة بمعارضتها الشديدة لتوجهات البارزاني خرجت في استقباله.. ثم يسرع الجميع (أمريكا، فرنسا، بريطانيا، تركيا، إيران، بغداد..) راكضين نحو أربيل لإقناع البارزاني بالتراجع عن الاستفتاء!! فهذا بظني أمرٌ دُبِّر بليل!!

لم يكن ممكنا أبدا أن يتراجع البارزاني عن الاستفتاء بعدما أصبحت حالة جماهيرية، وكان هو يبحث في الزائرين إليه عن قشة يمسك بها لإنقاذ نفسه والإقليم من تسونامي الاستفتاء، كان يطلب منهم بديلا، للأسف لم يسلموه كما أوعدوه.. بعد ذلك أراد البارزاني أن يكون سياسيا جدا أكثر من كونه معاندا عندما أعرب عن أن عملية الاستفتاء لا تعني الدولة، بل ستبدأ مرحلة التفاوض على الدولة مع بغداد بعدها.. وأعلن أيضا قبل أيام من الاستفتاء أن بغداد تريد سوءا بالإقليم، وذلك عندما تنتهي من حرب داعش، ولو عرف أنه سيحتفظ إقليم كردستان بمكتسباته التي منحها له الدستور العراقي، لما أقدم على الاستفتاء لكن لديه يقين بأن بغداد ستعمل على تغيير الدستور وإزالة كل ما جاء فيه معطيا للإقليم صلاحياته الحالية، والبارزاني قبل غيره كان يعرف أن الاستفتاء ليست نزهة له، بل أصعب خطوة سيخطوها لكنه في الوقت نفسه كان يقول: “كل ما ارتكب ضد الكورد عبر التاريخ وحتى الآن وقع دون أن يطلب الكُرد دولة ولم يقدموا على الاستفتاء.. قُتِل مئات الآلاف منهم وشُرد الملايين ودُمِرت مدنٌ وقرى وهم لم يقدموا على خطوة الاستفتاء.. فلتكن ما ترتكب مستقبلا نتيجة طلب الدولة، ليعرف العالم أن هناك شعبا يُحارب لأنه يطلب حقه في الدولة..”.

في النهاية أثبت الاستفتاء أنه ليس للكورد غير نفسه.. هذا إذا أراد.. لأن في الاستفتاء ظهر بأن ليس للكُرد حتى نفسه..!! والدليل ما جرى في كركوك في السادس عشر من أكتوبر..

لا أمريكا، ولا بريطانيا، ولا فرنسا كانوا مخلصين معهم..

ولا تركيا ولا إيران كانا صادقين..

أما بغداد فحدث ولا حرج..

وإسرائيل، فلو عَلِم الكُرد حقيقتها لما فكروا مرة أن إسرائيل ممكن أن تدعمهم..

الطريق بسيط وغير معقد فقط هو أن يكون الكرد؛ موحدين صابرين مواجهين للتحديات.. لا غَير..

مدونات الجزيرة

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى