تركيا تحشر نفسها بين أميركا وروسيا بـ”شجارات الشوارع”
حض رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الأربعاء روسيا والولايات المتحدة على الكف “عن شجارات الشوارع” بشأن سوريا، قائلا إن الوقت حان لوضع خلافاتهما جانباً لأنها تهدد بالحاق الأذى بالمدنيين.
وتتزامن تصريحات يلدريم التي حاول فيها إظهار قلقه على الشعب السوري، بإصرار قوات بلاده على منع اللاجئين من العودة إلى مناطقهم في عفرين بعد أن كانت قد سيطرت عليها إثر قصف استمر لأسابيع، موقعا عشرات القتلى من المدنيين.
وقال يلدريم، في كلمة نقلها التلفزيون في إسطنبول، “إنه شجار شوارع. إنهما يتقاتلان مثل فتوات الشوارع. ولكن من يدفع الثمن؟ إنهم المدنيون”. وأضاف “ليس الوقت الآن للخصومات. إنه وقت تضميد الجراح في المنطقة والتلاقي وتنحية الخلافات جانبا”.
وجاء التصريح التركي بعد أن تبادلت موسكو وواشطن التهديدات العسكرية على خلفية اعتزام الولايات المتحدة توجيه ضربات للنظام السوري، عقب الهجوم الكيماوي في دوما.
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تغريدة على تويتر، إن “روسيا تتعهد بإسقاط أي صاروخ يطلق على سوريا. استعدي يا روسيا لأن الصواريخ قادمة.. لطيفة وجديدة وذكية!”. وأضاف ترامب في إشارة إلى تحالف روسيا مع الأسد “لا يجب أن تكونوا شركاء لحيوان القتل بالغاز الذي يقتل شعبه ويتلذذ بذلك”.
الرد الروسي
وسارعت موسكو إلى الرد سريعا على تصريحات ترامب، إذ قالت وزارة الخارجية الروسية عبر فيسبوك :”الصواريخ الذكية يجب أن توجه للإرهابيين وليس الحكومة الشرعية”، وفق “رويترز”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الضربة الصاروخية الأميركية المحتملة ربما تكون محاولة لتدمير أدلة على الهجوم الكيماوي المزعوم في مدينة دوما السورية.
وأدى الهجوم على دوما، آخر جيب للمعارضة السورية قرب دمشق إلى مقتل عشرات الأشخاص، وإصابة أكثر من ألف بحالات اختناق وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورغم نفي دمشق وموسكو وقوع هجوم في دوما، إلا أن منظمات سورية ودولية أشارت إلى وقوع هجوم كيماوية في المدينة المحاصرة، ومنها منظمة الصحة العالمية التي قالت إن 500 شخص تلقوا علاجا من أعراض تتفق مع التعرض لكيماويات سامة.
وهددت موسكو في وقت سابق بإسقاط الصواريخ الأميركية على لسان سفيرها لدى لبنان ،ألكسندرزاسيبكين، وقال في تصريحات صحفية:” إذا كان هناك ضربة من الأميركيين.. سيكون هناك إسقاط للصواريخ وحتى مصادر إطلاق الصواريخ”.
وقد تثير تصريحات الدبلوماسي الروسي المخاوف من صراع مباشر للمرة الأولى بين القوى العظمى التي تدعم أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية السورية.
معركة دبلوماسية
ودخلت كل من موسكو وواشنطن، الثلاثاء، في معركة دبلوماسية، على خلفية هجوم دوما، إذ أحبطت الدولتين في مجلس الأمن الدولي تمرير 3 مشاريع قرارات بشأن التحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في سوريا.
روسيا، من جانبها، استخدمت حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار أميركي يقضي بإنشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.
فيما سقط مشروعا قرار لروسيا، بعد أن فشلا في الحصول على الأصوات المطلوبة من أعضاء مجلس الأمن.