انخفاض غير مسبوق للقوة الشرائية في اسواق مدينة قامشلو
تشهد أسواق مدينة قامشلو ومنذ حلول شهر رمضان ركودا غير مسبوق وضعفا في القوة الشرائية، يعاني منه جميع التجار وبمختلف اصناف التجارة.
خالد أحمد تاجر أقمشة أفاد لـ <يكيتي ميديا> بان السبب الرئيسي لضعف الأسواق انعدام المواسم الزراعية في المحافظة وبشكل خاص القمح والشعير والكمون، بعد تأخر الأمطار وتعفن البذار في التربة، مضيفاً بقوله:”ابناء محافظة الحسكة اعتمادهم الاقتصادي الأول علی الزراعة، واذا كانت المواسم جيدة تنعكس إيجابا على الأسواق بجميع اصنافها”.
وفي ذات السياق أوضح تاجر المواد الغذائية الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، بانه يضيف إلى السبب المذكور، بأن الأوضاع السياسية التي تسود في سوريا بشكل عام و المناطق الكُـردية بشكل خاص وما آلت إليه مدينة عفرين والتهديدات المستمرة للرئيس التركي اردوغان بالتوغل إلى المناطق الكُـردية الاخرى كان لها أيضا دور سلبي، مؤكداً بأنه تلمسه بعد فرار اهالي عفرين إلى قامشلو.
كما أشار الأخير بأن حملات الاعتقال التي طالت الشباب في المنطقة لسوقهم للتجنيد الإجباري، كان لها أيضا دور كبير في زرع الخوف بين صفوف أبناء القرى المحيطة بمدينة قامشلو والمناطق الأخـرى، والذين لهم الدور الأكبر في رفع أو تخفيض القوة الشرائية في الأسواق في عموم المنطقة الكُـردية.
وبدوره عبر عبد الكريم محمد تاجر الألبسة الجاهزة عن أسفه لانخفاض القوة الشرائية في أسواق قامشلو، مؤكداُ بانه لم تشهد اسواقهم هذا الركود منذ أكثر من 18 عاماً، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت على المحافظة منذ اندلاع الثورة السورية.
ومن جانب أخـر قال المواطن عبد الرحيم محمود، إن الجفاف في الموسم الزراعي الحالي “قضى” على موسم الحصاد، والذي كان يعتبر مصدر رزق مهم لأصحاب الأعمال الحرة، “أمثالي”، ومــع ازدياد حاجات البيت من متطلبات الدراسة، والمعالجة الطبية وقدوم الأعياد وغيرها، أصبحنا ندخر من نملك بسبب غلاء المصروف، ومحدودية المورد المالي.
ورغم انخفاض قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار الأميركي، لم تشهد اسواق محافظة الحسكة أي انخفاض في القوة الشرائية أو الركود في حركة الاسواق، سوى هذا العام الذي انعدمت فيه المواسم الزراعية التي يعتمد عليها أبناء المحافظة بنسبة تفوق 8٠% بحسب الخبراء الاقتصاديين والمهتمين بالشأن السوري.
وتعتبر مدينة قامشلو مـركز رئيسي للتجارة إذ تعتبر حلقة وصل بين مدن عديدة في محافظة الحسكة، ويعتمد عليها المواطنون من مدن عامودا والدرباسية، غرباً، ومن ديرك إلى تربه سبي شرقاً، إلى جانب بلدات تل حميس وتل معروف وتل براك وتل كوجر.