ميركل: عودة اللاجئين السوريين يجب أن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة
شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم (الجمعة) على أن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة، في موقف يأتي على خلفية التوتر بين وزارة الخارجية اللبنانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين إزاء هذا الملف.
وأبلغ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الشهر الحالي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإيقاف طلبات الإقامة المقدمة لمصلحة موظفيها، متهماً إياها بـ«عدم تشجيع النازحين السوريين على العودة لا بل تخويفهم» من ذلك.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في السراي الحكومي في بيروت: «أكدتُ مع المسؤولين أن عودة اللاجئين السوريين لا يمكن أن تتم إلا عبر اتفاق ومحادثات مع منظمات الأمم المتحدة».
وأضافت: «نريد المساهمة بالتوصل الى حل سياسي في سورية يمكننا من عودة اللاجئين إليها، ونتعاون مع مفوضية اللاجئين»، مشيرة إلى أن ذلك «لا بد أن يحدث عندما تتوافر الظروف الآمنة لهم».
ويستضيف لبنان بحسب مسؤولين محليين نحو مليون ونصف لاجئ سوري، بينما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون لاجئ مسجلين لديها. وكرر مسؤولون لبنانيون في الأشهر الأخيرة المطالبة بضرورة عودة اللاجئين إلى مناطق توقفت فيها المعارك في سورية.
وبرز التوتر بين الخارجية والمفوضية في نيسان (أبريل) الماضي حين أعلنت المفوضية عدم مشاركتها في عملية غادر بموجبها 500 لاجئ جنوب لبنان إلى سورية بموجب اتفاق بين الأمن العام اللبناني والسلطات السورية.
ونفت المفوضية الاتهامات التي وجهها باسيل إليها مطالبة الخارجية بالعودة عن قرارها «من دون أي تأخير». وأكدت أنها لا ترى الظروف في سورية «مواتية لعودة برعاية أممية».
وقال الحريري الجمعة خلال المؤتمر الصحافي مع ميركل إن «الحل الدائم الوحيد للنازحين السوريين هو في عودتهم إلى سورية في شكل آمن وكريم»، مضيفاً: «متمسكون بموقفنا بعودة النازحين في أسرع وقت ممكن».
وتابع أن «النزوح أكبر بكثير من طاقة لبنان على التحمل».
وحذرت منظمات دولية بينها المجلس النروجي للاجئين و«سايف ذي شيلدرن»، و«كير» في تقرير مشترك مطلع شهر شباط (فبراير) من مسارات مثيرة للقلق يتم اتباعها للترويج لاعادة اللاجئين في العام 2018.
وذكر التقرير أن «مئات آلاف اللاجئين في خطر أن يتم دفعهم إلى العودة إلى سورية في العام 2018، على رغم استمرار العنف والقصف الذي يهدد حياة المدنيين».
وتعد بيروت المحطة الثانية لميركل في المنطقة بعد عمان. والتقت مركل في بيروت رئيس البرلمان نبيه بري قبل أن تلتقي الحريري ثم رئيس الجمهورية ميشال عون، على أن تغادر بعد ظهر الجمعة إلى برلين.