صدمة لأهالي مختفين قسرياً بسوريا.. أبناؤهم وأقرباؤهم متوفون في السجل المدني
صدمت العديــد مــن الأســر الســورية لــدى قيامهــم بإجــراء معامــلات في دوائــر السجل المــدني ترتبــط بأولادهــم أو أقربائهــم الذيــن يعتبرون مختفين قسرياً عند نظام الأسد منذ سنوات، أنه قد تم تسجيل أولئك المختفين باعتبارهم أمواتاً.
وذكر تقرير أصدرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن هذه الحوادث تكررت في محافظات دمشق وريف دمشق وحماة وحمص واللاذقية والحسكة.
ووثقت الشبكة اختفاء 81652 مواطناً سورياً لدى نظام الأسد منذ انطلاق الثورة، منوهة أن العدد الحقيقي للمختفين قسرياً عند قوات النظام أعلى من هذا بكثير نظراً للصعوبات التي تواجهها الشبكة في عمليات التوثيق.
وأشار تقرير الشبكة إلى أن حصيلة من قتلهم نظام الأسد في سجونه جراء التعذيب بلغت بحدها الأدنى منذ بداية الثورة منتصف مارس/آذار 2011 إلى يونيو/حزيران 2018 قرابة 13066، مؤكداً أن العدد أكبر من هذا، لكن هذا ما استطاعت الشبكة توثيقه.
ابتزاز وشبكات مافيوية
وذكر التقرير أن أهالي المختفين قسرياً يتعرضون للابتزاز من قبل شبكات مافيوية وقليل منهم يستطيعون الحصول على معلومات يسيرة حول أبنائهم المختفين في سجون النظام وفروعه الأمنية.
وأورد تقرير الشبكة خمس شهادات لأهالي مختفين قسرياً اكتشفوا صدفة أن أبناءهم أو أقاربهم المعتقلين قد تم تسجيلهم في السجل المدني على أنهم متوفين دون إبلاغ أهلهم وقت وفاتهم، وهو ما يخالف القوانين والأعراف.
وسجل التقرير شهادة لمواطن من حماة اختفى ثلاثة من أقربائه وصديق، في سوق الهال بدمشق منذ عام 2015م، وأنه علم صدفة بورود أسماء لمتوفين في السجل المدني، وعندما ذهبت شقيقة الضحايا للسجل المدني علمت بوفاة الأربعة، وكان تاريخ الوفاة واحداً لهم جميعاً، ولم يستطيعوا الحصول على أي معلومات إضافية حول طريقة موتهم أو مكانه.
وأضاف التقرير أن الشبكة استطاعت توثيق 161 حالة لمختفين منذ مايو/أيار الماضي اكتشف أهلهم أنهم مسجلون كمتوفين في السجل المدني، كان منهم 94 حالة في ريف دمشق، 32 حالة في حماة، و17 باللاذقية، و8 في دمشق، و6 في حمص، و4 في الحسكة.
وأوضح التقرير أن طريقة تبليغ الأهالي بوفاة أبنائهم في المعتقلات، إن حصلت وهو أمر نادر الحدوث، تتم عبر مختار الحي أو الأجهزة الأمنية شفهياً أو عبر اتصال هاتفي.
الجدير بالذكر أن آلاف المعتقلين في سجون النظام يتعرضون لأبشع عمليات التعذيب، مما يؤدي إلى وفاة الكثيرين منهم، كما أن تعذيب المعتقلين يلحق أهلهم الذين لا يستطيعون معرفة مصير أبنائهم، ويتم ابتزازهم وممارسة ضغوط كبيرة عليهم حتى لا يتحدثوا عن مصير أبنائهم.