أخبار - سورياشريط آخر الأخبار
اتفاق هلسنكي «يقفل» طريق العراق – سورية والبداية بعودة 360 ألف نازح إلى 76 نقطة
Yekiti Media
قالت مصادر سياسية وديبلوماسية مطلعة على خلفيات التحرك الروسي في شأن إعادة النازحين السوريين في الأردن ولبنان إلى بلادهم، إنه يفترض النظر إلى هذه الخطوة على أنها تأتي في إطار اتفاق أميركي- روسي أوسع، يستند إلى بداية إيجاد الحلول للحرب السورية وتداعياتها الإقليمية والدولية.
وأوضحت المصادر لـ «الحياة» أن الوفد الروسي الذي سيزور بيروت اليوم الخميس ويلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، يقوم بجولة على عدد من دول المنطقة التي تؤوي نازحين سوريين ليحط في سورية، من أجل إطلاع هذه الدول على الخطة التي وضعتها وزارة الدفاع الروسية بالاشتراك مع وزارة الخارجية، لإعادة هؤلاء النازحين والتحضير لآليات التنسيق، من أجل تنفيذها والاستماع إلى ما لديها من ملاحظات في شأن خطواتها العملية. وذكرت أن جولة الوفد الروسي ليست منفصلة عن الجولة التي يقوم بها وزير الخاجية الروسي سيرغي لافروف التي شملت عدداً من الدول الأوروبية وإسرائيل، والتي تتناول إضافة إلى ملف إعادة النازحين الشق السياسي والأمني والاقتصادي والإعماري من المرحلة المقبلة في سورية.
وشددت المصادر لـ «الحياة» على أن كل التحركات الديبلوماسية الروسية ترتكز إلى ما اتفق عليه في قمة هلسنكي بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، في شأن سورية.
اللجنة تضم الأميركيين…
ويضم الوفد الروسي الذي يزور بيروت لساعات كلا من الموفد الرئاسي الخاص بالأزمة السورية ألكسندر لافرانتييف، نائب وزير الخارجية سيرغي فرشينن، إضافة إلى اثنين من ضباط القيادة المركزية في الجيش الروسي، وسيحمل تفاصيل الخطة التي أقرت في وزارة الدفاع الروسية باشتراك وزارة الخارجية يوم الجمعة الماضي، والتي أرسلت كمقترحات إلى الجانب الأميركي لدراستها أيضاً. وأشارت المصادر إلى أن الوفد سيتداول مع الرئيسين عون والحريري في تفاصيل هذه الخطة التي تقع في زهاء 20 صفحة وتتضمن تشكيل لجنة مشتركة أمنية روسية سورية لبنانية، مرجحة أن تتمثل فيها المديرية العامة للأمن العام عن لبنان، كونها ستشرف حكما على الخروج القانوني للنازحين من البلد، مقابل اشتراك الشرطة العسكرية الروسية والأمن السوري فيها. وذكرت المصادر أن من غير المستبعد أن تحصل مساع من أجل ضم الجانب الأميركي إليها أسوة باللجنة المشكلة في الأردن والتي عالجت مسألة النزوح وترتيبات إنهاء الوضع في جنوب سورية. ونفت المصادر أن يكون تم تعيين السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبكين لرئاسة مركز إعادة هؤلاء النازحين، مشيرة إلى أن اللجنة المذكورة هي التي ستتولى المهمة والجانب الروسي سيتمثل فيها بوزرة الدفاع لا الخارجية نظراً إلى الترتيبات الأمنية الكثيرة التي يتطلبها انتقال النازحين إلى بلداتهم وقراهم في سورية.
ورجحت المصادر أن يعطي الجانب الروسي الأولوية، وفقاً لهذه الخطة، للنازحين إلى لبنان، على غيره من البلدان من دول الجوار السوري، أي الأردن وتركيا، وكشفت أن جزءاً من المحادثات خلال الجولات الديبلوماسية الروسية على دول أوروبية، أو خلال اتصالات موسكو مع قادة هذه الدول ولا سيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل هدف إلى نيل موافقة هذه الدول على إعطاء الأولوية للبنان في خطوات العودة الأولى. واستخدم الجانب الروسي في اتصالاته مع الأوروبيين الحجة القائلة بأن نازحي لبنان هم الأكثر عرضة للانتقال إلى الدول الأوروبية التي أخذت تعاني من زيادة عددهم عبر تهريبهم وانتقالهم إليها، في وقت يقيم النازحون في الأردن في مناطق مضبوطة خلافا لوضع في لبنان حيث تكثر المخيمات العشوائية التي يصعب على السلطات اللبنانية ضبطها.
وكشفت المصادر التي اطلعت على جانب من الخطة الروسية لـ «الحياة» أنها تحدد 76 نقطة سكنية في سورية، تقع في محافظة حمص ولاسيما القرى الواقعة على طرفي الأوتستراد السريع إلى حمص والرستن، وفي حلب وريفها، وفي حماه، إضافة إلى محيط دمشق، استناداً إلى مسح قامت به وزارة الدفاع الروسية، تمكن إعادة زهاء 360 ألف نازح سوري إليها في المرحلة الأولى وخلال الأشهر المقبلة. وقالت إن هذه النقاط السكنية تضم منازل صالحة للسكن، وأخرى جرى ترميمها بإشراف روسي خلال الأشهر الماضية، ويجري استكمال ما تبقى من أبنية تتم إعادة بنائها. كما أنها نقاط سكنية لا وجود فيها للقوات والميليشيات الإيرانية، لأن الجانب الروسي اعتمد في سورية قاعدة تقضي بعدم تواجد الجانب الإيراني حيث تتواجد قواته، إلا مع الجيش السوري النظامي.
إعادة الإعمار والدور الأوروبي
كما كشفت المصادر لـ «الحياة» أن الخطة تلحظ تأهيل عشرات النقاط السكنية الأخرى في المحافظات المذكورة إضافة إلى غيرها، مثل الغوطة الشرقية، في المرحلة الثانية، تمكن إعادة نحو 500 ألف نازح إضافي إليها على مراحل تمتد على سنتين. وذكرت أن التواصل الروسي مع الدول الأوروبية هدف إلى تشجيعها على المشاركة في إعادة الإعمار للمناطق المهدمة، لإعادة النازحين إليها، على رغم أن رد فعل هذه الدول في هذا الصدد لم يعرف بعد.
وفيما تترقب الأوساط اللبنانية الرسمية المزيد من المعطيات التي تطمئن إلى إمكان نجاح هذه الخطة، لا سيما لجهة ضمان العودة الآمنة والطوعية للنازحين، نقلت المصادر عن الجانب الروسي تأكيده مجدداً أن وجود الشرطة العسكرية الروسية في المناطق السورية المعنية بالخطة سيكون الضامن الرئيس حيال المخاوف من أي تعرض للعائدين، وحيال حريتهم ومسألة استرداد ممتلكاتهم. وأوضحت أن الجانب الأميركي ناقش هذا الأمر مع الجانب الروسي، إلى حد الاتفاق على أن تتولى واشنطن معالجة أي اعتراضات من المنظمات الدولية أو الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لتغطية التحرك الروسي.
وتشير المصادر التي اطلعت على المبادرة الروسية إلى أن المراهنة على متانتها هذه المرة لا تقتصر على جدية التدابير العملية التي تقترحها، بل على كونها جاءت ضمن اتفاق بين الدولتين الكبريين، أكثر شمولية يتناول الوضع في سورية، من أهم بنوده أن تتولى موسكو مع إيران إبعاد قواتها والقوات الحليفة لها مسافة الـ100 كيلومتر من الحدود مع الجولان لضمان أمن إسرائيل، بناء على اتفاق بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبناء للتبني الأميركي الكامل للمطلب الإسرائيلي، ولاتفاق بوتين مع ترامب على إقفال الحدود العراقية السورية لوقف تدفق المقاتلين والأسلحة من إيران إلى سورية في شكل كامل.
alhayat